الفلبين.. محطة «داعش» المقبلة لتعويض هزائم «أرض الخلافة»

مساعٍ لتجنيد عناصر جديدة واستعراض للقوة عبر المشاهد المصورة

الفلبين.. محطة «داعش» المقبلة لتعويض هزائم «أرض الخلافة»
TT

الفلبين.. محطة «داعش» المقبلة لتعويض هزائم «أرض الخلافة»

الفلبين.. محطة «داعش» المقبلة لتعويض هزائم «أرض الخلافة»

قال خبراء ومراقبون إن تغلغل تنظيم داعش الإرهابي في الفلبين يُنذر بإعلان ولاية مزعومة جديدة هي الأولى في شرق آسيا، في محاولة لتعويض خسائره التي يمنى بها في العراق وسوريا وليبيا، والبحث عن أرض جديدة لتعويض حلم «الخلافة الضائع».
وتزامن حديث الخبراء مع تقرير مصري حديث حذر من تغلغل «داعش» في جنوب شرقي آسيا، خصوصًا مع إعلان جماعات إرهابية هناك، وعلى رأسها جماعة «أبو سياف» مبايعتها لزعيم «داعش» أبو بكر البغدادي.
وأكد الخبير الأمني بمصر، العميد السيد عبد المحسن، أن «المشهد العام يُرجح اتجاه (داعش) لتأسيس دولته الجديدة في الفلبين وبالتحديد جنوب البلاد»، مضيفًا أن «مستوى الفوضى هناك وعدم قدرة قوات الأمن والمؤسسات الحكومية على السيطرة على هذه المنطقة، يجعلها المكان الأكثر ترجيحًا لإعلان ولاية (داعش) الجديدة».
وكان تنظيم داعش قد روج أخيرًا لمعلومات عن نشاطات الجماعات المسلحة التابعة له في الفلبين، وادعى أن قواته هناك تضم 10 كتائب، وأن مسلحيه قتلوا 289 جنديًا فلبينيًا منذ بداية العام الحالي.
وبث «داعش» أخيرًا شريط فيديو به صور ومشاهد لمبايعة عدة مجاميع من المسلحين الفلبينيين للبغدادي. وقال إن هذه المجموعات تنتمي إلى كتائب «أبو دجانة» التابعة لحركة «أبو سياف»، و«أبو خبيب»، و«جند الله»، و«أبو صدر». وظهر بين المسلحين كثير من الأطفال الذين يحملون البنادق والأسلحة. كما حمل الشريط مشاهد لهجوم شنه المسلحون المتطرفون على آليات للجيش الفلبيني، وظهرت خلاله جثث لجنود حكوميين ولأسلحة وثياب عسكرية حصل عليها المتطرفون.
وأفاد المراقبون والمحللون بأن «التنظيم الإرهابي عمد إلى تغيير وجهة استقطابه وتجنيد أتباع له من خارج منطقة الشرق الأوسط باتجاه آسيا، بسبب التضييق عليه من خلال الحملة العسكرية التي يقودها التحالف الدولي ضده في المناطق التي اعتاد أن يستقطب منها مقاتليه في سوريا والعراق».
وأضاف التقرير المصري أنه رغم خسارة «داعش» الأراضي التي يسيطر عليها في سوريا والعراق، فإنه يشق طريقه عبر جنوب الفلبين، مما يزيد الأوضاع هناك سوءًا، ورغم الجهود التي يبذلها جيش الفلبين في المعارك ضد «داعش»، وما يلحقه به من هزائم، فإن المعركة الأخيرة كانت كاشفة عن حجم المأساة، حيث تحصن مقاتلون بايعوا «داعش» في مبنى حكومي مهجور في جنوب البلاد، الأمر الذي يؤكد أن التنظيم الإرهابي في طريقه لإعلان ولاية جديدة على جزيرة منداناو جنوب الفلبين، التي تعد ثاني أكبر جزيرة في البلاد.
وأكد التقرير أن «الجماعات المسلحة التي أعلنت ولاءها للتنظيم ستكون أكثر حضورًا في هذا الصراع، وفي مقدمتها جماعة (أبو سياف)، خصوصًا أن جزيرة منداناو تعد مركزًا لنشاط تلك الجماعات تتمتع فيه بحرية الحركة وإقامة معسكرات تدريب وشن هجمات، وأنه في ظل هذا المستوى من الفوضى الأمنية، وعدم قدرة قوات الأمن والمؤسسات الحكومية على السيطرة على هذه المنطقة يجعلها المكان الأكثر ترجيحًا لـ(داعش)».
وجماعة «أبو سياف» هي مجموعة متطرفة «جهادية» كانت انشقت عام 1991 عن جبهة «تحرير مورو»، التي قادت حربًا ضد القوات الحكومية لعدة عقود للحصول على حكم ذاتي في هذه المنطقة ذات الأغلبية المسلمة. وأسس هذه الجماعة المتطرفة عبد الرزاق أبو بكر جنجلاني، الذي تلقى تعليمه في ليبيا، حيث عاش فترة من الوقت قبل أن يعود إلى بلاده ليقود هذا الفصيل المتطرف حتى مقتله في اشتباك مع وحدة أمنية فلبينية عام 1998، ليخلفه شقيقه الأصغر، قذافي جنجلاني، الذي قتل بدوره عام 2007.
من جانبه، قال العميد عبد المحسن، إن تنظيم داعش سيسعى بقوة الفترة المقبلة لتجنيد مقاتلين جدد في جنوب شرقي آسيا، لافتًا إلى أن الأخطر في الاستراتيجية الداعشية نزعة التوسع التي يسعى إليها التنظيم باختلاف أساليبها، سواء عبر التجنيد أو الاستقطاب.
وأضاف عبد المحسن أن «داعش» من خلال المشاهد المصورة التي عرضها عن الفلبين أراد أن يستعرض قوته وقدرته على الانتشار، وانعكس ذلك من خلال إشاراته إلى وجود مقاتلين عرب ومن دول مختلفة في المنطقة في الفلبين وعلى استعداد للقتال والمعركة، مما يدل أيضًا على أنه يؤكد من جديد أن ساحة المعركة التي يقودها لا حدود لها.
بينما أوضح التقرير المصري أن «داعش» يستعرض قوته وقدرته على الانتشار، من خلال تجنيد مقاتلين في صفوفه من جنوب شرقي آسيا، وضم جماعات إرهابية تحت لوائه في الفلبين، وأنه تغلغل في جنوب الفلبين، مما يعني أن حربًا من نوع جديد مرشحة للاندلاع في أدغال منداناو.
وحذر التقرير الذي أعده مرصد دار الإفتاء في مصر من أن التنظيم الإرهابي لا يزال قادرًا على حشد الدعم في دول أخرى، رغم ما ألحقته به الجيوش العربية والغربية من هزائم في العراق وسوريا وليبيا، مشيرًا إلى أن «داعش» يستخدم أسلوب «الذئاب المنفردة» في أوروبا، بينما يستعين بقوات مقاتلة جاهزة لمواجهة الجيوش الوطنية ومستعدة لشن هجمات إرهابية ضد المدنيين في دول جنوب شرقي آسيا، حيث سيتقاطر متطرفون من دول الجوار ومن الأطراف البعيدة تحت قيادة تنظيم داعش، الذي يستغل اضطراب الأوضاع الأمنية في الفلبين، ليؤسس لنفسه موطئ قدم هناك، يتعلم مقاتلوه في أدغاله القتل والتدمير.



اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.