في خطوة قد تكون لها أهمية استراتيجية في شمال سوريا، أعلنت رئاسة هيئة أركان الجيش التركي، أن قوات «الجيش السوري الحر» المشاركة في عملية «درع الفرات» الجارية في المنطقة بدعم من تركيا سيطرت على الطريق الواصل بين مدينتي الباب ومنبج بريف محافظة حلب الشمالي الشرقي.
الجيش التركي أعلن في بيان أمس (الجمعة) أن عملية السيطرة على الطريق جاءت بعد اشتباكات عنيفة مع عناصر تنظيم داعش الإرهابي الذي يسيطر على مدينة الباب. وتحمل السيطرة على الباب أهمية خاصة لتركيا لرغبتها في قطع أصلة بين «كانتونين» كردية في شمال سوريا لمنع تأسيس كيان ذاتي الحكم على حدودها يشجع النزعة الانفصالية لأكرادها.
وأفاد البيان بأن مقاتلات تركية قامت باستهداف مواقع عدة لـ«داعش» في الباب، وتمكنت من خلال الغارات المركزة من تدمير مواقع أسلحة و3 أبنية كانت تستخدم من قِبل التنظيم مقرات قيادة ومخابئ. وتابع إن المقاتلات التركية دمرت 44 هدفًا، تابعًا للتنظيم الإرهابي في الغارات صباح أمس، وأنه جرى تدمير 21 مخبئا وسيارتين عليهما أسلحة وخمسة مخازن، وست نقاط تفتيش.
جاءت هذه الهجمات في إطار تصعيد الجيش التركي هجماته بعد تباطؤ عملية درع الفرات في الأسبوع الماضي بسبب المقاومة الشديدة من جانب «داعش». وكانت تركيا قد دفعت ليل الخميس - الجمعة بثلاثمائة من أفراد القوات الخاصة لتعزيز قوتها المشاركة في عملية «درع الفرات» 300 من أفراد الكوماندوس إلى شمال لتشديد الحصار على الباب ومحاولة الإسراع بدخولها، وذلك قبل أن تصل إليها ميليشيا «وحدات حماية الشعب» الكردية التي تسعى أنقرة لإبعادها عن منبج أيضًا.
ومعلوم أن أنقرة تعتبر «وحدات حماية الشعب» الكردية، وهي جزء أساسي من ميليشيا «قوات سوريا الديمقراطية»، التي تقاتل بدعم من واشنطن حول مدينة الرقة، المعقل الرئيس لـ«داعش» في شمال سوريا، تنظيما إرهابيا يشكل امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يقاتل ضد الجيش التركي منذ العام 1984 من أجل حكم ذاتي للأكراد جنوب شرقي تركيا.
هذا، وسبق أن أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أن منبج تمثل أحد أهداف عملية «درع الفرات» بعد السيطرة على الباب. وهو أمر عاد وأكده المتحدث باسم رئاسة الجمهورية التركية إبراهيم كالين، الذي قال الخميس، إن «درع الفرات» ستواصل إلى الباب بعد منبج، وأن «قوات الجيش السوري الحر» المدعومة من تركيا باتت تسيطر على 1800 كيلومتر مربع في شمال سوريا. وراهنًا ترغب أنقرة في توسيع هذه المساحة على محور جرابلس - أعزاز إلى 5 آلاف كيلومتر مربع بطول أكثر من 90 كيلومترا وعمق 45 كيلومترا لإنشاء «منطقة آمنة» لغايتي إيواء اللاجئين ومنع «داعش» والأكراد من الاقتراب من حدود تركيا الجنوبية مع سوريا.
في هذه الأثناء، على صعيد ثانٍ، اتهم الجيش التركي «داعش» باستخدام المدنيين دروعا بشرية في مدينة الباب؛ وهو ما يجعل عملية «درع الفرات» تسير بوتيرة أبطأ من المخطط له. وقال الجيش التركي في بيان إن التنظيم الإرهابي يستخدم أيضًا المساجد والمدارس والمستشفيات وغيرها من المباني العامة مقرات للقيادة ومواقع دفاعية ومقار إقامة لعناصره، كما أنه يخبئ عرباته المدرعة ورشاشات الدوشكا الثقيلة ومدافع الهاون بجوار تلك المباني لحمايتها من الغارات الجوية.
واعتبر البيان أن السبب الأساسي لسير عملية «درع الفرات» ببطء نسبي أكثر مما هو محسوب، يعود إلى الحرص الشديد على تحاشي الإضرار بالمدنيين، خصوصا أن «داعش» دأب على استخدام المدنيين دروعا بشرية، وطالما يحاول الاختباء بينهم؛ لذلك يجري أحيانا إلغاء أو تأجيل ضرب عناصر التنظيم بعد تحديد أماكنهم، لتجنب إلحاق الضرر بالمدنيين.
في سياق مواز، أكد المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين أن المعلومات المتوافرة الآن لدى أنقرة بشأن الغارة الجوية، التي أدت إلى مقتل 4 جنود أتراك وإصابة 9 آخرين بالقرب من الباب في 24 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، تشير إلى أن الهجوم نفذه النظام السوري، معتبرا أن ذلك يوضح مرة أخرى النية الحقيقية للنظام السوري.
ويذكر أن موسكو، الداعم البارز لنظام دمشق، قد أعلنت من قبل عدم مسؤوليتها وكذلك نفت مسؤولية النظام السوري عن الضربة التي طالت العسكريين الأتراك. ونقلت وسائل إعلام تركية عن مسؤول عسكري كبير بالجيش أن الغارة نفذتها طائرة من دون طيار إيرانية الصنع، لكن ليس معلوما حتى الآن الجهة التي استخدمت الطائرة.
أنقرة تعلن سيطرة «الجيش الحر» على الطريق بين الباب ومنبج
في خطوة مهمة بمسرح عمليات شمال سوريا
أنقرة تعلن سيطرة «الجيش الحر» على الطريق بين الباب ومنبج
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة