المالكي يدعو أوروبا إلى اعتراف كامل بفلسطين

قال إن العجز الدولي شجع إسرائيل على تقديم مقترح قانون يشرّع المستوطنات

رياض المالكي
رياض المالكي
TT

المالكي يدعو أوروبا إلى اعتراف كامل بفلسطين

رياض المالكي
رياض المالكي

دعا وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، جميع الدول الأوروبية التي لم تعترف، حتى الآن، بالدولة الفلسطينية، إلى الإسراع بالإعلان عن اعترافها. ودعا المالكي في كلمته أمام الجلسة المغلقة في أعمال الاجتماع الرابع لوزراء الخارجية العرب والأوروبيين، إلى العمل من أجل الإسراع في بدء المشاورات الرسمية للتوصل إلى اتفاقية شراكة كاملة، ما بين دولة فلسطين والاتحاد الأوروبي، ما سيعزز الشخصية القانونية لدولة فلسطين.
وقال الوزير الفلسطيني، إن إمعان إسرائيل بتحدي القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، علاوة على استهتارها بإرادة المجتمع الدولي وإجماعه، قد وصل إلى حدود لا يمكن السكوت عليها. مضيفا: «في الوقت الذي نرى ترحيب العالم بانعقاد المؤتمر الدولي للسلام، الذي تدعو إليه المبادرة الفرنسية، وعلى الرغم من أن لدى الجميع قناعة بأن انعقاده قد يكون الأمل في السعي نحو إيجاد حل دائم وشامل، نجد إسرائيل مصرّة على رفضه وتقويضه».
وأوضح المالكي أن إسرائيل أبدت مواقف سلبية، بل عدائية، تجاه المبادرة الفرنسية، منذ اليوم الأول للإعلان عنها، ما دل، وبشكل قطعي، على عدم وجود نية حقيقية لديها لحل النزاع، عبر الطرق الدبلوماسية والقنوات السياسية المتعارف عليها دوليا. وأضاف المالكي أنه من الواضح أن إسرائيل تشعر بأنها فوق القانون. فعلى الرغم من سياساتها غير القانونية التي يرقى الكثير منها إلى مستوى جرائم ضد الإنسانية، وذلك حسب القانون الدولي الإنساني، فإنها لم تواجه إلا بالتنديد وبيانات الشجب والاستنكار. وما زالت إسرائيل تمعن في سياستها العنصرية في مدينة القدس، بهدف تغيير طبيعتها الديموغرافية والتاريخية والدينية، وذلك لضمان سيطرتها الكاملة عليها، بما في ذلك المناطق الدينية الإسلامية والمسيحية. ومضى يقول، إن المقدسيين يعيشون في قلق دائم، خوفا من سحب إسرائيل لهويتهم المقدسية، وبالتالي حرمانهم من الحياة فيها وفقدانهم لممتلكاتهم لصالح مستوطنين وجودهم غير قانوني. مؤكدا أنها تعمل على استفزاز مشاعر المسلمين والعرب، من خلال إطلاق تصريحات حول كوّن القدس عاصمة موحدة لإسرائيل، لتضيف إلى قائمة الاستفزاز والعنصرية، القانون المقترح حول منع الأذان في القدس الذي شهدنا جميعا رد الفعل العنيف عليه.
وأكد المالكي أن هذا العجز الدولي هو ما شجع الكنيست الإسرائيلي على تقديم مقترح قانون يهدف إلى تشريع المستوطنات الإسرائيلية وضمها لباقي الأراضي الإسرائيلية، وتمريره في الكنيست بالقراءة الأولى، مثمنا إصدار الاتحاد الأوروبي لكل من المبادئ التوجيهية التي تحظر تمويل المؤسسات الإسرائيلية في الأراضي التي استولت عليها خلال عام 1967 والتعاون معها، وقرار وسم البضائع الإسرائيلية المنتجة خلف حدود 67، وذلك لأهميتها في ضمان عدم استفادة إسرائيل من استمرار احتلالها للأراضي الفلسطينية. لكن التصعيد الأخير والتعنت الإسرائيلي «يفرضان علينا التفكير بخطوات أكثر جرأة وعملية، وذلك من خلال فرض مقاطعة كاملة على دخول بضائع المستوطنات للسوق الأوروبية».
وأكد وزير الخارجية أن إسرائيل تقوم بهدم مشاريع ومنشآت ممولة من قبل الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء، تحت حجج واهية، حيث تقدر القيمة الإجمالية لأموال مساعدات الاتحاد الأوروبي، التي صرفت على المشاريع التطويرية والإنسانية، منذ عام 2011 وحتى مايو (أيار) 2016، بنحو 65 مليون يور، فقد منها 23 مليون يورو في الهجوم الإسرائيلي على غزة في 2014، ضاربة بعرض الحائط كل التزاماتها الدولية كدولة احتلال.
وأكد المالكي أن قطاع غزة بحاجة إلى خطوات سريعة من أجل إحداث تغيير سياسي واقتصادي وأمني به، لإنهاء الضغط والحصار، حيث إن ما يقارب 80 في المائة من سكان غزة يعتمدون على المعونات الدولية والمحلية، خاصة أن الحروب الثلاث التي شنتها إسرائيل على القطاع، تسببت بهدم الكثير من المنشآت الصناعية والزراعية التي كان يعتمد عليها اقتصاد قطاع غزة. وعلى الرغم من النجاح الذي شهدناه في اجتماع القاهرة لإعادة إعمار غزة، فإننا ما زلنا نواجه مشكلة إيفاء الدول المانحة لالتزاماتها، كما أننا نواجه التعنت الإسرائيلي الذي يضع العراقيل أمام إدخال مواد البناء التي لا يمكن الاستغناء عنها لإعادة بناء المنازل المهدمة والمنشآت الصناعية.
وقال المالكي إن الصمت الدولي ساهم في استباحة إسرائيل للدم الفلسطيني، فإن عمليات القتل الذي يقوم به الجيش الإسرائيلي خارج نطاق القضاء، أصبحت غير مبررة، وهي تهدد حياة جميع فئات المجتمع الفلسطيني، وآخرها عملية قتل الشاب أحمد الريماوي (19 عاما) شمال رام الله السبت الماضي، مشددا على أن الفلسطيني أصبح غير آمن حتى في بيته، خاصة «إننا نشهد يوميا هجمات شرسة من قبل المستوطنين الإسرائيليين، بدعم كامل من الجيش والحكومة الإسرائيلية، على المنشآت الفلسطينية المدنية والدينية».



خطوات يمنية لمحاسبة مسؤولين متهمين بالفساد

الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
TT

خطوات يمنية لمحاسبة مسؤولين متهمين بالفساد

الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)

في خطوة إضافية نحو مكافحة الفساد ومنع التجاوزات المالية، أحال رئيس الوزراء اليمني، الدكتور أحمد عوض بن مبارك، رئيس إحدى المؤسسات النفطية إلى النيابة للتحقيق معه، بعد أيام من إحالة مسؤولين في مصافي عدن إلى المحاكمة بتهمة الفساد.

تأتي الخطوة متزامنة مع توجيه وزارة المالية خطاباً إلى جميع الجهات الحكومية على المستوى المركزي والسلطات المحلية، أبلغتها فيه بالامتناع عن إجراء أي عقود للشراء أو التزامات مالية جديدة إلا بعد الحصول على موافقة مسبقة من الوزارة.

الخزينة اليمنية خسرت نحو 3 مليارات دولار نتيجة توقف تصدير النفط (إعلام محلي)

وقال بن مبارك في حسابه على «إكس» إنه أحال ملفاً جديداً في قضايا الفساد إلى النائب العام، ضمن إجراءات مستمرة، انطلاقاً من التزام الحكومة المطلق بنهج مكافحة الفساد وإعلاء الشفافية والمساءلة بوصفه موقفاً وليس مجرد شعار.

وأكد أن الحكومة والأجهزة القضائية والرقابية ماضون في هذا الاتجاه دون تهاون، مشدداً على أنه لا حماية لمن يثبت تورطه في نهب المال العام أو الفساد المالي والإداري، مهما كان موقعه الوظيفي.

في السياق نفسه، أوضح مصدر حكومي مسؤول أن مخالفات جديدة في قضايا فساد وجرائم تمس المال العام تمت إحالتها إلى النائب العام للتحقيق واتخاذ ما يلزم، من خلال خطاب وجّه إلى النيابة العامة، يتضمن المخالفات التي ارتكبها المدير التنفيذي لشركة الاستثمارات النفطية، وعدم التزامه بالحفاظ على الممتلكات العامة والتصرف بشكل فردي في مباحثات تتعلق بنقل وتشغيل أحد القطاعات النفطية.

وتضمن الخطاب -وفق المصدر- ملفاً متكاملاً بالمخالفات التي ارتكبها المسؤول النفطي، وهي الوقائع التي على ضوئها تمت إحالته للتحقيق. لكنه لم يذكر تفاصيل هذه المخالفات كما كانت عليه الحال في إحالة مسؤولين في مصافي عدن إلى المحاكمة بتهمة التسبب في إهدار 180 مليون دولار.

وجدّد المصدر التزام الحكومة المُطلق بالمحافظة على المال العام، ومحاربة جميع أنواع الفساد، باعتبار ذلك أولوية قصوى. وأشار إلى أن القضاء هو الحكم والفيصل في هذه القضايا، حتى لا يظن أحد أنه بمنأى عن المساءلة والمحاسبة، أو أنه فوق القانون.

تدابير مالية

في سياق متصل بمكافحة الفساد والتجاوزات والحد من الإنفاق، عمّمت وزارة المالية اليمنية على جميع الجهات الحكومية عدم الدخول في أي التزامات مالية جديدة إلا بعد موافقتها على المستويات المحلية والمركزية.

تعميم وزارة المالية اليمنية بشأن ترشيد الإنفاق (إعلام حكومي)

وذكر التعميم أنه، وارتباطاً بخصوصية الوضع الاقتصادي الراهن، واستناداً إلى قرار مجلس القيادة الرئاسي رقم 30 لعام 2022، بشأن وضع المعالجات لمواجهة التطورات في الوضع الاقتصادي والمالي والنقدي، وفي إطار دور وزارة المالية بالموازنة بين النفقات والإيرادات، فإنها تهيب بجميع الجهات المشمولة بالموازنة العامة للدولة والموازنات الملحقة والمستقلة الالتزام بالإجراءات القانونية وعدم الدخول في أي التزامات جديدة أو البدء في إجراءات عملية الشراء إلا بعد أخذ الموافقة المسبقة منها.

وأكد التعميم أن أي جهة تُخالف هذا الإجراء ستكون غير مسؤولة عن الالتزامات المالية المترتبة على ذلك. وقال: «في حال وجود توجيهات عليا بشأن أي التزامات مالية فإنه يجري عرضها على وزارة المالية قبل البدء في إجراءات الشراء أو التعاقد».

دعم صيني للإصلاحات

وناقش نائب محافظ البنك المركزي اليمني، محمد باناجة، مع القائم بالأعمال في سفارة الصين لدى اليمن، تشاو تشنغ، مستجدات الأوضاع المتعلقة بتفاقم الأزمات المالية التي يشهدها اليمن، والتقلبات الحادة في أسعار الصرف التي تُعد نتيجة حتمية للوضع الاقتصادي المتدهور في البلاد، والذي أثر بشكل مباشر على القطاع المصرفي والمالي.

وأعاد المسؤول اليمني أسباب هذا التدهور إلى اعتداء «ميليشيات الحوثي» على منشآت تصدير النفط، ما أدى إلى توقف التصدير، الذي يُعد أهم مصدر لتمويل خزينة الدولة بالنقد الأجنبي، والذي تسبب في مضاعفة العجز في الموازنة العامة وميزان المدفوعات.

نائب محافظ البنك المركزي اليمني خلال لقائه القائم بالأعمال الصيني (إعلام حكومي)

وخلال اللقاء الذي جرى بمقر البنك المركزي في عدن، أكد نائب المحافظ أن إدارة البنك تعمل جاهدة على تجاوز هذه التحديات، من خلال استخدام أدوات السياسة النقدية المُتاحة. وأشار إلى استجابة البنك بالكامل لكل البنود المتفق عليها مع المبعوث الأممي، بما في ذلك إلغاء جميع الإجراءات المتعلقة بسحب «نظام السويفت» عن البنوك التي لم تنقل مراكز عملياتها إلى عدن.

وأعاد المسؤول اليمني التذكير بأن الحوثيين لم يتخذوا أي خطوات ملموسة، ولم يصدروا بياناً يعبرون فيه عن حسن نياتهم، في حين أكد القائم بأعمال السفارة الصينية دعم الحكومة الصينية للحكومة اليمنية في كل المجالات، ومنها القطاع المصرفي، للإسهام في تنفيذ الإصلاحات.