ابن كيران يرأس اليوم الحكومة تفاديًا لتعطل المؤسسات

وسط تعثر تشكيل الأغلبية الجديدة وعدم مصادقة البرلمان على الموازنة

ابن كيران يرأس اليوم الحكومة تفاديًا لتعطل المؤسسات
TT

ابن كيران يرأس اليوم الحكومة تفاديًا لتعطل المؤسسات

ابن كيران يرأس اليوم الحكومة تفاديًا لتعطل المؤسسات

تعقد حكومة تصريف الأعمال المغربية، اليوم الخميس، اجتماعا برئاسة عبد الإله ابن كيران، وذلك لتفادي تعطل المؤسسات العامة، بسبب عدم المصادقة على الموازنة العامة للعام المقبل.
ويرجع التأخر في المصادقة على قانون المالية (الموازنة) إلى تعثر تشكيل الحكومة الجديدة، رغم مضي أزيد من شهرين على الانتخابات التشريعية التي جرت في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وسيتدارس اجتماع مجلس الحكومة مشروعين مرسومين الأول يتعلق بفتح الاعتمادات اللازمة لسير المرافق العمومية والقيام بالمهام المنوطة بها، فيما يتعلق مشروع المرسوم الثاني باستخلاص بعض الموارد عن السنة المالية.
وينص القانون التنظيمي لقانون المالية على أن الحكومة ملزمة بإحالة مشروع قانون المالية على مجلس النواب في أجل أقصاه 20 أكتوبر، ليتسنى لمجلس النواب ومجلس المستشارين مناقشته والمصادقة عليه قبل 31 ديسمبر (كانون الأول)، ليبدأ العمل به في الأول من يناير (كانون الثاني).
وينص الدستور المغربي في الفصل «75» على أنه «إذا لم يتم في نهاية السنة المالية التصويت على قانون المالية أو لم يصدر الأمر بتنفيذه، بسبب إحالته إلى المحكمة الدستورية، تطبيقًا للفصل 132 من الدستور، فإن الحكومة تفتح بمرسوم الاعتمادات اللازمة لسير المرافق العمومية، والقيام بالمهام المنوطة بها، على أساس ما هو مقترح في الميزانية المعروضة على الموافقة». وكان آخر مجلس للحكومة قد التأم في 24 أكتوبر الماضي.
وتعرف مشاورات تشكيل الحكومة حالة من الجمود والانسداد. ولم يتمكن ابن كيران الذي تصدر حزبه «العدالة والتنمية» ذو المرجعية الإسلامية في الانتخابات بـ125 مقعدا، من تشكيل أغلبيته الحكومية، بسبب الخلاف مع حزب التجمع الوطني للأحرار (37 مقعدا).
ويرفض «التجمع»، المقرب من القصر، مشاركة حزب الاستقلال (46 مقعدا) في الحكومة المقبلة، بينما يتشبث ابن كيران بهذا الحليف إلى جانب حزب التقدم والاشتراكية (12 مقعدا)، وهما الحزبان اللذان حسما أمر مشاركتهما في الحكومة المقبلة. فيما يرجح انضمام حزب الاتحاد الاشتراكي إلى القوات الشعبية الذي يملك 20 مقعدا إلى التحالف المقبل. ويحتاج ابن كيران إلى 198 مقعدا للحصول على أغلبية مريحة في البرلمان المكون من 395 مقعدا.
ويترقب الرأي العام المغربي الحلول التي قد يلجأ إليها ابن كيران من أجل تجاوز أزمة تشكيل الحكومة، ومنها تقديم استقالته للملك، وحل مجلس النواب، والدعوة إلى انتخابات تشريعية جديدة.
وبينما يرى محللون وسياسيون أنه بإمكان الملك تعيين شخصية من الحزب الذي حصل على المرتبة الثانية في الانتخابات لتشكيل الحكومة، حتى وإن لم ينص الدستور على ذلك بشكل صريح، يعارض حزب العدالة والتنمية بشدة هذا الطرح، مدعوما بحزب الاستقلال وحزب التقدم والاشتراكية. ويرى أن الداعين لتنفيذ هذا السيناريو يسعون «لتبرير السلطوية والنكوص عن الاختيارات الديمقراطية التي أصبحت بالنسبة للمغرب والمغاربة اختيارات لا رجعة فيها»، كما أنهم يسعون، حسب رأيه «لإبطال مفعول هزيمة التحكم أمام الإرادة الشعبية، وفشل رهان البعض عليه، رغم كل محاولات النفخ فيه في المرحلة التي سبقت الانتخابات ليتصدر نتائج الانتخابات التشريعية». والمقصود هنا هو حزب الأصالة والمعاصرة المعارض الذي حل ثانيا في الانتخابات بـ102 مقعد. إلا أن الملاحظ أن هذا الحزب بدأ حضوره السياسي يتراجع بعد الانتخابات، فاسحا المجال أمام حزب التجمع ورئيسه الجديد عزيز أخنوش، الذي أصبح يملك مفاتيح حل عقدة حكومة ابن كيران الثانية.



بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.