البشير يوجه بمساعدة جنوب السودان وتنسيق وصول الإغاثات

البشير يوجه بمساعدة جنوب السودان وتنسيق وصول الإغاثات
TT

البشير يوجه بمساعدة جنوب السودان وتنسيق وصول الإغاثات

البشير يوجه بمساعدة جنوب السودان وتنسيق وصول الإغاثات

وجه الرئيس السوداني بمساعدة دولة جنوب السودان، وتقديم الدعم اللازم لها إثر المجاعة التي أعلنت في البلاد مؤخرا، في الوقت الذي نشطت فيه حملات شعبية لإيصال الإغاثات لشعب جنوب السودان لمواجهة محنة المجاعة.
وقالت الخارجية السودانية في نشرة أمس، نقلاً عن الوزير إبراهيم غندور، إن الرئيس عمر البشير وجه بتقديم الدعم اللازم للأشقاء بدولة جنوب السودان، وبالتنسيق بين وزارات ومؤسسات الدولة المعنية، لتيسير وضمان وصول المساعدات الإغاثية والإنسانية.
وأعلنت دولة جنوب السودان الإثنين الماضي أن أجزاء واسعة من البلاد تعاني المجاعة، وأن نحو نصف السكان في البلاد سيواجهون نقصًا كبيرًا في الغذاء بحلول يوليو (تموز)، موضحة أن عدد الذين تتوقع معاناتهم من انعدام الأمن الغذائي في البلاد يبلغ 4.9 مليون شخص في الفترة بين فبراير (شباط) الحالي وأبريل (نيسان) المقبل، وذلك بسبب استمرار القتال في البلاد، وارتفاع أسعار المواد الغذائية، وتغير الاقتصاد وانخفاض الإنتاج، وأن عدد ضحايا الأزمة سيرتفع إلى 5.5 مليون شخص من مجموع السكان المقدر بـ12.5 مليون نسمة بحلول يوليو (تموز) المقبل.
وذكر الوزير غندور أن الرئيس البشير وجه بتأمين التسهيلات المطلوبة لدخول أي مساعدات إنسانية إلى جنوب السودان عبر الأراضي السودانية من وكالات الأمم المتحدة أو الدول الشقيقة والصديقة، لضمان نجاح حملة الدعم الدولي التي تستهدف تخفيف معاناة شعب جنوب السودان، وقال إن «حكومة السودان تستشعر عن قرب حجم تلك المعاناة».
وأكد غندور دعم دولته ومساندتها لـ«أشقائها في جنوب السودان في ظل الأوضاع الراهنة التي تمر بها بلادهم»، موضحا أن أواصر القربى وروابط الدم والتاريخ والمصير المشترك «تحتم علينا تقديم كل أشكال الدعم والمساندة، حتى يعبر أشقاؤنا في الجنوب ظروف المعاناة والمحنة الإنسانية الراهنة».
وفي السياق ذاته، أعلن حزب المؤتمر السوداني المعارض عن وقوفه مع شعب جنوب السودان في «معركته ضد الجوع»، إذ قال المتحدث باسم الحزب، محمد حسن عربي، إن رئيسه عمر الدقير دعا الفرقاء في جنوب السودان للعودة للحوار. واعتبر الحزب مواجهة المجاعة أمرًا يخص شعبي البلدين، وليس شعب الجنوب وحده، وقال بهذا الخصوص: «نحن معهم في هذه الحرب، ونحن لا نعتبرها معركة جنوب السودان وحدها، فالحدود الجغرافية لن تغير حقائق التاريخ والاجتماع، والمستقبل يجب ألا يكون رهينًا لأخطاء فظائع دولة سودان ما بعد الاستقلال». ودعا الحزب إلى حملة تضامن مع جنوب السودان، ومساعدتها على تجاوز كارثة المجاعة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.