جنوب السودان: وزير العمل يستقيل لينضم إلى المتمردين

جنوب السودان: وزير العمل  يستقيل لينضم إلى المتمردين
TT

جنوب السودان: وزير العمل يستقيل لينضم إلى المتمردين

جنوب السودان: وزير العمل  يستقيل لينضم إلى المتمردين

تنحى وزير العمل في جنوب السودان عن منصبه أمس الجمعة، بعد أن اتهم الحكومة الحالية بأنها «تفتقر إلى المصارحة والالتزام»، وسط تنامي الاستياء بين صفوف إدارة الرئيس سلفا كير.
وكتب جابرييل دوب لام في خطاب استقالته أنه أصيب بالإحباط، بسبب عجز حكومة الوحدة عن معالجة مشاكل البلاد. وتأتي استقالة دوب لام بعد مرور ستة أيام فقط على استقالة الجنرال بالقوات المسلحة توماس سيريلو سواكا، الذي زعم أن الصراع العسكري الذي نشب في البلاد عام 2013 كان مخططا له بعناية، مشيرا إلى تأجج الصراع بسبب «الميليشيات القبلية الموالية للرئيس كير».
وتناقض رؤية سواكا وجهة النظر السائدة على نطاق واسع، القائلة بأن العنف اندلع بشكل غير متوقع، وذلك كرد فعل على الخلاف السياسي بين كير ونائبه السابق ريك مشار.
وكشفت رسالة اطلعت عليها وكالة «رويترز» للأنباء أمس أن وزير العمل في جنوب السودان انشق وانضم إلى صفوف المتمردين، ليصبح بذلك ثاني أكبر مسؤول يستقيل هذا الأسبوع في الدولة التي تمزقها الحرب.
وبعث اللفتنانت جنرال جابرييل دوب لام رسالة من صفحة واحدة قال فيها إنه سينضم إلى تمرد نائب الرئيس السابق ريك مشار،
وكتب في الرسالة يقول: «أجدد التأكيد على الولاء الكامل والالتزام بقيادة معالي الدكتور ريك مشار». وأكد متحدثان باسم المتمردين لوكالة «رويترز» صحة الرسالة، فيما امتنع متحدث باسم الحكومة عن التعليق.
واندلعت الحرب الأهلية في جنوب السودان عام 2013 بعد أن أقال الرئيس سلفا كير، المنتمي لقبيلة الدنكا، نائبه آنذاك مشار المنتمي لقبيلة النوير. ونشبت معارك بعد ذلك على أسس عرقية على نحو متزايد، مما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف جراء الحرب الأهلية الدامية التي تلت ذلك، بينما تشرد ثلاثة ملايين شخص، بحسب الأمم المتحدة، التي حذرت من أن ذلك يمهد الطريق لإبادة
جماعية. وبسبب هذا الصراع فر ما يربو على ثلاثة ملايين من ديارهم في الدولة البالغ تعداد سكانها 11 مليون نسمة. وقبل ستة أيام استقال اللفتنانت جنرال توماس سيريلو سواكا، نائب رئيس قطاع الخدمات اللوجيستية، من الجيش لكنه لم يذكر أنه انضم إلى المتمردين. وأرجع سواكا الاستقالة إلى انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان على أيدي الجيش، فضلا عن تفشي المحسوبية العرقية، مشيرا إلى أن كير يشغل المناصب الرئيسية في قوات الأمن بأفراد من قبيلة الدنكا من المنطقة التي ينتمي إليها. فيما ذكرت جماعات كثيرة مدافعة عن حقوق الإنسان أن الجيش ارتكب أعمال نهب واغتصاب وقتل في حق المدنيين. وبعد أيام من استقالة سواكا أصدرت الحكومة بيانا تقول فيه إنه مشمول بتحقيق مرتبط بالفساد وفر من العدالة.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».