قلق إسرائيلي من تأخر ترمب في تعيين سفير أميركي جديد

تخشى من إلغاء إدارته تعيين فريدمان بسبب نيته العمل من القدس

قلق إسرائيلي من تأخر ترمب في تعيين سفير أميركي جديد
TT

قلق إسرائيلي من تأخر ترمب في تعيين سفير أميركي جديد

قلق إسرائيلي من تأخر ترمب في تعيين سفير أميركي جديد

تتساءل أوساط إسرائيلية في تل أبيب، بقلق، عن أسباب تأخر تعيين السفير الأميركي، ديفيد فريدمان. وقالت مصادر إسرائيلية، على الرغم من إعلان الرئيس ترمب، رسميا، عن ترشيح فريدمان لهذا المنصب، فإنه لم يجر التصديق على تعيينه حتى الآن، خلافا لتعيين كثير من السفراء الجدد. ويسود تقدير في تل أبيب، بأن تعيين فريدمان يجابه معارضة من قبل مسؤولين كبار في الحزب الجمهوري، بسبب معارضته لحل الدولتين للشعبين، ودعمه لمشروع الاستيطان، وبسبب إعلانه بأنه سيعمل من القدس، بغض النظر إن كانت الإدارة قررت نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس أم لا.
ويزيد هذا التأخير، إن كان مقصودا أو ينطوي على موقف سياسي، من القلق الإسرائيلي من التغييرات التي يلمسها المسؤولون في تل أبيب في سياسة ترمب، والفارق ما بين الوعود الانتخابية والممارسات العملية المناقضة. فهم لا يزالون يدرسون أسباب إعلان البيت الأبيض، في بيان صدر في نهاية الأسبوع، أنه على الرغم من عدم قناعته بأن المستوطنات تشكل عقبة أمام السلام، فإنه يعتقد بأن بناء مستوطنات جديدة، أو توسيع القائم منها، يمكن أن لا يسهم في تحقيق السلام. ويحاولون معرفة موقف البيت الأبيض من حل الدولتين، على الرغم من مهاجمته الفلسطينيين خلال دعايته الانتخابية.
ويقول هؤلاء، إن الرئيس ترمب، الذي سبق وانتقد الرئيس السابق باراك أوباما، بسبب رفض إدارته استخدام الفيتو، خلال تصويت مجلس الأمن على قرار ضد المستوطنات، يمر بتقلبات في مواقفه. ويتساءلون إن كان ذلك يعود إلى التأثير العربي على قراراته، خصوصا أنه التقى الملك الأردني عبد الله، يوم الخميس الماضي، الذي أوضح لترمب، أن نقل السفارة الأميركية إلى القدس، وتكثيف البناء الاستيطاني في أعماق الضفة الغربية، سيثيران ردود فعل خطيرة في العالم العربي.
وكانت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية قد كشفت، أمس، أن رئيس «الموساد» (جهاز المخابرات الخارجية)، يوسي كوهين، والقائم بأعمال مستشار الأمن القومي في الحكومة الإسرائيلية، يعقوب نيغل، قاما بزيارة سرية إلى واشنطن، قبل أسبوعين، اجتمعا خلالها، بكبار المستشارين لدى الرئيس الأميركي دونالد ترمب: «من أجل مواصلة تنسيق السياسة بين البلدين». وقالت إن تلك هي المرة الثانية التي يلتقي فيها كوهين ونيغل مع مستشاري ترمب، منذ فوزه في الانتخابات الرئاسية. وكانت المرة الأولى في بداية شهر ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، والثانية قبل أيام من تسلم ترمب لمنصبه. والتقى كوهين ونيغل مع مستشار الأمن القومي الأميركي الجديد، مايكل فلين، ومسؤولين آخرين في طاقم الرئيس. وكما في اللقاء الأول، رافق كوهين ونيغل، سفير إسرائيل في واشنطن، رون دريمر. وركزت المحادثات التي أجراها كوهين ونيغل، على المسألة الإيرانية والوضع السوري بشكل خاص، لكنهما تطرقا، أيضا، إلى الموضوع الإسرائيلي - الفلسطيني. وقال مسؤول إسرائيلي رفيع، إن المحادثات شملت تبادل آراء ومعلومات في المسائل المختلفة، كجزء من بلورة سياسة الإدارة الجديدة. وأكد ديوان نتنياهو نبأ الزيارة، لكنه رفض كشف تفاصيل حول جوهر المحادثات.
ويتساءل الإسرائيليون عن مغزى هذا التنسيق، إذا كانت إدارة ترمب تفاجئ إسرائيل في كل مرة بموقف جديد. ويرون أن مثل هذه التناقضات، قد تتعب نتنياهو خلال لقائه مع ترمب في منتصف الشهر الحالي، خصوصا أن حكومته لا تنتظر اللقاء مع الرئيس، وتسبقه بسلسلة قرارات محرجة، مثل: المصادقة على بناء نحو 9 آلاف وحدة سكن في المستوطنات، وإقامة مستوطنة جديدة في الضفة الغربية لأول مرة منذ 20 عاما، وجلب قانون يعطي الشرعية لآلاف وحدات السكن التي أقيمت في 16 مستوطنة، على أرض فلسطينية ذات ملكية خاصة (وهو القانون الذي حاول نتنياهو تأجيل إقراره إلى ما بعد اللقاء في البيت الأبيض، لكن وزراء اليمين المتطرف، رفضوا الانصياع إليه وأصروا على طرحه اليوم مساء على الكنيست).



إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.