تفاهم بين أنقرة ووفد المعارضة السورية على مقومات المشاركة في {جنيف}

تفاهم بين أنقرة ووفد المعارضة السورية على مقومات المشاركة في {جنيف}
TT

تفاهم بين أنقرة ووفد المعارضة السورية على مقومات المشاركة في {جنيف}

تفاهم بين أنقرة ووفد المعارضة السورية على مقومات المشاركة في {جنيف}

اتفقت أنقرة وممثلون عن فصائل المعارضة السياسية والمسلحة السورية على رفض مشاركة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري في مفاوضات جنيف المرتقبة بين النظام والمعارضة يوم 20 من فبراير (شباط) الحالي، والتمسك بمرجعية قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 2254 أساسا للمفاوضات. وقالت مصادر قريبة من الاجتماعات بين مسؤولين في الخارجية التركية وممثلين عن «الهيئة العليا للمفاوضات» و«الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية»، التي عقدت بمقر الخارجية التركية في أنقرة، أمس الجمعة، إن المناقشات في اليوم الأول تمخضت عن تطابق وجهات النظر بين أنقرة وممثلي المعارضة السورية بشأن ضرورة عدم مشاركة ما وصفتها بـ«المعارضة المزعومة المنفصلة عن الواقع» التي تعمل ضد وحدة التراب السوري في مفاوضات جنيف. وأفادت المصادر بأن هذا يعني، بجانب حزب الاتحاد الديمقراطي، ما يسمى «منصات» القاهرة وموسكو وحميميم. كذلك ستستثنى من مفاوضات جنيف الفصائل العسكرية المنضوية تحت «هيئة تحرير الشام» التي عارضت مؤتمر آستانة الذي عقد في العاصمة الكازاخية يومي 23 و24 يناير (كانون الثاني) الماضي.
الاجتماع شارك فيه رياض حجاب منسق «الهيئة السورية العليا للمفاوضات»، وأنس العبدة رئيس «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية»، بجانب ممثلي المعارضة المسلحة التي شاركت في آستانة ورئيسي المجلس الوطني الكردي السوري إبراهيم برّو والمجلس التركماني السوري، أمين بوزأوغلان.
هذا، ونقلت وكالة «الأناضول» التركية للأنباء عن مصدر دبلوماسي تركي، قوله إن المجتمعين بحثوا ملفات متعلقة بعمل الآلية الثلاثية (بين روسيا وتركيا وإيران) التي أقرت في آستانة لمراقبة وقف إطلاق النار في سوريا. كما أكد المشاركون في الاجتماع عدم إمكانية القبول بسيطرة النظام على أراض جديدة من خلال انتهاكاته لوقف إطلاق النار.
وللعلم، من المقرر أن يعقد اجتماع جنيف في 20 فبراير الحالي.
وعلم أيضًا أن المشاركين شددوا على ضرورة الالتزام بقرار مجلس الأمن الدولي الرقم 2254 الذي ينص على الانتقال السياسي، وصياغة دستور جديد، وإجراء انتخابات، على التوالي. ورفض الدعوات لإنشاء مناطق فيدرالية، أو ذاتية الحكم. ويذكر أن موسكو كانت قد طرحت مسودة دستور على المعارضة السورية في آستانة تتضمن من بين بنودها حكمًا ذاتيًا للأكراد في سوريا وهو ما رفضته أنقرة وبعض الفصائل المشاركة في المؤتمر.
في هذه الأثناء، قال رئيس المجلس الوطني الكردي السوري إبراهيم برّو لـ«الشرق الأوسط» إن الاجتماع كان مخصصا للمعارضة بدعوة من الحكومة التركية لتشكيل وفد من الأطراف المدعوة إلى جنيف.
ونفى برّو الأنباء المتناقلة عن أن هناك توجهًا من قبل بعض الفصائل المنضوية تحت لواء «هيئة تحرير الشام» للمشاركة في جلسات جنيف المقبلة، وقال: «الفصائل التي ستشارك في جنيف، هي التي شاركت في مباحثات آستانة ووقعت على وثيقة وقف إطلاق النار».
وشدد برّو على أن وفد المعارضة السورية «سيتشكل من الهيئة العليا والائتلاف الوطني السوري والفصائل العسكرية التي شاركت في آستانة». ويذكر أنه شارك في مؤتمر آستانة ممثلون عن كل من «فيلق الشام» و«جيش العزة» و«جيش النصر» و«شهداء الإسلام» و«جيش المجاهدين» و«الفرقة الساحلية الأولى» و«صقور الشام» و«أجناد الشام» و«تجمع فاستقم كما أمرت» و«السلطان مراد» و«الجبهة الشامية» و«جيش إدلب الحر» و«جيش الإسلام» برئاسة محمد علوش. وفي المقابل، تشكلت «هيئة تحرير الشام»، الرافضة للمؤتمر المذكور، ويطغى عليها طابع المتشددين، من عدة فصائل عسكرية في شمال سوريا هي «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقًا)، و«حركة نور الدين الزنكي»، و«لواء الحق»، و«جبهة أنصار الدين»، و«جيش السنة»، إضافة إلى تشكيلات صغيرة انضمت فيما بعد. ويترأس «هيئة تحرير الشام» القائد العام السابق لـ«حركة أحرار الشام» هاشم الشيخ، المكنى «أبو جابر الشيخ»، بينما تولى «أبو محمد الجولاني» زعيم «النصرة» قيادتها العسكرية.
أما عن الأطراف السياسية المعارضة الأخرى، فقال برّو إن المعارضة تعتبر «منصات» القاهرة وموسكو وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي جماعات مقربة من النظام، وبالتالي «فإنهم لا يمثلون المعارضة التي لا تقبل بهم لكونهم لم ينضموا لصفوف المعارضة منذ البداية».
وشدّد على أن المعارضة «ستجتمع وتدرس موضوع دراسة تشكيل وفد موحد تحضيرًا للاجتماع».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».