الأمن الفيدرالي يحبط عمليات إرهابية في موسكو

كشف نتائج نشاطه عام 2016 في مجال التصدي للتطرف

مداهمات أمنية خارج العاصمة موسكو («الشرق الأوسط»)
مداهمات أمنية خارج العاصمة موسكو («الشرق الأوسط»)
TT

الأمن الفيدرالي يحبط عمليات إرهابية في موسكو

مداهمات أمنية خارج العاصمة موسكو («الشرق الأوسط»)
مداهمات أمنية خارج العاصمة موسكو («الشرق الأوسط»)

أحبط الأمن الروسي سلسة هجمات كان إرهابيون يخططون لتنفيذها في العاصمة الروسية موسكو، وذكرت هيئة الأمن الفيدرالي يوم أمس أن عناصرها تمكنوا من إلقاء القبض على أربعة إرهابيين أعضاء في مجموعة تخريبية، تضم مواطنين من جمهوريتي طاجيكستان ومولدوفا العضوتين في رابطة الدول المستقلة. وأوضحت هيئة الأمن الفيدرالي أن المجموعة كانت تنوي استخدام عبوات ناسفة يدوية الصنع بقدرة تفجيرية عالية جدًا في الهجمات الإرهابية التي خططوا لها.
وفي التفاصيل أثمرت عمليات المتابعة الجنائية والبحث والتفتيش التي أجرتها قوات الأمن الروسية عن توقيف أربعة أشخاص في العاصمة الروسية موسكو يوم أمس، الخامس عشر من ديسمبر (كانون الأول)، هم أعضاء في مجموعة تخريبية -إرهابية، وكانوا يعدون العدة لتنفيذ عمليات إرهابية مدوية في العاصمة الروسية بتعليمات مباشرة من مواطن موجود على الأراضي التركية ويمثل تنظيم داعش الإرهابي، وفق ما ذكرت وكالة إنترفاكس نقلا عن الأمن الروسي، موضحة أن هذا الشخص (ممثل «داعش» في تركيا) مدرج على قائمة المطلوبين من جانب قوات الأمن الطاجيكية. وخلال عمليات التفتيش في أماكن إقامة أعضاء المجموعة الإرهابية في موسكو وريفها تم العثور على أسلحة وذخائر فضلا عن عبوات ناسفة يدوية الصنع جاهزة للاستخدام، وكمية كبيرة من «خلائط مواد تفجيرية» تُستخدم في صنع عبوات ناسفة شديدة التفجير.
في شأن متصل قال فلاديمير أوستينوف، ممثل الرئيس الروسي في الدائرة الاتحادية الجنوبية، في تصريحات يوم أمس، إن قوات الأمن تمكنت من إحباط عدة هجمات إرهابية في جمهورية القرم ومقاطعة روستوف. وأوضح أوستينوف أن الإرهابيين الذين أحبطت مخططاتهم جنوب روسيا في الآونة الأخيرة كانوا يسعون إلى استهداف المنشآت العامة المكتظة بالمدنيين والمرافق الأساسية الحيوية، فضلا عن المواقع العسكرية، مؤكدًا أن جميع المتورطين في التخطيط لشن تلك الهجمات ألقي القبض عليهم، وإذ لم يكشف ممثل الرئيس الروسي في الدائرة الجنوبية عن هويات الإرهابيين والجماعات التي ينتمون إليها، إلا أن الحديث يدور على ما يبدو حول مجموعات أوقفها الأمن الروسي مؤخرا في شبه جزيرة القرم وقال إنها تابعة للأمن الأوكراني، وكانت تخطط لتنفيذ عمليات تخريبية تستهدف البنى التحتية ومواقع عسكرية ومدنية في شبه جزيرة القرم.
وتجدر الإشارة إلى أن أجهزة الأمن الروسية تمكنت خلال عام 2016 من القيام بعمليات واسعة في مجال التصدي للإرهاب. وكانت اللجنة الوطنية الروسية لمكافحة الإرهاب قد كشفت أول من أمس أنها تمكنت خلال العام الحالي من إحباط 42 جريمة إرهابية كان يخطط لتنفيذها في مدن روسية بما في ذلك في العاصمة موسكو ومدينة بطرسبورغ، ويكاتيرينبورغ ونيجني نوفغورود، وفق ما أعلن ألكسندر بورتنيكوف، رئيس هيئة الأمن الفيدرالي ومدير اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب، لافتًا إلى أنه تم إحباط هجمات إرهابية كانت تستهدف وسائل النقل وأماكن التجمعات البشرية. وأشار بورتنيكوف إلى أن مصدر «التهديد الإرهابي الرئيسي (في روسيا) ما زال مرتبطا بنشاط المجموعات المسلحة في منطقة شمالي القوقاز، وكذلك توجيه المنظمات الإرهابية الدولية أنظارها إلى مناطق أخرى من الاتحاد الروسي».
كما توقف كبير المسؤولين الأمنيين في روسيا عند حصيلة عام من عمل الأجهزة الأمنية في مجال مكافحة الإرهاب، مؤكدا «إلقاء القبض على 898 عضوا في عصابة مسلحة ومن الأشخاص الذين يقدمون المساعدة للجماعات الإرهابية، والقضاء على 129 مقاتلا إرهابيًا، بينهم 22 قائدا لمجموعة مسلحة، بما في ذلك زعيم ما يُسمى (ولاية القوقاز) التي تقدم نفسها بصفة القائد في منطقة شمال القوقاز لأتباع تنظيم داعش الإرهابي الدولي. كما تم القضاء على جميع قيادات المجموعات الإرهابية النشطة في جمهورية قبارديا العضو في الاتحاد الروسي»، حسب قول بورتنيكوف. ولم يقتصر الأمر على العمليات الأمنية مثل اعتقال أو قتل أعضاء في المجموعات الإرهابية، إذ تمكن الأمن الروسي، وفق ما يؤكد بورتنيكوف من الكشف عن 26 ألف موقع إنترنت إرهابي التوجه، لافتا إلى أن هذا العدد أكبر بمرتين من العام الماضي. وفي سياق التدابير الاستباقية للتصدي للإرهاب أوضح بورتنيكوف أنه «تم توقيف ألفي مواطن يشتبه بتواطئهم مع الجماعات الإرهابية، فضلا عن 34 شخصا كانوا يقومون بتجنيد مواطنين روس في صفوف الجماعات الإرهابية. فضلا عن ذلك اتخذت الأجهزة الأمنية إجراءات لحيلولة دون سفر 86 مواطنا كانوا يريدون المغادرة للانضمام إلى صفوف تنظيم داعش الإرهابي»، حسب قول ألكسندر بورتنيكوف، رئيس هيئة الأمن الفيدرالي ومدير اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب.



إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.