أفلام الأسبوع

الفيلم الفرنسي «صحاري»
الفيلم الفرنسي «صحاري»
TT

أفلام الأسبوع

الفيلم الفرنسي «صحاري»
الفيلم الفرنسي «صحاري»

مولانا ***

* رغم كثرة ما يرد فيه من خطب وحوارات، وعلى الرغم من تكثيف المعاني اختصارًا لمادة روائية كبيرة وضعها الكاتب إبراهيم عيسى، يتبلور «مولانا» في نهاية المطاف كعمل مشبع بالأفكار الانتقادية لعلاقة وثيقة (وربما خيالية) بين رجال السُلطة ورجال الدين. بطل الفيلم (عمرو سعد) صاحب برنامج ديني تلفزيوني يستقطب ملايين المشاهدين يتعرض لتجارب سياسية وعاطفية من كل حدب وصوب تظللها المصالح المتناقضة. إخراج مجدي أحمد علي جيد في الدخول والخروج بين الأحداث بسلاسة وفي تجسيد الحالة العامّة المنتمية إلى هذا الوضع على نحو يجيز له عروضًا أوروبية قريبة.

Gold **

* يسعى ماثيو ماكونوفي، بطل هذا الفيلم، لتحقيق ذلك الحلم الأميركي الكبير الذي لم يعد ممكنًا في وطنه ما يدفعه للبحث عنه في أوطان أخرى. سيقوم مع عالمة جيولوجية (برايس دالاس هوارد) برحلة اكتشاف ذهب في بعض جزر إندونيسيا النائية. «ذهب» ليس فيلم مغامرات فقط بل لديه جانب جاد يتعرض فيه لكيف يستثمر الغرب في أراضي وثروات الشعوب الأخرى، إذا ما استطاعوا الوصول إليها، فيثرون بينما لا يتغير حال المواطنين أنفسهم. هذا يأتي عرضًا وليس قصدًا، ومخرج «سيريانا»، ستيفن كاغان، محدود القدرات فيما وراء مجرد سرد الحكاية.

‫ Resident Evil
The Final Chapter ‬
**
* هل هذا حقيقي؟ سيكون هذا الفيلم الجزء الأخير من السلسلة التي تضطلع ببطولتها ميلا جوفوفيتش لاعبة دور المحاربة في سبيل الحفاظ على البشرية ضد جحافل الموتى - الأحياء؟ نأمل ذلك، لأن الفيلم لا يؤكد ذلك أو ينفيه، ما دامت النهاية لا تحدد الإجابة عن ذلك. لكن إذا ما كان هذا ما يعد به الفيلم، فإن السبب يعود إلى الاستقبال الفاتر للجمهور أكثر مما يعود إلى حالة من الاكتفاء. يوفر المخرج بول وس أندرسون أحداثًا متوالية تقصد أن تكون مثيرة. ما يقضي على هذا الهدف ذلك التوليف المتسارع كما لو أن الجميع على موعد لا يجب تأخيره.
xXx‪:‬ Return of Xander Cage

* لاحظ أن حرف X الثاني في العنوان أكبر من الحرفين المماثلين كما لو أن هذا يعني شيئًا محددًا ومهمًا. الواقع أن لا شيء في هذا الفيلم، من إخراج د ج. كاروزو، محددًا أو مهمًا على الإطلاق. الممثل فان ديزل يلعب دوره كمنقذ العالم من إرهاب ما جديد، مارًا بحلقات من الفشل من أول ظهوره حتى نهاية الفيلم. نتعرّف عليه يمارس رياضات يومية مثل رمي نفسه من علو 200 متر والبقاء حيًا. يحيط نفسه بخمس نساء يتركهن، بعد ليلة حمراء معهن جميعًا، وابتسامة زهو فارغة على وجهه. هو والفيلم فقاعة هواء مضجّة لا حسبان لها.

** Sahara ‬

* في العروض الفرنسية هذا الأسبوع «صحارى» الموجه للعائلات. أنيميشن من أصوات عمر سي ولواني إميرا وفرانك غاستامبيد، حول لقاء بين أميرة من الطوارق هاربة من زواج بالغصب وشاب سيتحوّل إلى أفعى حسب قصّة فانتازية للمخرج الجديد بيير كوريه. الرسم، تنفيذًا وألوانًا وحركة وبعد مسافات بين الشخصيات، ينطق بكثير من انعدام الخبرة.



8 أفلام عن أزمات الإنسان والوطن المُمزّق

«من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬
«من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬
TT

8 أفلام عن أزمات الإنسان والوطن المُمزّق

«من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬
«من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬

تُحرّك جوائز «الأوسكار» آمال العاملين في جوانب العمل السينمائي المختلفة، وتجذبهم إلى أمنية واحدة هي، صعود منصّة حفل «الأوسكار» وتسلُّم الجائزة وإلقاء ما تيسَّر له من تعابير فرحٍ وثناء.

لا يختلف وضع العام الحالي عن الوضع في كل عام، فجميع آمال العاملين في هذه الصّناعة الفنية المبهرة يقفون على أطراف أصابعهم ينتظرون إعلان ترشيحات «الأوسكار» الأولى هذا الشهر. وحال إعلانها سيتراجع الأمل لدى من لا يجد اسمه في قائمة الترشيحات، وترتفع آمال أولئك الذين سترِد أسماؤهم فيها.

يتجلّى هذا الوضع في كل مسابقات «الأوسكار» من دون تمييز، لكنه أكثر تجلّياً في مجال الأفلام الأجنبية التي تتقدّم بها نحو 80 دولة كل سنة، تأمل كل واحدة منها أن يكون فيلمها أحد الأفلام الخمسة التي ستصل إلى الترشيحات النهائية ومنها إلى الفوز.

«ما زلت هنا» لوولتر ساليس (ڤيديو فيلمز)

من المسافة صفر

لا يختلف العام الحالي في شكل التنافس وقيمته بل بأفلامه. لدينا للمناسبة الـ97 من «الأوسكار» 89 دولة، كلّ واحدة منها سبق أن تنافست سابقاً في هذا المضمار. لكن المختلف هو بالطبع الأفلام نفسها. بعض ما شُوهد منها يستحق التقدير، والفرق شاسع بين ما يستحق التقدير وبين ما يستحق الترشيح والوصول إلى التّصفية.

الحلمُ في تحقيق هذه النقلة يسيطر على المخرجين والمنتجين العرب الذين نفّذوا أعمالهم الجديدة خلال هذه السنة وسارعوا لتقديمها.

من بينهم المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي، الذي وفّر خلال العام الحالي فيلمين، واحدٌ من إخراجه بعنوان «أحلام عابرة»، والثاني بتوقيع 22 مخرجاً ومخرجة أشرف مشهراوي على جمع أفلامهم في فيلم طويل واحد بعنوان «من المسافة صفر»، وجميعها تتحدّث عن غزة، وما حدث فيها في الأسابيع الأولى لما يُعرف بـ«طوفان الأقصى». بعض تلك الحكايا مؤثرٌ وبعضها الآخر توليفٌ روائي على تسجيلي متوقع، لكنها جميعها تكشف عن مواهب لو قُدِّر لها أن تعيش في حاضنة طبيعية لكان بعضها أنجز ما يستحق عروضاً عالمية.

لا ينحصر الوضع المؤلم في الأحداث الفلسطينية بل نجده في فيلم دانيس تانوفيتش الجديد (My Late Summer) «صيفي المتأخر». يقدم تانوفيتش فيلمه باسم البوسنة والهرسك، كما كان فعل سنة 2002 عندما فاز بـ«الأوسكار» بصفته أفضل فيلم أجنبي عن «الأرض المحايدة» (No Man‪’‬s Land). يفتح الفيلم الجديد صفحات من تاريخ الحرب التي دارت هناك وتأثيرها على شخصية بطلته.

«صيفي الأخير» لدانيس تانوفيتش (بروبيلر فيلمز)

مجازر كمبودية

تختلف المسألة بالنسبة للاشتراك الصّربي المتمثّل في «قنصل روسي» (Russian Consul) للمخرج ميروسلاڤ ليكيتش. في عام 1973 عندما كانت يوغوسلاڤيا ما زالت بلداً واحداً، عاقبت السلطات الشيوعية هناك طبيباً إثر موت مريض كان يعالجه، وأرسلته إلى كوسوڤو حيث وجد نفسه وسط تيارات انفصالية مبكرة ونزاع حول الهوية الفعلية للصرب. حسب الفيلم (الاشتراك الثاني لمخرجه للأوسكار) تنبأت الأحداث حينها بانهيار الاتحاد السوفياتي و«عودة روسيا كروسيا» وفق قول الفيلم.

التاريخ يعود مجدداً في فيلم البرازيلي والتر ساليس المعنون «ما زلت هنا» (I‪’‬m Still Here) وبطلته، أيضاً، ما زالت تحمل آلاماً مبرحة منذ أن اختفى زوجها في سجون الحقبة الدكتاتورية في برازيل السبعينات.

في الإطار نفسه يعود بنا الاشتراك الكمبودي (التمويل بغالبيته فرنسي) «اجتماع مع بُل بوت» (Meeting with Pol Pot) إلى حقبة السبعينات التي شهدت مجازرعلى يد الشيوعيين الحاكمين في البلاد، ذهب ضحيتها ما بين مليون ونصف ومليوني إنسان.

وفي «أمواج» (Waves) للتشيكي ييري مادل، حكاية أخرى عن كيف ترك حكمٌ سابقٌ آثاره على ضحاياه ومن خلفهم. يدور حول دور الإعلام في الكشف عن الحقائق التي تنوي السلطة (في السبعينات كذلك) طمسها.

تبعات الحرب الأهلية في لبنان ليست خافية في فيلم ميرا شعيب «أرزة»، الذي يدور حول أم وابنها يبحثان عن سارق دراجة نارية ويتقمصان، في سبيل ذلك، شخصيات تنتمي إلى الطائفة التي قد تكون مسؤولة عن السرقة. هما سنّيان هنا وشيعيان هناك ومسيحيان أو درزيان في مواقع أخرى وذلك للتأكيد على أن التربة الطائفية ما زالت تنبض حية.

حتى كوريا الجنوبية ما زالت تحوم حول الانقلاب (وهي تعيش اليوم حالة مشابهة) الذي وقع في مثل هذا الشهر من سنة 1979 عندما اغتيل الرئيس بارك على يد رئيس شعبة الدفاع لي تايدو-غوانغ (أُلقي القبض عليه لاحقاً وأُعدم). هذا هو ثالث فيلم شاهده الناقد كاتب هذه الكلمات حول الموضوع نفسه.