بلجيكا: دورات تكوينية للأئمة في إطار مواجهة التشدد

حجي لـ«الشرق الأوسط»: نسعى لإعطاء وجه مشرف عن الإسلام

أبناء الجالية المسلمة داخل المسجد الكبير في بروكسل («الشرق الأوسط»)
أبناء الجالية المسلمة داخل المسجد الكبير في بروكسل («الشرق الأوسط»)
TT

بلجيكا: دورات تكوينية للأئمة في إطار مواجهة التشدد

أبناء الجالية المسلمة داخل المسجد الكبير في بروكسل («الشرق الأوسط»)
أبناء الجالية المسلمة داخل المسجد الكبير في بروكسل («الشرق الأوسط»)

بعد ساعات قليلة فقط من الإعلان عن اعتقال شباب من المراهقين في ألمانيا وبلجيكا، على خلفية الإعداد لتنفيذ هجمات لصالح تنظيم داعش، انعقدت يومي السبت والأحد الماضيين، في فرانكفورت الألمانية، وتحت إشراف المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة، الذي يتخذ من بروكسل مقرًا له، فعاليات دورة علمية - تكوينية لفائدة الأئمة ورؤساء الجمعيات الإسلامية، في إطار تحرك المؤسسات الإسلامية في أوروبا لتبديد الخوف من الإسلام، وشرح طبيعة التحديات، التي تواجهها الجالية المسلمة في أوروبا، والعمل على إنقاذ الشباب من الوقوع في براثن التطرف.
وقال د. خالد حجي، الأمين العام للمجلس الأوروبي للعلماء المغاربة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» في بروكسل: «هي دورة علمية - تكوينية لفائدة مسؤولي المؤسسات الإسلامية والأئمة، تحت عنوان (دور المؤسسات الإسلامية في السياق الأوروبي.. الواقع والتحديات)». وحول علاقة هذا التحرك من جانب المؤسسات الإسلامية في أوروبا بالعمل على مواجهة الفكر المتشدد، ومحاولة نشر مفاهيم التسامح والوسطية في الإسلام، قال حجي: «تأهيل الأئمة ومسؤولي الجمعيات لفهم طبيعة التحديات التي تواجه أوروبا اليوم، وضمنها التحديات التي تواجه المواطنين ذوي الأصول الإسلامية بوجه خاص، ثم المساهمة في إعطاء وجه مشرف للإسلام والمسلمين في السياق الأوروبي، بغرض تبديد الخوف من الإسلام وثني الشباب خصوصًا عن الانصياع وراء خطابات متطرفة».
واستغرقت أعمال الدورة التي اختتمت أمس، يومين، وألقى كلمة الافتتاح فضيلة العلامة الطاهر التجكاني، رئيس المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة، وتحدث كذلك د. مصطفى المرابط حول «الخطاب الديني وتحديات السياق الأوروبي»، كما تحدث د. خالد حجي حول ملف بعنوان «المسلمون وسبل الإسهام في تبديد الخوف من الإسلام في أوروبا»، وبعده تحدث د. عبد العزيز برحمون حول موضوع «الاستراتيجيات في المؤسسات: مقدمات في التفكير والتحليل الاستراتيجي»، هذا إلى جانب شخصيات أخرى إسلامية تحدثت في هذه الدورة العلمية التكوينية في موضوعات مختلفة.
وحول تنظيم دورات مماثلة في بلجيكا، أشار الأمين العام إلى أنه في الثامن عشر من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، نظم المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة لقاء علميًا تكوينيًا، وذلك ضمن إطار سلسلة من اللقاءات التكوينية لفائدة الأئمة بمقر المجلس ببروكسل.
وحول دور المرأة والاهتمام بهذا الأمر في الفعاليات التي ينظمها المجلس، قال حجي إنه ضمن إطار أنشطته الموجهة للمرأة، نظم المجلس يومًا دراسيًا في الثامن من الشهر الحالي حول موضوع «دور المرأة المسلمة في تنشئة الأجيال على قيم الاعتدال والتعايش». وحضر اللقاء مجموعة من النساء الفاعلات في الحقل النسائي من بلجيكا وهولندا بمقر المجلس ببروكسل. وذلك بغرض تعميق النظر في دور المرأة في التصدي لظاهرة الغلو والتطرف عند الشباب المسلم. وقد شاركت في اللقاء نخبة من الفاعلات الجمعويات الناشطات في مختلف مجالات المجتمع المدني.
وفي الكلمة الافتتاحية التي ألقاها حجي، الكاتب العام للمجلس، أكد أن المرأة المسلمة في السياق الأوروبي بحاجة إلى إثبات ذاتها مرتين؛ في الوسط الإسلامي من جهة، وفي الوسط الأوروبي من جهة أخرى. كما دعا إلى ضرورة تجاوز الموانع التي تحول دون استفادة المرأة المسلمة من خبرات المجتمع الأوروبي، بغرض الارتقاء بجاهزية الأسرة المسلمة لتكون في مستوى التحديات.
ويعني المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة بالشؤون الدينية والفكرية للمغاربة والمسلمين المقيمين بأوروبا. ويسعى إلى تثبيت مرجعية دينية تعزز سبل الحوار والتواصل بين مختلف الديانات والثقافات داخل المجتمعات الأوروبية. وتتوزع أنشطة المجلس على 3 محاور رئيسية؛ محور التواصل ومحور التكوين ومحور البحث العلمي. وينظم المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة، إما بمفرده أو بشراكة مع المؤسسات الأكاديمية ومراكز البحث العلمي والجامعات والجمعيات ذات الاختصاص المشترك، سلسلة من اللقاءات الشهرية، كما يعقد مؤتمرات علمية، وينظم دورات علمية، ويشرف على إنجاز بحوث ودراسات ذات علاقة بالحضور الإسلامي في أوروبا وإشكالاته.
ويحظى المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة بثقة المؤسسات التابعة للاتحاد الأوروبي، وتعتبره طرفًا أساسيًا في المشاركة بالحوار واللقاء السنوي الذي تستضيفه المفوضية الأوروبية مع القيادات الدينية، وعقب اللقاء الذي جرى العام الماضي، وتناول التعايش السلمي ومواجهة الفكر المتشدد، قال الدكتور حجي: «إن تعزيز الحوار من أجل تعزيز فرص التعايش كان أمرًا مهمًا جدًا جرى التوافق بشأنه خلال اللقاء السنوي الذي استضافته المفوضية الأوروبية، بحضور القيادات الدينية للطوائف الثلاث؛ الإسلامية واليهودية والمسيحية».
وأضاف حجي لـ«الشرق الأوسط» عقب اللقاء، أن الجميع اتفق على مواصلة الحوار للخروج من المأزق الحالي، وليس المقصود هنا مأزقًا سياسيًا ولا اقتصاديًا، ولكن بالتحديد المأزق الديني والمتمثل في الفكر المتشدد. وأوضح أن اللقاء تضمن أشياءً إيجابية وتبادلاً لوجهات النظر والأفكار والرؤى. وأضاف: «في تصوري، هناك الراديكالية، وهناك أيضًا غلو سياسي، ولا يمكن محاربة الغلو الديني في ظل الغلو السياسي، ولهذا نحن في حاجة ضرورية إلى الحكمة لتقريب وجهات النظر».



إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.