«داعش» يفجر أكبر فنادق الجانب الأيمن من الموصل

قائد جهاز مكافحة الإرهاب: نتوقع دخول الشطر الغربي قريبًا

طلاب وناشطون يضعون العلم العراقي على مدخل جامعة الموصل أمس احتفالاً بتحريرها من تنظيم داعش (أ.ب)
طلاب وناشطون يضعون العلم العراقي على مدخل جامعة الموصل أمس احتفالاً بتحريرها من تنظيم داعش (أ.ب)
TT

«داعش» يفجر أكبر فنادق الجانب الأيمن من الموصل

طلاب وناشطون يضعون العلم العراقي على مدخل جامعة الموصل أمس احتفالاً بتحريرها من تنظيم داعش (أ.ب)
طلاب وناشطون يضعون العلم العراقي على مدخل جامعة الموصل أمس احتفالاً بتحريرها من تنظيم داعش (أ.ب)

فجر تنظيم داعش أكبر فندق في الجانب الأيمن من الموصل في محاولة لتدميره ومنع القوات العراقية من استخدامه نقطة إنزال أو قاعدة في هجومها لاستعادة المدينة، حسبما أفاد شهود عيان أمس.
وفي اتصال هاتفي، قال اثنان من الشهود، طلبا عدم الكشف عن هويتيهما، إن «فندق الموصل» المصمم على شكل هرم مدرج بدا مائلا على أحد جوانبه بعد التفجير، حسب ما أوردته وكالة «رويترز». ويقع «فندق الموصل» على ضفة نهر دجلة الذي يقسم المدينة. وجاء التفجير بعد أن بدا أن القوات العراقية على وشك السيطرة الكاملة على الجانب الأيسر من المدينة والاستعداد للهجوم على الضفة الغربية للنهر.
في غضون ذلك، أعلن مصدر عراقي في جهاز مكافحة الإرهاب اعتقال 23 من المشتبه بهم في حي العربي شمال الموصل. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) عن العقيد دريد سعيد أن «قوات عراقية اعتقلت23 مشتبها به أثناء حملة مداهمة، وتفتيش في حي العربي». وأضاف أن «30 من عناصر (داعش)، بينهم قادة، هربوا من الرشيدية آخر معقل لـ(داعش) شمال الموصل عبر نهر دجلة إلى الجانب الأيمن غرب الموصل مصطحبين معهم عشرات العوائل رهائن». وأشار إلى أن طائرات التحالف الدولي قصفت معقلا لـ«داعش» ومخزنا للأسلحة والأعتدة في منطقة الموصل الجديدة جنوب الموصل.
إلى ذلك، حمل سكان الجانب الأيسر من الموصل أطفالهم والتقطوا الصور التذكارية مع الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي، قائد جهاز مكافحة الإرهاب، بعد أن أخرج رجاله مقاتلي تنظيم داعش من أحيائهم. لكن الجولة التي قام بها الساعدي أول من أمس في بيوت كان يحتلها رجال التنظيم من قبل جاءت لتذكر بالمخاطر التي تنتظر قوات الأمن وهي تستعد لتوسيع نطاق هجومها على المتشددين ودخول الجانب الأيمن من المدينة. وحسب وكالة «رويترز»، فقد اطلع الساعدي بنفسه في الجولة التي رافقه فيها حرسه الشخصي في حي المهندسين على شواهد على دقة تخطيط تنظيم داعش والرعب الذي حكم به المدينة وهو ينتقل من بيت إلى بيت والناس يستقبلونه استقبال الأبطال. وفي أحد البيوت عثر على مجموعة من الإرشادات عن كيفية صنع القنابل، ودلو مليء بالمسامير التي يحشون بها المتفجرات من أجل القتل والتشويه. وبجوار هذه الإرشادات كان هناك زوجان من القفازات المطاطية وأسلاك وأجهزة التفجير. وعلى مسافة قريبة كان هناك كتاب يصف كيفية استخدام المدافع الرشاشة الروسية. كما برع المقاتلون المتشددون في استخدام الصواريخ المضادة للدبابات.
ومن المحتمل أن تثبت الأيام أن المرحلة التالية من هذه العملية، التي يتوقع أن تنطلق في الأيام القليلة المقبلة، أكثر صعوبة. وتكثر في غرب الموصل الشوارع الضيقة والأزقة التي لا يمكن للدبابات والعربات المدرعة الكبيرة المرور فيها. ومن المتوقع أن يقاوم المتشددون بضراوة أشد للتشبث بآخر معاقلهم في العراق. وقال الساعدي عقب تقطيع لافتة من لافتات التنظيم وقد بدا عليه الغضب: «نتوقع أن ندخل الغرب في الأيام القليلة المقبلة».
واتضح تصميم التنظيم المتطرف على المقاومة وقدراته التنظيمية في عدة بيوت زارها الساعدي. فعلى الأرض وعلى المناضد كانت توجد كتيبات مصقولة الورق تتضمن إرشادات عن استخدام مجموعة مختلفة من الأسلحة. وكان من الواضح أن أحد البيوت خصص لإنتاج الطائرات الصغيرة من دون طيار لأغراض المراقبة والأغراض الهجومية؛ فقد تناثر عدد منها على الأرض. وتضمنت وثيقة تحمل شعار «داعش» أسئلة تفصيلية عن نوع مهمة الطائرة، وعما إذا كانت للتفجير أو التجسس أو التدريب. كما احتوت على فصل عمن سيدير الطائرة خلال مهامها، وقائمة عناصر لمراجعة سلامة هيكل الطائرة.
ولم يكن التنظيم يسمح في حكم الجانب الأيسر من الموصل بأي قدر من المعارضة، فكان الرد على من يعارض فكره المتشدد هو القتل إما بإطلاق النار أو بقطع الرؤوس. وعلم رجال الساعدي أن التنظيم حول فيلا في الشارع الذي كان يقف فيه إلى سجن ومكان للتعذيب. وكان الناس يحتجزون في غرف الطابق العلوي من الفيلا خلف قضبان حديدية. وقال الساعدي: «قيل لنا إن الجيران كانوا يسمعون صراخا من هذا البيت. كانوا يسجنون أي شخص يتحداهم. أي شخص يرفض القتال معهم».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.