«الفيفا» مهددًا اتحاد الكرة: عاقبوا «بطل الشتاء»... أو سنعاقبكم

9250 دولارًا لمانسو تورط إدارة نادي الاتحاد مع الجماهير

مشجع اتحادي يبدي تأثره بعد إحدى الفرص الضائعة أمام الفتح (تصوير: عدنان مهدلي)
مشجع اتحادي يبدي تأثره بعد إحدى الفرص الضائعة أمام الفتح (تصوير: عدنان مهدلي)
TT

«الفيفا» مهددًا اتحاد الكرة: عاقبوا «بطل الشتاء»... أو سنعاقبكم

مشجع اتحادي يبدي تأثره بعد إحدى الفرص الضائعة أمام الفتح (تصوير: عدنان مهدلي)
مشجع اتحادي يبدي تأثره بعد إحدى الفرص الضائعة أمام الفتح (تصوير: عدنان مهدلي)

عكر الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا»، أفراح الاتحاديين بصدارة الدوري السعودي للمحترفين «بطولة الشتاء»، وذلك بعد القرار القاضي بحسم ثلاث نقاط إثر غرامة مالية لم يلتزم بسدادها.
وكشف عدنان المعيبد، المتحدث الرسمي لاتحاد الكرة السعودي، في تصريح خص به «الشرق الأوسط» أن لجنة الانضباط في الاتحاد الدولي لكرة القدم هددت في بيانها الرسمي المرسل لاتحاد الكرة السعودي بعقوبات رادعة لاتحاد الكرة السعودي في حال لم يلتزم بقرار حسم النقاط الثلاث من رصيد نادي الاتحاد في لائحة ترتيب دوري المحترفين السعودي، والذي يتصدره الاتحاد برصيد 31 نقطة بفارق المواجهات المباشرة عن الهلال، وهو ما يعني أن الاتحاد سيتراجع إلى الوصافة بـ28 نقطة.
وقال المعيبد في معرض توضيحاته لخطاب الفيفا إن القرار يخص اللاعب الأرجنتيني داميان أليخاندرو مانسو الذي يطالب بمستحقات تصل إلى 450 ألف دولار أميركي، ونال منها 440 ألف دولار، وبقي منها نحو 9250 دولارًا أميركيًا فقط.
وأشار إلى أن اتحاد الكرة السعودي بلغه الخطاب الرسمي في ساعة متأخرة من يوم الأربعاء الماضي، وتم التفاهم مع مسؤولي نادي الاتحاد على إرساله يوم الأحد «أمس» بسبب ارتباط النادي بمباراة الفتح ضمن منافسات دوري المحترفين السعودي والتي كسبها الاتحاد في لقاء مثير بثلاثة أهداف مقابل هدفين للفتح.
وقال اتحاد الكرة السعودي أمس في بيان رسمي: «تلقينا خطابًا من الاتحاد الدولي لكرة القدم بشأن قضية اللاعب الأرجنتيني، داميان أليخاندور ونادي الاتحاد، المتضمن قرار لجنة الانضباط بخصم ثلاث نقاط من نادي الاتحاد في بطولة الدوري المحلي، وقد قام الاتحاد السعودي مباشرةًَ بإبلاغ إدارة نادي الاتحاد بما تضمنه الخطاب».
ونظرًا لارتباط الفريق الكروي الأول بنادي الاتحاد بمباراة أمام شقيقه فريق نادي الفتح في ختام القسم الأول من مسابقة دوري جميل للمحترفين التي أقيمت يوم السبت الماضي، وبعد المفاهمة مع إدارة نادي الاتحاد تم تأجيل إرسال الخطاب من الاتحاد السعودي إلى إدارة نادي الاتحاد إلى أمس الأحد، حيث تم اليوم إرسال الخطاب رسميًا لاتخاذ إجراءات الدفوعات المتعلقة بالقضية.
وعاد المعيبد للتأكيد على أن «الفيفا» طلب من اتحاد الكرة السعودي تزويده بدليل حسم النقاط من رصيد الاتحاد، على أن يتم إرفاق جدول لائحة الترتيب قبل وبعد الحسم، وأن اتحاد الكرة السعودي إذا لم يلتزم بهذا القرار فإنه سيتعرض لعقوبات رادعة؛ كونه عضوًا رسميًا في الجمعية العمومية للاتحاد الدولي لكرة القدم.
إلى ذلك استبعد مصدر اتحادي مسؤول لـ«الشرق الأوسط» أن يتم حسم النقاط الثلاث، على غرامة فرضت على النادي بعد شكاوى مقدمة عليه، وهو الأمر الذي أثار استغراب صناع القرار الذين سعوا أمس لمخاطبة الاتحاد الدولي لتوضيح اللبس الحاصل في الأمر.
فيما فتحت إدارة نادي الاتحاد خط التواصل مع اتحاد الكرة بشأن استيضاح الأمر والطريقة المثلى لتجنب خصم النقاط، فيما طمأنت المصادر بأن حسم النقاط لن يتجاوز الأوراق حيث سيتم استعادتها.
إلى ذلك، رفضت إدارة نادي الاتحاد الرد على الاتصالات المتكررة لاستيضاح موقف النادي والخطوات التي ستأخذها.
من جهة أخرى أكد المهندس حاتم باعشن، رئيس نادي الاتحاد، أن الإدارة لن تتردد في التعاقد مع لاعبين محليين في الفترة الشتوية المقبلة إذا تطلب الأمر لذلك، وقال في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «نحن ننتظر تقرير المدرب التشيلي سييرا فهو المسؤول الأول والأخير عن الفريق الأول لكرة القدم».
وأضاف: «الفريق يسير بشكل جيد في الدوري، فنحن الآن في الصدارة مع الهلال، وأمامنا مهمة كبيرة وصعبة في الدور الثاني من الدوري، فالمشوار طويل، وأمامنا 13 جولة ولا بد أن نعمل بشكل مكثف من أجل المحافظة على الصدارة».
وأثنى باعشن على الجهاز الفني بقيادة المدرب التشيلي سييرا، وقال: «يجب أن يعرف الجميع بأن هذا المدرب قدم عملًا كبيرًا لفريق الاتحاد، حيث استطاع بإمكانياته الفنية العالية من صنع فريق قوي ومنافس عنيد، كما أنه منح الثقة لعدد من اللاعبين الشباب مثل خالد السميري وسلطان مندش ومعتز تنبكتي».
من جانب آخر ينتظر الاتحاديون صدور قرار من لجنة الانضباط في الاتحاد السعودي لكرة القدم بفرض غرامة مالية على النادي بعد تهكم جماهيره خلال مواجهة الفريق الماضية أمام الفتح على الطاقم التحكيمي ورمي زجاجات المياه على أرضية ملعب مدينة الملك عبد الله الرياضية بجدة الذي احتضن المواجهة التي انتهت بفوز أصحاب الأرض بثلاثة أهداف مقابل هدفين للفريق الضيف الفتح.
وفي السياق ذاته منح المدرب التشيلي سييرا اللاعبين إجازة عن مران أمس، بعد المستوى الجيد والفوز المثير الذي حققه الفريق على الفتح، والذي وصفه المدرب بأنه يعود للروح القتالية للاعبي فريقه وعزيمتهم التي ساهمت في خطف النقاط الثلاث رغم النقص العددي الذي صاحب طرد زميلهم أحمد عسيري من المباراة بعد احتكاكه باللاعب محمد أبو سبعان.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».