الجيش العراقي يتحضر لمعركة الفصل في الموصل ضد «داعش»

وزير الدفاع البريطاني يتعهد لبارزاني بمواصلة دعم البيشمركة

رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني لدى استقباله وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون أمس (إ.ب.أ)
رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني لدى استقباله وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون أمس (إ.ب.أ)
TT

الجيش العراقي يتحضر لمعركة الفصل في الموصل ضد «داعش»

رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني لدى استقباله وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون أمس (إ.ب.أ)
رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني لدى استقباله وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون أمس (إ.ب.أ)

جدد وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون، أمس، خلال لقائه مع رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، دعم بلاده لقوات البيشمركة في الحرب ضد الإرهاب، بينما كشفت مصادر مطلعة عن تدهور الأوضاع الإنسانية في الجانب الأيمن من مدينة الموصل، الخاضع لسيطرة تنظيم داعش، مؤكدة أن التنظيم اتخذ جملة من الاستعدادات لمواجهة القوات العراقية التي أنهت بدورها استعداداتها لبدء عملية تحرير هذا الجانب من المدينة.
وقال كفاح محمود، المستشار الإعلامي في مكتب رئيس إقليم كردستان، لـ«الشرق الأوسط»، إنه «فضلاً عن إشادته بدور قوات البيشمركة، ووصفها بالقوات الأشجع في الحرب ضد (داعش)، أكد وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون، خلال اجتماعه مع رئيس الإقليم مسعود بارزاني، على أهمية مرحلة ما بعد (داعش)، والتوافقات السياسية بين معظم الأطراف للمحافظة على الأمن والسلم الاجتماعيين في هذه المناطق». وتابع محمود: «تعهد وزير الدفاع البريطاني باستمرار بلاده في دعم قوات البيشمركة عسكريًا وفنيًا، كذلك أعلن عن تخصيص الحكومة البريطانية مبلغًا ماليًا لإعمار بعض المدن التي دُمرت في العراق في أثناء احتلال (داعش) لها».
يذكر أن القوات البريطانية التي تشارك ضمن التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، في الحرب ضد تنظيم داعش في العراق منذ صيف عام 2014، دربت حتى الآن 7 آلاف مقاتل بالبيشمركة، ضمن البرنامج التدريبي الذي تقدمه قوات التحالف للبيشمركة، إلى جانب الإسناد الجوي في الحرب ضد مسلحي التنظيم.
إلى ذلك، كشف محمود أن بارزاني سيشارك في مؤتمر الأمن الذي ستنطلق أعماله في 17 فبراير (شباط) الحالي، في مدينة ميونيخ الألمانية، وأضاف: «تلقى الرئيس مسعود بارزاني دعوة رسمية لحضور مؤتمر الأمن، فلإقليم كردستان دور مهم في المنطقة، وفي الحفاظ على السلم والأمن في الشرق الأوسط، خصوصا أن هذا الإقليم حافظ خلال السنوات الأخيرة الماضية على وضعه، واستقبل الملايين من النازحين، وحفظ لهم حياتهم وكرامتهم ومعيشتهم، لذا سيكون الرئيس بارزاني كشخصية عالمية في مقدمة الزعماء الذين ستكون لهم مساهمة مهمة، وسيلتقي زعماء وقادة كثير من الدول التي ستحضر المؤتمر».
ميدانيًا، تشهد أحياء الجانب الأيمن من مدينة الموصل الذي لا يزال تحت سيطرة تنظيم داعش، أوضاعًا إنسانية معقدة، بحسب مصادر من داخل تلك المناطق بينت، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، أن التنظيم شن حملة تفتيش موسعة على غالبية أحياء هذا الجانب، استحوذ خلالها على ما تمتلكه العوائل من مواد غذائية وطبية، مشيرة إلى أن الأهالي يعيشون أوضاعًا صعبة ومأساوية، في ظل سيطرة التنظيم وانعدام الطعام والدواء.
في الوقت نفسه، يواصل مسلحو «داعش» تفخيخ الطرق والمباني، استعدادًا لمعركة فاصلة بينهم وبين القوات الأمنية العراقية التي أنهت بدورها استعداداتها لبدء عملية تحرير ما تبقى من مناطق الموصل، آخر معاقل «داعش» في العراق.
وقال مسؤول إعلام الفرع الرابع عشر للحزب الديمقراطي الكردستاني في الموصل، سعيد مموزيني، لـ«الشرق الأوسط»: «التنظيم يتخذ من السكان في المناطق الخاضعة له في الموصل دروعًا بشرية، ويقتل كل من يحاول الهرب من هذا الجانب من المدينة. فخلال الأيام الماضية، أعدم التنظيم رميًا بالرصاص أكثر من 62 شابًا موصليًا، وقعوا في كمين مسلحي (داعش) في أثناء محاولتهم العبور إلى الجانب الأيسر». وأردف مموزيني: «التنظيم اتخذ عدة استعدادات في الجانب الأيمن لمقاومة تقدم القوات العراقية، منها استخدام طائرات الدرون والصواريخ، إضافة إلى أنه يعتمد على ما تبقى من مسلحيه الأجانب كانتحاريين في المعركة المرتقبة».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».