وفد الحركة الشعبية يتمسك بضرورة التوصل إلى اتفاق إطاري

رئيس حزب «الإصلاح الآن» يؤكد وجود تباعد في بعض القضايا

وفد الحركة الشعبية يتمسك بضرورة التوصل إلى اتفاق إطاري
TT

وفد الحركة الشعبية يتمسك بضرورة التوصل إلى اتفاق إطاري

وفد الحركة الشعبية يتمسك بضرورة التوصل إلى اتفاق إطاري

أكدت الحركة الشعبية المعارضة في السودان خلال المفاوضات مع الحكومة السودانية المنعقدة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا بتمسكها في وضع اتفاق إطاري ومرجعيات واضحة لعمل اللجان التي اقترحتها الآلية رفيعة المستوى التابعة للاتحاد الأفريقي، داعية المؤتمر الوطني الحاكم بألا يضيع الفرصة التي أمامه وأن عليه الاعتراف بحق القوى السياسية في أن تكون شريكا حقيقيا وواضحا في المؤتمر القومي الدستوري، في وقت أجرى رئيس حزب «الإصلاح الآن» الدكتور غازي صلاح الدين لقاءات مع ثابو مبيكي رئيس الآلية رفيعة المستوى التابعة للاتحاد الأفريقي التي تقود الوساطة بين الأطراف السودانية إلى جانب رئيسي الوفدين، مؤكدا أنه تلمس إرادة من المتفاوضين رغم وجود تباعد في عدد من القضايا لا سيما في موضوع الضمانات. وقال الأمين العام للحركة الشعبية وكبير مفاوضيها ياسر عرمان لـ«الشرق الأوسط» إن «مواقف الطرفين ما زالت متباعدة في المفاوضات الحالية في أديس أبابا خاصة في قضايا بناء الثقة ووضع اتفاق إطاري حتى تبدأ اللجان التي تم الاتفاق على تشكيلها»، مؤكدا أن حركته لا ترفض وقف إطلاق لكنها تربطه بالاتفاق السياسي، وقال إن الاتفاق السابق بين الخرطوم والحركة الشعبية في يونيو (حزيران) عام 2011 لم يحترم فكيف سيتم احترام أي اتفاق جديد، وأضاف «القضية تحتاج إلى بناء الثقة بين الأطراف، وأن المرجعيات الإقليمية والدولية أكدت على أن هذا الاتفاق هو الأساس ونحن لا نتعنت ولا نغلق الباب أمام ذلك ونريد أن نمضي بتلك المرجعيات»، وقال، إن «وقف إطلاق النار النهائي مرغوب ولا اعتراض عليه ولكن ما يطرحه المؤتمر الوطني في وقف إطلاق النار يتجاوز محطات كثيرة ويقفز مباشرة»، وتابع «وقف إطلاق النهائي صنو للوقف النهائي للحرب»، وقال «هنالك مرحلتان وقف الحرب وإنهائها، حيث إن وقف الحرب يتم التفاوض عليه في هذه الجولة عبر آليات وقف الأعمال العدائية، وإنهاء الحرب يتم عبر وقف إطلاق النار الشامل بعد مخاطبة جذور المشكلة».
وقال عرمان إن «المؤتمر الوطني الحاكم متهم بتصدير أسلحة إلى بعض البلدان حتى أصبح السودان ساحة حرب»، وأضاف أن «هنالك دولا قامت بضرب شرق البلاد»، وأضاف أن «اتهام الحركة الشعبية بأنها تعمل لجهات أجنبية غير صحيح»، وقال إن «الإسلاميين السودانيين حكموا البلاد لمدة (25) عاما وحدث ما حدث ولا يمكن أن يستمروا في هذا الطريق»، وأضاف «هنالك فرصة أن يتوصل الإسلاميون في السودان إلى مصالحة حقيقية قائمة على الشفافية والعدل والإنصاف وعلى برامج وأجندة جديدة»، مشيرا إلى أن رئيس حزب النهضة في تونس راشد الغنوشي لم يفرض أجندته التي أتى بها والانتفاضة في تونس لم يصنعها الغنوشي وإنما محمد بو عزيزي، وقال «الإسلاميون المصريون أرادوا أن يحتكروا ثمار الانتفاضة التي شارك فيها كل الشعب بالتمكين، والإسلاميون في تونس كانوا الأعقل بالاتفاق والتراضي في بلادهم وأتمنى ألا يكون موقف تكتيكي منهم»، وتابع «الحركة الإسلامية في السودان انفردت بالحكم والانفراد مؤذ للبلاد وللحركة الإسلامية وللقوى السياسية الأخرى».
وحول ما يحدث في جنوب السودان من حرب داخلية حمل عرمان المؤتمر الوطني الحاكم مسؤولية ما يجري، وقال «حزب المؤتمر الوطني هو الذي كان يحكم السودان قبل انفصال الجنوب وكان يمكن أن يقدم بدائل في ذلك الوقت»، وأضاف «أنا لا أريد أن أكون قاسيا لهذه الدرجة حيث توجد عوامل أخرى لكن المؤتمر الوطني له القدح المعلى فيما يحدث ولكن الآن لنترك الماضي لأننا لا نستطيع أن نغير الماضي ولكننا يمكننا أن نصنع المستقبل المشترك»، وتابع «نحن في الحركة الشعبية في السودان من مبادئنا ألا نتدخل فيما يحدث في جنوب السودان ونرى أن شعب الجنوب قادر على إيجاد صيغة جديدة وما يحدث يمثل ألما كبيرا بالنسبة لنا»، وقال إن «شعب جنوب السودان لديه خبرات تاريخية كبيرة يمكن أن توظف من أجل الوصول إلى مشروع جديد»، وأضاف أن «مشروع السودان الجديد هو الأفضل للدولتين وهو الحل الوحيد لأنه قائم على المواطنة بلا تمييز»، وقال «الرئيس الأميركي باراك أوباما والده ليس مدفونا في الولايات المتحدة ومع ذلك تبوأ المنصب في أكبر دولة في العالم وفي السودان لماذا لا يصبح الرئيس من دارفور أو جبال النوبة أو شرق البلاد وهي المواطنة التي نتحدث عنها؟».
من جانبه قال رئيس حزب «الإصلاح الآن» دكتور غازي صلاح الدين الذي وصل أمس إلى مقر المفاوضات في أديس أبابا إنه «تلمس خلال لقائه بأطراف التفاوض إرادة حقيقية للتوصل إلى اتفاق رغم وجود تباعد في عدد من القضايا»، وأضاف أنه «التقى برئيس الوسيط الأفريقي ثابو مبيكي ورئيسي الوفدين واطلع على المواقف بينهما»، وقال إن «هناك إنجازا محدودا قد تحقق في هذه الجولة خاصة الاتفاق على أجندة التفاوض رغم تباعد الموافق في عدد من القضايا المهمة، ولكنها لن تكون عصية على الطرفين».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.