الحكومة اللبنانية تجتمع لأول مرة الأربعاء... وملف النفط أولوية

الحريري: زيارة عون إلى السعودية ستساعد بشكل كبير في عودة السياح

الحكومة اللبنانية تجتمع لأول مرة الأربعاء... وملف النفط أولوية
TT

الحكومة اللبنانية تجتمع لأول مرة الأربعاء... وملف النفط أولوية

الحكومة اللبنانية تجتمع لأول مرة الأربعاء... وملف النفط أولوية

تعقد الحكومة اللبنانية الجديدة جلستها الأولى يوم الأربعاء المقبل. وكشف رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، أمس، عن أن المراسيم التطبيقية لقطاع النفط ستكون على جدول أعمالها. وأشار إلى وجود تفاهم مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون حول معظم الأمور الاقتصادية، لافتا إلى أن زيارة الرئيس عون إلى المملكة العربية السعودية ستساعد بشكل كبير في عودة السياح إلى لبنان.
كان الرئيس الحريري التقى أمس وفدا موسعا من الهيئات الاقتصادية والقطاع الخاص، برئاسة رئيس غرفة التجارة والصناعة في بيروت وجبل لبنان محمد شقير واستعرض معهم آخر الأوضاع الاقتصادية في البلاد. وطالب شقير بـ«إعطاء الأولوية لملفات تشكل في نظرنا ركيزة أساسية لوضع الاقتصاد الوطني على طريق التعافي والنهوض، وهي إعادة العلاقات إلى طبيعتها مع دول الخليج الشقيقة، وإقرار الموازنة العامة، وإقرار قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وإقرار مرسومي النفط والغاز، وإقرار مشروع الضمان الصحي للمضمونين فوق سن التقاعد، وإجراء التعيينات الإدارية، والبدء في عملية محاربة الفساد وإقرار مشروع قانون التوقيع الإلكتروني».
أما طربيه فطلب من الحريري «القيام بمبادرات اقتصادية، لأن المبادرات السياسية إن لم تُصرف بالاقتصاد ستبقى مكانها». من جهته، طالب رئيس جمعية الصناعيين فادي الجميل بهيئة طوارئ اقتصادية اجتماعية. تحدث شماس عن مجموعة من الملفات «التي تتطلب الجرأة، ويجب أن يكون كل الشركاء السياسيين إلى جانبك، لا سيما في الملفات الدسمة، مثل ملف الفساد وملف النمو الاقتصادي والعلاقة مع العالم العربي، وملف النزوح السوري».
وتحدث الرئيس الحريري، فقال: «لقد حرصت على أن يكون هذا الاجتماع من أول الاجتماعات التي أعقدها، فأنتم فعليا أساس البلد... القطاع الخاص والقطاع المصرفي يشكلان العمود الفقري لهذا البلد». وأضاف: «تعرفون أننا تجاوزنا (قطوعا كبيرا)، وقد احتاج ذلك لمبادرات كبيرة، وأنا سياستي من الآن فصاعدا أنه ممنوع العودة إلى الانقسام السياسي، فقد تبين أن الانقسام السياسي لا يفيد إلا بعدد قليل من الأصوات الانتخابية من هنا أو هناك... في حين أن وجود بلد يتقدم اقتصاديا يفيد الجميع، وحتى اللعبة الديمقراطية والسياسية ستصبح أفضل والخطاب السياسي سيختلف جذريا، بحيث يعم الهدوء ويزدهر الاقتصاد، وكل الأفرقاء السياسيين يجب أن يخفضوا نبرة خطاباتهم من أجل الحفاظ على هذا الجو وعدم خسارته».
ورأى الحريري أن زيارة الرئيس عون إلى المملكة العربية السعودية ستساعد بشكل كبير في عودة السياح إلى لبنان، فهو لا يمثل اليوم فريقا بل يمثل كل اللبنانيين، وبوجوده في المملكة سيريح الأجواء بما يعيد الدفع إلى الحركة السياحية، «وأنا وفخامة الرئيس متفاهمان حول نحو 95 في المائة من الأمور الاقتصادية، وستجدونه سباقا في كثير من الأمور التي نريدها وتريدونها وسيكون داعما لكل هذه السياسات الاقتصادية... صحيح أن عمر هذه الحكومة لن يكون طويلا ولكن يمكن خلال هذه الفترة إنجاز كثير من الأمور التي تساعد الاقتصاد وتريح المواطن».



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.