هل تصبح «برايتبارت نيوز» أول صحيفة حكومية أميركية؟

ترامب اختار رئيس تحريرها «مستشارًا استراتيجيًا»

ستيفن بانون رئيس تحرير صحيفة «برايتبارت نيوز» أكثر صحف أميركا المشهورة يمينية، اختاره الرئيس المنتخب ترامب مديرًا لحملته الانتخابية («الشرق الأوسط»)
ستيفن بانون رئيس تحرير صحيفة «برايتبارت نيوز» أكثر صحف أميركا المشهورة يمينية، اختاره الرئيس المنتخب ترامب مديرًا لحملته الانتخابية («الشرق الأوسط»)
TT

هل تصبح «برايتبارت نيوز» أول صحيفة حكومية أميركية؟

ستيفن بانون رئيس تحرير صحيفة «برايتبارت نيوز» أكثر صحف أميركا المشهورة يمينية، اختاره الرئيس المنتخب ترامب مديرًا لحملته الانتخابية («الشرق الأوسط»)
ستيفن بانون رئيس تحرير صحيفة «برايتبارت نيوز» أكثر صحف أميركا المشهورة يمينية، اختاره الرئيس المنتخب ترامب مديرًا لحملته الانتخابية («الشرق الأوسط»)

في الصيف الماضي، استغرب كثير من الأميركيين (وخصوصًا الصحافيين) عندما اختار المرشح الجمهوري دونالد ترامب رئيس تحرير صحيفة «برايتبارت نيوز»، ستيفن بانون، مديرًا لحملته الانتخابية. وذلك لأن الصحيفة ربما أكثر صحف أميركا المشهورة يمينية. في ذلك الوقت، لم يدم الاستغراب طويلاً، لأن كثيرًا من الأميركيين (وخصوصًا الصحافيين) ما كانوا يتوقعون أن يفوز ترامب.
لكن، لم يفز ترامب فقط، بل، أيضًا، اختار، أول ما اختار، بانون «مستشارًا استراتيجيًا» في البيت الأبيض (ربما على بعد مكاتب قليلة من المكتب البيضاوي).
لهذا، في الأسبوع الماضي، سألت صحيفة «واشنطن بوست»، في غمز واستهزاء واستخفاف: «هل ستكون صحيفة (برايتبارت نيوز) أول صحيفة حكومية في تاريخ الولايات المتحدة؟».
ما هي «برايتبارت نيوز»؟ ومن هو بانون؟ وماذا تعني كل هذه المفاجآت والتغييرات في تاريخ الصحافة الأميركية، بل في تاريخ أميركا؟
في عام 2007، أسس الصحيفة أندرو برايتبارت، من عائلة يهودية ألمانية (تعني كلمة «برايتبارت» الألمانية: «صاحب الذقن الكثيف»).
في البداية، كانت الصحيفة مجرد موقع في الإنترنت لنشر الأخبار. لكن، في وقت لاحق، ومع تطور تكنولوجيا الإنترنت، أضاف مؤسسها أخبارًا بالصور والفيديو. وحولها بصورة واضحة نحو اليمين، بل اليمين المناكف. وكرر، دون تردد: «موقع هافنغتون بوست ليبرالي مناكف، وموقع برايتبارت يميني مناكف».
هذه بعض الفيديوهات التي نشرها في ذلك الوقت:
أولاً: عضو الكونغرس الديمقراطي أنتوني واينار (زوج هوما عابدين، مستشارة هيلاري كلينتون) في وضع بذيء.
ثانيًا: خطاب شيرلي شيرود، مساعدة وزير الزراعة، في مؤتمر للأميركيين السود، وفيه إساءات عنصرية.
ثالثًا: مسؤولة في منظمة «اكرون» لمساعدة الفقراء تتعاون مع فتيات عاهرات (كن، في الحقيقة، مندوبات وهميات من مركز «برايتهارد»).
في الحالات الثلاث، استقال المسؤولون فورًا.
يتحالف بانون مع شخصيات أميركية يمينية مشهورة، منهم:
الأول: روبرت ميرسار (71 عامًا): من أوائل أباطرة الإنترنت. وتقدر ثروته بأكثر من مليار دولار. وهو من بين الذين يدعمون مركز «هيرتدج» اليميني في واشنطن، ومركز «كاتو» شبه اليميني في واشنطن، ومركز «ميديا ريسيرش» اليميني في رستون (ولاية فرجينيا، ضواحي واشنطن).
الثاني: جارد تايلور، رئيس تحرير مجلة «أميركان رينيصانص» (النهضة الأميركية) اليمينية، ورئيس مركز «نيو سينشاري» (القرن الجديد)، وعضو مجلس إدارة «مجلس المواطنين المحافظين»، ومؤلف كتب، من بينها: «وجهًا لوجه مع العرق» و«الهوية البيضاء» و«سباق مع الزمن» و«العرق والهجرة ومستقبل أميركا».
في الشهر الماضي، في مقابلة صحافية مع صحيفة «واشنطن بوست»، فرق بانون بين «عنصرية» و«متعنصر». وقال إنه، وترامب ليسا من «العنصريين»، لكن من «المتعنصرين».
وضجت أميركا بنقاش جديد عن كلمة جديدة: «متعنصر». هل هي الكلمة الصحيحة؟ ما الفرق بينها وبين «عنصري»؟ حسب بعض التعليقات، هذا هو الاختلاف:
الأولى: «ريسيزم» (عنصرية): عقيدة، مثل الشيوعية، شيء أشبه بالدين، يؤمن به الشخص، ويضحي في سبيله، ويعادي الآخر.
الثاني: «ريشياليزم» (الانتماء العنصري): مثل الافتخار بالانتماء إلى قبيلة، أو لون، أو عرق، دون معاداة الآخر.
وقال بانون قبل سنوات قليلة في مقابلة مع تلفزيون «سي سبان»: «ليوفق الله السود، والسمر، والصفر. لست في معركة معهم. لكن، لا تقدر قوة في الأرض أن تنفي لوني الأبيض. إنه سلالة أفتخر بها».
وأضاف: «نريد أميركا يتساوى فيها الجميع. لا نريد أميركا فيها حقوق خاصة لهذه الفئة ولتلك الفئة. لينال كل شخص حسب عمله. عندما تتدخل الحكومة في أشكال وألوان الناس، وتفضل هذا على هذا، تبدأ المشكلات».
في كل الحالات، انقسم الصحافيون الأميركيون حول بانون (وحول ترامب):
في جانب: تقول أكثرية كثيرة إنهم حزينون، بل غاضبون. وانعكس ذلك في تغطية أخبار ترامب بعد فوزه. (ترامب، نفسه، غرد مرات كثيرة في «تويتر» عما سماها «كراهية» الصحافيين الأميركيين له).
في جانب: تقول أقلية قليلة إن الغضب والحزن لن يغيرا الأمر الواقع، وهو أن ترامب (و«المستشار الاستراتيجي») غيّر، ليس فقط الوضع السياسي في الولايات المتحدة، بل، أيضًا، تاريخ الولايات المتحدة السياسي.
واحدة من هذه الأقلية القليلة شيلي هيبويرث، صحافية في مجلة «كولومبيا جورناليزم ريفيو» (تصدرها كلية الصحافة في جامعة كولومبيا، في نيويورك). في الأسبوع الماضي، كتبت في الصحيفة: «كفانا عاطفية، كفانا هلعًا وولعًا. لنكن واقعيين. هذه هي أميركا الجديدة».
ودعت الصحافيين إلى «تحليل الأمر الواقع»: لماذا فاز ترامب؟ ما القوة الحقيقية لليمين في أميركا؟ كيف سيؤثر ذلك على حاضر ومستقبل أميركا (خصوصًا الإعلام الأميركي).
واتفق معها وويل سومر، صحافي في صحيفة «هيل» (مستقلة، وتتخصص في أخبار الكونغرس). قال: «لنكن واقعيين، صرنا نعيش في عالم ترامب وبانون. عالم صحيفة (برايتبارت نيوز). لهذا، سيكون أكثر أهمية من أي وقت مضى أن نفهم ما يقولون لبعضهم بعضًا».
وقال إنه استغرب عدم أهمية الصحف اليمينية في أذهان أصدقائه الصحافيين الذين يعملون في الصحف الليبرالية. وقال: «رضعت لبن راش ليمبو، وغيره من المعلقين المحافظين، في سن مبكرة. لكن، الآن، تغيرت. لكن، أستمر أومِن بأن الناس، وخصوصًا الصحافيين، يجب ألا يقللوا من أهمية اليمين، وإعلام اليمين».
في الحقيقة، منذ الانتخابات، صارت بعض الشخصيات الإعلامية الكبيرة تهتم باليمين، وإعلام اليمين:
استضاف تريفور نوح، مقدم برنامج ليلي تلفزيوني، تومي لاهيرن، رئيس تحرير موقع «بليز» اليميني.
واستضاف تاكر كارلسون، في تلفزيون «فوكس»، ليز سبيد، مراقبة صحيفة «نيويورك تايمز» للحديث عن إهمال الإعلام اليميني.
وكتب كينيث شتيرن، صحافي سابق في إذاعة «إن بى آر» (شبه الحكومية) عن «أسرار تصويت الأميركيين مع اليمين».
واشترك في النقاش ألكسندر ستيل، أستاذ في كلية الصحافة في جامعة كولومبيا (في نيويورك). وربط بين ترامب والحالة الراهنة للإعلام الأميركي، وما حدث في إيطاليا في عهد رئيس الوزراء برلسكوني، إمبراطور الإعلام الإيطالي.
وقال: «في البلدين، وبسبب حرية الصحافة دون حدود، وحرية امتلاك وسائل الإعلام دون حدود، تسلق ترامب وبرلسكوني إلى قمة الحكم. وليست صدفة أن البلدين من الديمقراطيات الكبيرة التي ليس فيها أي قانون لضمان تعدد الآراء».
وأشار إلى قانون «ميديا فيرنيس» (نزاهة الإعلام) الأميركي الذي ألغاه، في عام 1984، الرئيس الجمهوري رونالد ريغان. وكان ينص على أن أي رأي سياسي يجب أن يذاع، مقابله، رأي سياسي معارض.
وقال ستيل إن ذلك القانون كان يضمن وجود رأي يميني لكثير من الآراء الليبرالية التي يعج بها الإعلام الأميركي (بسبب ميول كثير من الصحافيين نحو الليبرالية). لكن، كما قال: «ها نحن الآن لا نعرف أي شيء عن اليمين، وعن صحافة اليمين. ها نحن الآن لا نكاد نصدق فوز اليمين في الانتخابات».
عن هذا قال شتيرن، صحافي إذاعة «إن بي آر»: «توجد أشياء كثيرة في صحيفة (برايتبارت نيوز) لا أومِن بها، بل ربما أحتقرها. لكن، لا أقدر على أن أنكر أن الصحيفة تعبر عن رأي قطاع ليس صغيرًا من الشعب الأميركي يؤمن بآراء تبدو لنا غريبة، أو يمينية، أو حتى رجعية».



سليمان: نوّعنا شراكاتنا دولياً للحد من التضليل والتزييف الإعلامي

من مشاهد المعاناة في السودان (رويترز)
من مشاهد المعاناة في السودان (رويترز)
TT

سليمان: نوّعنا شراكاتنا دولياً للحد من التضليل والتزييف الإعلامي

من مشاهد المعاناة في السودان (رويترز)
من مشاهد المعاناة في السودان (رويترز)

أعلن المهندس عبد الرحيم سليمان، مدير عام اتحاد إذاعات الدول العربية، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «المؤتمر الرابع للإعلام العربي» سيُعقد في العاصمة العراقية، بغداد، خلال شهر أبريل (نيسان) المقبل، وستعنى فعالياته بقضايا الساعة، وبينها ملفات التنمية، والبيئة، وموضوعية وسائل الإعلام في تغطية العدوان على الشعبين الفلسطيني واللبناني، والمنطقة العربية.

سليمان نوّه بدعم هيئة الإعلام العراقية ورئيسها الوزير كريم حمادي لمشروع تنظيم المؤتمر المقبل في العراق، وسط تعقيدات الأوضاع الطبيعية والبيئية في العراق والمنطقة، خلال العقود الماضية لأسباب عدة، من بينها إلقاء مئات آلاف الأطنان من القنابل على مناطق عمرانية وسكنية وزراعية. وأوضح المهندس سليمان أنها المرة الأولى التي تستضيف فيها الجمهورية العراقية مؤتمراً إعلامياً عربياً دولياً بهذا الحجم، بدعم من مؤسسات جامعة الدول العربية، ومن مسؤولي هيئة الإعلام العراقية والقائمين عليها وخبرائها.

الإعلام... والعدوان على فلسطين ولبنان

المدير العام لاتحاد إذاعات الدول العربية كشف من ناحية ثانية، في كلامه لـ«الشرق الأوسط»، عن أن هذا المؤتمر العربي الكبير سينظَّم بالشراكة مع «شبكة الإعلام العراقي» بعد أسابيع قليلة من تنظيم الاتحاد مؤتمرات إعلامية وسياسية عربية كبيرة في تونس حول الحاجة إلى تطوير دعم «الإعلام المهني» لقضايا الشعبين الفلسطيني واللبناني، وللسلام في المنطقة، إلى جانب مواكبة التحديات الأمنية والجيو-استراتيجية الخطيرة التي تواجه كثيراً من الدول والشعوب العربية، وبينها الحرب المدمّرة الطويلة في السودان. وأوضح أن هذه الحرب تسببت حتى الآن في سقوط نحو 150 ألف قتيل ومئات الآلاف من الجرحى، وتشريد ملايين المواطنين وتهجيرهم.

المهندس عبد الرحيم سليمان (الشرق الأوسط)

حرب منسية

وأردف سليمان أن «انشغال الإعلام، سواء العربي أو الدولي، نسبياً بالحرب العدوانية على كل من فلسطين ولبنان همَّش إعلامياً ملفات خطيرة أخرى، من بينها معضلات التلوث، والبيئة، والتنمية، وحروب ونزاعات مسلحة خطيرة في المنطقة، بينها الحرب في السودان».

وتابع قائلاً: «الإعلام الدولي لا يواكب بالقدر الكافي محنة الشعب السوداني» حتى عدّ كثيرون الحرب المدمِّرة الحالية ضده «الحرب المنسية رغم الصبغة الجيو-استراتيجية المهمة جداً لهذا البلد العربي والأفريقي والإسلامي الكبير، الذي يتميّز بثروات بشرية ومادية هائلة، لكنه يعاني منذ عقود من التدخل الأجنبي، ومن أجندات محلية وإقليمية ودولية غير بريئة».

وعلى صعيد موازٍ، نفى سليمان أن تكون الأمانة العامة لاتحاد إذاعات الدول العربية «أهملت التحديات الأمنية الخطيرة جداً التي تواجه المنطقة؛ بسبب انحياز الإعلام الغربي إلى الروايات الإسرائيلية للتطورات في فلسطين ولبنان والمنطقة». وأفاد بأن مقر الاتحاد استضاف أخيراً في تونس تظاهرات إعلامية وعلمية، قدَّم خلالها مهنيون وخبراء دراسات وتقارير علمية حول قضايا التحرّر الوطني العربية، وعلى رأسها قضايا إنهاء الاحتلال في فلسطين ولبنان، والتعريف بتوظيف أطراف غربية الإعلام الغربي والدولي لتشويه صورة العرب والمسلمين والأفارقة، ومطالبهم المشروعة في التحرّر الوطني والتنمية والتقدم، والشراكة مع كبار الفاعلين دولياً بما في ذلك في قطاعات حوكمة الإدارة والاقتصاد والبحث العلمي والتكنولوجيا والبيئة والمحيط.

العراق استعاد مجده

من جانب آخر، ورداً على سؤالنا عن خلفيات قرار عقد «المؤتمر الرابع للإعلام العربي» في بغداد في هذه الظروف تحديداً؟ وهل لم تكن هناك تخوّفات من الاضطرابات التي تشهدها المنطقة؟ أوضح سليمان أن الأمانة العامة لاتحاد إذاعات الدول العربية «تتطلع إلى مؤتمر عربي ناجح ينظَّم الربيع المقبل في بغداد»، مضيفاً أن بغداد «عاصمة الحضارة والعروبة التي استردّت مجدها وألقها، واستحقت استضافة المؤتمر المقبل بعد نجاح مئات الخبراء خلال المؤتمرات الثلاثة الماضية في تونس في تقديم دراسات وتوصيات ومقررات مهنية نوعية بمشاركة خبراء من العالم أجمع». ومن ثم، أثنى على التطور الكبير الذي سُجِّل في قطاع الإعلام في العراق، وأورد أن «القفزات الإعلامية التي يشهدها العراق مكَّنته من حصد الجوائز الأوفر في المهرجانات والمسابقات الإذاعية والتلفزيونية التي ننظمها سنوياً».

استقلالية مالية

أيضاً، نوه المدير العام بانعقاد «الجمعية العامة» للاتحاد يومَي 15 و16 يناير (كانون الثاني) الحالي في المنطقة السياحية بالحمّامات، (60 كيلومتراً جنوب العاصمة تونس). وكان قد حضر هذه الفعالية إعلاميون ومسؤولون رسميون، ومشرفون على مراكز الأبحاث وتدريب الصحافيين وعن جامعات الأخبار والاتصال، ووسائل إعلام عربية ودولية، بجانب الاتحادات الإذاعية والتلفزيونية العربية والإسلامية والأوروبية والآسيوية والصينية والأفريقية، كما كان حاضراً الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية المكلف الإعلام، السفير المغربي أحمد رشيد الخطابي.

وقد انتظم على هامش هذا المؤتمر الإعلامي الكبير موكب رسمي تمَّ خلاله التوقيع على اتفاقية شراكة بين اتحاد إذاعات الدول العربية ومنظمة التحالف الإعلامي لدول أميركا اللاتينية.

وفي هذا الصدد، ثمَّن المهندس عبد الرحيم سليمان كون اتحاد إذاعات الدول العربية «نجح، بفضل شراكاته الدولية في القارات الخمس، والخدمات الاتصالية والتغطيات التلفزية والإذاعية عبر الأقمار الاصطناعية، في تلبية طلبات غالبية الدول ووسائل الإعلام العربية، وفي البلدان الشريكة للاتحاد في أوروبا وآسيا وأميركا، ما أسهم في مضاعفة موارده المالية». وذكر أن هذا «أسهم في الحد من تقديم إعلام عربي بديل عن مضامين إخبارية مكتوبة ومصوّرة عُرفت بالتزييف والتضليل».

وهنا يشار إلى أن الاتحاد هو المنظمة العربية الوحيدة التي تغطي، بفضل استثماراتها، حاجياتها المالية كلها، ولا تحتاج إلى دعم مالي من الدول العربية ومن مؤسسات الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.

الإعلام في مواجهة التزييف والتضليل

وعلى صعيد متّصل، عدّ جامعيون من كليات الإعلام التونسية والعربية والغربية شاركوا في الجلسات العلمية للمؤتمر أن من بين أولويات المرحلة المقبلة بعد تطورات في المشرق العربي «التصدي إعلامياً بأساليب مهنية» لما وصفه عدد من الخبراء العرب والأجانب بأنه «استفحال ظاهرة التزييف والتضليل» في نشر الأخبار والتقارير المصورة والتوثيقية عن النزاعات والحروب، وبينها الحرب في أوكرانيا، وفي فلسطين ولبنان خلال الفترة الماضية، وفي بلدان عربية وأفريقية وإسلامية عدة تفاقمت فيها معاناة الشعوب وملايين الفارين من القتال، من بينها السودان واليمن وسوريا وليبيا.

ولقد نُظّم على هامش هذا الحدث كذلك، ملتقى حواري حول «مستقبل الإذاعة والتلفزيون في عهد التقارب الرقمي والبث متعدد المنصات»، بمشاركة خبراء من فلسطين، والمملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، والصين، وفرنسا، وإسبانيا.