الجيش المصري يكثف هجماته على المتشددين في سيناء ويعلن مقتل «14 إرهابيًا»

السيسي طالب بالتنسيق بين القوات المسلحة والشرطة في مكافحة الإرهاب

الجيش المصري يكثف هجماته على المتشددين في سيناء ويعلن مقتل «14 إرهابيًا»
TT

الجيش المصري يكثف هجماته على المتشددين في سيناء ويعلن مقتل «14 إرهابيًا»

الجيش المصري يكثف هجماته على المتشددين في سيناء ويعلن مقتل «14 إرهابيًا»

طالب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمس، باستمرار التنسيق الكامل بين القوات المسلحة والشرطة لإحباط محاولات الجماعات الإرهابية لتهديد أمن وسلامة المواطنين. فيما أعلن المتحدث العسكري مقتل 14 من العناصر «التكفيرية شديدة الخطورة» أثناء تبادل لإطلاق النار خلال مداهمة بؤر «إرهابية» وسط سيناء، كما ألقي القبض على عشرة من المطلوبين أمنيًا.
وتواجه مصر، خصوصا في محافظة شمال سيناء (على الحدود مع قطاع غزة)، أعمالا إرهابية تشنها جماعات متشددة مسلحة ضد قوات الجيش والشرطة، وتزايدت منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي المنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين «المحظورة» في يوليو (تموز) 2013، وأسفرت عن مقتل المئات. وتشن قوات الجيش بالتعاون مع الشرطة حملة أمنية لضبط هؤلاء المتشددين.
وذكر بيان للمتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أن قوات إنفاذ القانون من الجيش الثالث الميداني واصلت إحكام سيطرتها الكاملة بمناطق مكافحة النشاط الإرهابي وسط سيناء، وأنه للأسبوع الثاني على التوالي استمرت القوات بالتعاون مع القوات الجوية تنفيذ سلسلة من أعمال التمشيط والمداهمة لعدد من البؤر والأوكار الجبلية التي تستخدمها العناصر الإرهابية كملاجئ للهروب داخل المناطق ذات التضاريس الجغرافية الوعرة.
وأوضح البيان أن «القوات نجحت في القضاء على 14 من العناصر التكفيرية شديدة الخطورة خلال تبادل لإطلاق النيران مع عناصر المداهمة، وتدمير 5 عربات مفخخة ودراجة بخارية، وتدمير عدد من الملاجئ والمخازن تحت سطح الأرض تستخدم كمأوى للعناصر التكفيرية عثر بداخلها على عدد من الأسلحة والذخائر وأجهزة الاتصال والمهمات والاحتياجات الإدارية ووسائل الإعاشة الخاصة بهذه العناصر، ومخزن جبلي عثر بداخله على أكثر من ألفي لتر من الوقود، واكتشاف وتدمير مخزن يحتوي على قرابة ألف كيلوجرام من نبات البانجو المخدر المعد للتوزيع».
وتابع: «القوات ألقت القبض على عشرة من المطلوبين والمشتبه بهم، والتحفظ على أربع عربات مختلفة الأنواع، وست دراجات نارية من دون تراخيص، وإبطال مفعول عشر عبوات ناسفة كانت معدة لاستهداف قوات التأمين على محاور التحرك المختلفة». كما «نجحت عناصر التأمين المكلفة بتأمين المعابر والمعديات بالجيش الثالث الميداني من إحباط محاولة لتهريب عدد من ماكينات الحفر وأدوات اللحام وعدد من الخامات والمعدات المستخدمة في تصنيع العبوات الناسفة مخبأة داخل شحنة من الفحم بإحدى العربات قبل دخولها لسيناء عند نفق الشهيد أحمد حمدي».
وأكدت القوات المسلحة «استمرار قوات إنفاذ القانون بالجيش الثالث الميداني في تنفيذ إجراءاتها المشددة لتأمين مناطق وسط سيناء وملاحقة العناصر التكفيرية وقطع طرق الإمداد عن هذه العناصر».
من جهته، عقد الرئيس السيسي اجتماعًا أمس مع عدد من قيادات المجلس الأعلى للقوات المسلحة والمجلس الأعلى للشرطة، بحضور الفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع، ومجدي عبد الغفار وزير الداخلية. وقال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة، إن الاجتماع تم في إطار الاجتماعات الدورية التي يعقدها الرئيس السيسي مع قيادات القوات المسلحة والشرطة لبحث تطورات الأوضاع الأمنية في جميع أنحاء الجمهورية، ولمراجعة التدابير والخطط الأمنية التي تنفذها القوات المسلحة والشرطة لملاحقة والقبض على العناصر الإرهابية التي تستهدف أمن المواطنين وزعزعة استقرار البلاد.
وأوضح أن الرئيس «وجه باستمرار التنسيق الكامل بين القوات المسلحة والشرطة»، مؤكدًا ضرورة التحلي بأعلى درجات الحيطة الأمنية والاستعداد القتالي لإحباط محاولات الجماعات الإرهابية لتهديد أمن وسلامة المواطنين.
كما «وجه الرئيس السيسي بمواصلة اتخاذ الإجراءات اللازمة لتأمين المنشآت الحيوية ومؤسسات الدولة في جميع أنحاء الجمهورية، بما يضمن الحفاظ على أمن الوطن»، مشيرًا إلى «أهمية الاستمرار في بذل مزيد من الجهد في التدريب والحفاظ على اللياقة البدنية والروح المعنوية العالية للقوات، وصولاً إلى أعلى درجات الجاهزية والاستعداد لتنفيذ أي مهام توكل إليهم لحماية أمن مصر القومي».
في السياق ذاته، تفقد الفريق محمود حجازي، رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، مراحل الإعداد والتدريب القتالي للفرد المقاتل لعناصر المدفعية. وناقش رئيس الأركان مع عدد من الأطقم التخصصية والفنية أسلوب تنفيذ المهام والواجبات المكلفين بها ضمن المنظومة المتكاملة للقوات المسلحة. وأشاد بالأداء المتميز الذي وصلت إليه عناصر المدفعية من مهارات ميدانية عالية، ومستوى راق في الإعداد والتدريب للفرد المقاتل، والحفاظ على أعلى معدلات الكفاءة القتالية، واستخدام أحدث النظم في الأسلحة والمعدات.
وأكد حجازي حرص القيادة العامة للقوات المسلحة على الاهتمام بتطوير وتحديث سلاح المدفعية، وصولاً لأحدث النظم العالمية، باعتبارها أحد العناصر الرئيسية لمعركة الأسلحة المشتركة الحديثة، إضافة إلى أحدث نظم المقلدات والمساعدات التي تحقق الواقعية في التدريب. وطالب القادة والضباط على جميع المستويات بتوفير الإمكانات كافة، للارتقاء بمستوى الفرد المقاتل، وصولاً لأعلى درجات الكفاءة والاستعداد القتالي في إطار منظومة الكفاءة القتالية للقوات المسلحة.



هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
TT

هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

أثارت تقارير عن تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري (HMPV) في الصين قلقاً متزايداً بشأن إمكانية تحوله إلى وباء عالمي، وذلك بعد 5 سنوات من أول تنبيه عالمي حول ظهور فيروس كورونا المستجد في ووهان بالصين، الذي تحول لاحقاً إلى جائحة عالمية أسفرت عن وفاة 7 ملايين شخص.

وأظهرت صور وفيديوهات انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي في الصين أفراداً يرتدون الكمامات في المستشفيات، حيث وصفت تقارير محلية الوضع على أنه مشابه للظهور الأول لفيروس كورونا.

وفي الوقت الذي تتخذ فيه السلطات الصحية تدابير طارئة لمراقبة انتشار الفيروس، أصدر المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها بياناً، يوضح فيه معدل الوفيات الناتج عن الفيروس.

وقال المركز، الجمعة، إن «الأطفال، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، وكبار السن، هم الفئات الأكثر تعرضاً لهذا الفيروس، وقد يكونون أكثر عرضة للإصابة بعدوى مشتركة مع فيروسات تنفسية أخرى».

وأشار إلى أن الفيروس في الغالب يسبب أعراض نزلات البرد مثل السعال، والحمى، واحتقان الأنف، وضيق التنفس، لكن في بعض الحالات قد يتسبب في التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي في الحالات الشديدة.

وحاولت الحكومة الصينية التقليل من تطور الأحداث، مؤكدة أن هذا التفشي يتكرر بشكل موسمي في فصل الشتاء.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، الجمعة: «تعد العدوى التنفسية شائعة في موسم الشتاء»، مضيفةً أن الأمراض هذا العام تبدو أقل حدة وانتشاراً مقارنة بالعام الماضي. كما طمأنت المواطنين والسياح، مؤكدة: «أستطيع أن أؤكد لكم أن الحكومة الصينية تهتم بصحة المواطنين الصينيين والأجانب القادمين إلى الصين»، مشيرة إلى أن «السفر إلى الصين آمن».

فيروس «الميتانيمو» البشري

يُعد «الميتانيمو» البشري (HMPV) من الفيروسات التي تسبب التهابات الجهاز التنفسي، ويؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار، ويسبب أعراضاً مشابهة للزكام والإنفلونزا. والفيروس ليس جديداً؛ إذ اكتُشف لأول مرة عام 2001، ويُعد من مسببات الأمراض التنفسية الشائعة.

ويشير أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بجامعة «مصر الدولية»، الدكتور إسلام عنان، إلى أن نسبة انتشاره تتراوح بين 1 و10 في المائة من الأمراض التنفسية الحادة، مع كون الأطفال دون سن الخامسة الأكثر عرضة للإصابة، خاصة في الحالات المرضية الشديدة. ورغم ندرة الوفيات، قد يؤدي الفيروس إلى مضاعفات خطيرة لدى كبار السن وذوي المناعة الضعيفة.

أفراد في الصين يرتدون الكمامات لتجنب الإصابة بالفيروسات (رويترز)

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الفيروس ينتشر على مدار العام، لكنه يظهر بشكل أكبر في فصلي الخريف والشتاء، ويمكن أن يُصاب الأشخاص به أكثر من مرة خلال حياتهم، مع تزايد احتمالية الإصابة الشديدة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

وأوضح أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي الناتج عن السعال أو العطس، أو من خلال ملامسة الأسطح الملوثة ثم لمس الفم أو الأنف أو العينين. وتشمل أعراضه السعال واحتقان الأنف والعطس والحمى وصعوبة التنفس (في الحالات الشديدة)، وتُعد الأعراض مختلفة عن فيروس كورونا، خاصة مع وجود احتقان الأنف والعطس.

هل يتحول لجائحة؟

كشفت التقارير الواردة من الصين عن أن الارتفاع الحالي في الإصابات بالفيروس تزامن مع الطقس البارد الذي أسهم في انتشار الفيروسات التنفسية، كما أن هذه الزيادة تتماشى مع الاتجاهات الموسمية.

وحتى الآن، لم تصنف منظمة الصحة العالمية الوضع على أنه حالة طوارئ صحية عالمية، لكن ارتفاع الحالات دفع السلطات الصينية لتعزيز أنظمة المراقبة.

في الهند المجاورة، طمأن الدكتور أتول غويل، المدير العام لخدمات الصحة في الهند، الجمهور قائلاً إنه لا داعي للقلق بشأن الوضع الحالي، داعياً الناس إلى اتخاذ الاحتياطات العامة، وفقاً لصحيفة «إيكونوميك تايمز» الهندية.

وأضاف أن الفيروس يشبه أي فيروس تنفسي آخر يسبب نزلات البرد، وقد يسبب أعراضاً مشابهة للإنفلونزا في كبار السن والأطفال.

وتابع قائلاً: «لقد قمنا بتحليل بيانات تفشي الأمراض التنفسية في البلاد، ولم نلاحظ زيادة كبيرة في بيانات عام 2024».

وأضاف: «البيانات من الفترة بين 16 و22 ديسمبر 2024 تشير إلى زيادة حديثة في التهابات الجهاز التنفسي الحادة، بما في ذلك الإنفلونزا الموسمية، وفيروسات الأنف، وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV)، و(HMPV). ومع ذلك، فإن حجم وشدة الأمراض التنفسية المعدية في الصين هذا العام أقل من العام الماضي».

في السياق ذاته، يشير عنان إلى أن الفيروس من الصعب للغاية أن يتحول إلى وباء عالمي، فالفيروس قديم، وتحدث منه موجات سنوية. ويضيف أن الفيروس لا يحمل المقومات اللازمة لأن يصبح وباءً عالمياً، مثل الانتشار السريع على المستوى العالمي، وتفاقم الإصابات ودخول المستشفيات بكثرة نتيجة الإصابة، وعدم إمكانية العلاج، أو عدم وجود لقاح. ورغم عدم توافر لقاح للفيروس، فإن معظم الحالات تتعافى بمجرد معالجة الأعراض.

ووافقه الرأي الدكتور مجدي بدران، عضو «الجمعية المصرية للحساسية والمناعة» و«الجمعية العالمية للحساسية»، مؤكداً أن زيادة حالات الإصابة بالفيروس في بعض المناطق الصينية مرتبطة بذروة نشاط فيروسات الجهاز التنفسي في فصل الشتاء.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الصين تشهد بفضل تعدادها السكاني الكبير ومناطقها المزدحمة ارتفاعاً في الإصابات، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة تحول الفيروس إلى تهديد عالمي. وحتى الآن، تظل الإصابات محلية ومحدودة التأثير مقارنة بفيروسات أخرى.

وأوضح بدران أن معظم حالات فيروس «الميتانيمو» تكون خفيفة، ولكن 5 إلى 16 في المائة من الأطفال قد يصابون بعدوى تنفسية سفلى مثل الالتهاب الرئوي.

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

وأكد أنه لا توجد تقارير عن تفشٍّ واسع النطاق للفيروس داخل الصين أو خارجها حتى الآن، مشيراً إلى أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي والاتصال المباشر، لكنه أقل قدرة على الانتشار السريع عالمياً مقارنة بكوفيد-19، ولتحوله إلى جائحة، يتطلب ذلك تحورات تزيد من قدرته على الانتشار أو التسبب في أعراض شديدة.

ومع ذلك، شدّد على أن الفيروس يظل مصدر قلق صحي محلي أو موسمي، خاصة بين الفئات الأكثر عرضة للخطر.

طرق الوقاية والعلاج

لا يوجد علاج محدد لـ«الميتانيمو» البشري، كما هو الحال مع فيروسات أخرى مثل الإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي، حيث يركز العلاج بشكل أساسي على تخفيف الأعراض المصاحبة للعدوى، وفق عنان. وأضاف أنه في الحالات الخفيفة، يُوصى باستخدام مسكنات الألم لتخفيف الأوجاع العامة وخافضات الحرارة لمعالجة الحمى. أما في الحالات الشديدة، فقد يتطلب الأمر تقديم دعم تنفسي لمساعدة المرضى على التنفس، بالإضافة إلى توفير الرعاية الطبية داخل المستشفى عند تفاقم الأعراض.

وأضاف أنه من المهم التركيز على الوقاية وتقليل فرص العدوى باعتبارها الخيار الأمثل في ظل غياب علاج أو لقاح مخصص لهذا الفيروس.

ولتجنب حدوث جائحة، ينصح بدران بتعزيز الوعي بالوقاية من خلال غسل اليدين بانتظام وبطريقة صحيحة، وارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة أو عند ظهور أعراض تنفسية، بالإضافة إلى تجنب الاتصال المباشر مع المصابين. كما يتعين تعزيز الأبحاث لتطوير لقاحات أو علاجات فعّالة للفيروس، إلى جانب متابعة تحورات الفيروس ورصد أي تغييرات قد تزيد من قدرته على الانتشار أو تسبب أعراضاً أشد.