مسؤولة روسية تربط استئناف الرحلات الجوية بوفاء القاهرة بـ4 بنود

قالت إن مصر نفذت نحو 90 % من الإجراءات المطلوبة

مسؤولة روسية تربط استئناف الرحلات الجوية بوفاء القاهرة بـ4 بنود
TT

مسؤولة روسية تربط استئناف الرحلات الجوية بوفاء القاهرة بـ4 بنود

مسؤولة روسية تربط استئناف الرحلات الجوية بوفاء القاهرة بـ4 بنود

قالت فالنتينا ماتفيينكو، رئيسة المجلس الفيدرالي الروسي (الغرفة الأعلى للبرلمان الروسي)، إن السلطات المصرية نفذت نحو 90 في المائة من الإجراءات المطلوبة لاستئناف الرحلات الجوية الروسية إلى مصر، لكنها أشارت إلى ضرورة وفاء القاهرة بأربعة بنود أخرى.
وعلقت روسيا رحلاتها الجوية إلى مصر بعد تحطم طائرة ركاب روسية بوسط سيناء، في أكتوبر (تشرين الأول) 2015، ما أدى إلى مقتل 224 شخصا كانوا على متنها. وقدمت موسكو لمصر توصيات تشمل ملاحظات ومقترحات لتشديد الإجراءات الأمنية المتعلقة بسلامة الطيران.
والتقت المسؤولة الروسية، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس، وخلال اللقاء أشادت ماتفيينكو بدور مصر المحوري في الشرق الأوسط، وجهودها في استعادة الاستقرار والأمن وتسوية الأزمات القائمة بالمنطقة، فضلا عن تصديها الحاسم للإرهاب، سواء من خلال المواجهات العسكرية والأمنية أو على المستويات الفكرية والثقافية، مشيرة إلى تقدير روسيا الكامل لجهود مصر في هذا الصدد، وحرصها كذلك على دعم جهود مصر التنموية بما يلبي تطلعات الشعب المصري.
وأكد الرئيس السيسي على أهمية ترسيخ الشراكة مع روسيا في مختلف المجالات، وخاصة في الجانب الاقتصادي والتجاري، وذلك من خلال إقامة مناطق صناعية ومراكز لوجستية في مصر، في ضوء ما توفره من منفذ متميز للمنتجات الروسية إلى الدول العربية والأفريقية.
وصرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم الرئاسة، بأن الرئيس السيسي أكد حرص بلاده على مواصلة العمل على الارتقاء بالعلاقات بين البلدين وتطويرها على مختلف الأصعدة، لا سيما العلاقات البرلمانية التي تعد أحد أهم سبل التقارب بين البلدين على المستويين الرسمي والشعبي.
وقال المتحدث الرسمي، في بيان حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إن رئيسة المجلس الفيدرالي الروسي أكدت بدورها تقدير بلادها للعلاقات المتميزة مع مصر، وتطلع روسيا لتعزيز هذه العلاقات في المجالات المختلفة. وكانت المسؤولة الروسية قد عقدت مؤتمرا صحافيا في القاهرة مع رئيس مجلس النواب المصري الدكتور على عبد العال. وقالت ماتفيينكو، إن «ملف استئناف رحلات الطيران موضوع له خصوصية»، لافتة إلى أنها ناقشته خلال المباحثات التي أجريت مع الجانب المصري، مؤكدة أن المجلس الفيدرالي الروسي «يتابع عن كثب هذا الأمر».
وأشارت ماتفيينكو إلى أن «تحطم الطائرة الروسية كان مأساة في تاريخ روسيا، لذا يجب الأخذ بعين الاعتبار جميع الإجراءات لتأمين المطارات، ويمكن القول بارتياح إن السلطات المصرية والروسية وأجهزة الأمن في الجانبين اتخذت قرارات في هذا الشأن». وتابعت أنه «تم تنفيذ كثير من الإجراءات الضرورية لاستئناف الرحلات الجوية، وتم تقريبا تنفيذ نحو 90 في المائة من خريطة الطريق لاستئناف الرحلات، وتتبقى 4 نقاط فقط لاستكمال تنفيذ هذه الخريطة».
وصدقت الحكومة الروسية، في فبراير (شباط) الماضي، على مشروع بروتوكول مع مصر للحفاظ على سلامة وأمن الطيران المدني، كما دأبت منذ تعليق الرحلات الجوية إلى مصر، على إرسال وفود من خبراء وأمنيين لتفقد إجراءات التأمين في المطارات المصرية. وأوضحت ماتفيينكو خلال المؤتمر، أنه تم في بداية شهر مارس (آذار) الجاري، توقيع بروتوكول بين وزارة النقل الروسي ووزارة الطيران المدني المصرية، مضيفة: «ننتظر جميعا الإعلان عن استئناف ذلك في أسرع وقت، وإن العلاقات الإيجابية بين الجانبين ستسهم في ذلك».
وأشارت إلى أن فريقا من الخبراء الروس سيزور مصر لتقديم الإمكانات لاستئناف الرحلات الجوية، وذلك بعد استكمال تنفيذ النقاط الأربع الباقية.
وتأمل الحكومة المصرية في استئناف الرحلات الجوية مع روسيا من أجل تخفيف الضغوط الاقتصادية وإنعاش قطاع السياحة، أكثر القطاعات التي تأثرت بقرار موسكو.
وقالت المسؤولة الروسية، إن التعاون بين البرلمانين الروسي والمصري سيسهم بشكل كبير في تطوير العلاقات في مختلف المجالات، خاصة الاقتصادية والتجارية وجذب الاستثمارات وإقامة منطقة صناعية روسية حرة في مصر.
وأشارت إلى أنه تم كذلك الاتفاق على التعاون بشأن كثير من القضايا الدولية، خاصة ما يتعلق بمكافحة الإرهاب، وتم أيضا الاتفاق على استمرار التواصل بين الجانبين لتعزيز التعاون والعلاقات الراسخة بين مصر وروسيا.
بدوره، أكد رئيس مجلس النواب المصري، الانتهاء من تشكيل لجنة الصداقة البرلمانية بين مصر وروسيا، لافتا إلى أن اللجنة ستهتم بكثير من الملفات السياسية والاقتصادية، وكذلك الملفات السياحية في إطار التعاون بين البلدين.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.