كثفت أنقرة من اتصالاتها في الساعات الأخيرة، في محاولة للتوصل إلى مخرج من الوضع المأسوي في مدينة حلب السورية، وإعلان هدنة تساهم في إيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين. وقال نائب رئيس الوزراء المتحدث باسم الحكومة التركية نعمان كورتولموش إن بلاده تسعى مع الأطراف المعنية، خصوصًا روسيا، لإعلان وقف إطلاق النار في حلب السورية، لافتًا إلى أن المباحثات في هذا الشأن بين الطرفين أوشكت على الانتهاء.
كورتولموش قال، في لقاء تلفزيوني ليل الخميس - الجمعة، إن المساعي التركية الرامية لوقف إطلاق النار في حلب لا تقتصر على المباحثات مع روسيا، إنما هناك حديث حول هذا الشأن مع كل من ألمانيا وإيران والولايات المتحدة. وبالفعل، بحث الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، ليل الخميس، في اتصال هاتفي مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، الوضع الإنساني في حلب، وضرورة تكثيف الجهود لإيصال المساعدات إليها، وآخر التطورات في سوريا. وبحسب مصادر برئاسة الجمهورية التركية، شدد إردوغان على ضرورة قيام الاتحاد الأوروبي بالمسؤوليات التي تقع على عاتقه فيما يتعلق بموضوع اللاجئين.
هذا، وتتوقع أنقرة موجة نزوح جديدة إليها حال تفاقمت الأوضاع في حلب التي تشهد منذ أسبوعين قصفًا مكثفًا للغاية أودى بحياة المئات من المدنيين، وخلف آلاف الجرحى، ضمن مساعي نظام الأسد المدعوم من قبل روسيا، والميليشيات الموالية له، للسيطرة على مناطق المعارضة في شرق المدينة. ورعت أنقرة على مدى الأيام الماضية مباحثات بين فصائل مسلحة بالمعارضة السورية في حلب، باستثناء جبهة فتح الشام أو «النصرة» سابقًا، وروسيا عقدت سرًا في العاصمة التركية قبل الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى تركيا، الخميس، والتي أكد خلالها على استعداد موسكو لإجراء مباحثات مع جميع أطراف الصراع في سوريا. وحذر مسؤول كبير من المعارضة السورية، في تصريح لـ«رويترز»، من مماطلة شديدة من الروس، قائلاً: «للدول العربية والولايات المتحدة، إذا ما دخلت على الخط، أقول: نحن أمام مأساة حقيقية، إذا الأمور استمرت على الوتيرة نفسها».
وعن الصعوبات التي تواجهها جهود الحل السياسي في سوريا، قال كورتولموش إن المشكلات التي نعاني منها في هذا الخصوص تكمن في رغبة كل الأطراف المعنية في الوصول إلى حل سياسي يتوافق مع مصالحها ومتطلباتها، دون الالتفات إلى متطلبات الشعب السوري ورغباته. وأكد كورتولموش أنه في حال تمكنت أنقرة وموسكو من التوصل إلى اتفاق حول الضمانات، فإنّ إحلال وقف إطلاق النار في حلب سيكون ممكنًا خلال فترة قصيرة.
وكشف كورتولموش أن تركيا أبلغت جميع الأطراف قرارها إقامة منطقة آمنة شمال سوريا، مشددًا على عدم إفساح المجال للتنظيمات الإرهابية الأخرى للتموضع مكان تنظيم داعش، في المناطق التي طردت منها ضمن عملية «درع الفرات».
وفي إطار عملية «درع الفرات»، قال الجيش التركي إن مقاتلاته قصفت، أمس (الجمعة)، 5 أهداف لتنظيم داعش الإرهابي، شمال سوريا. وأضاف، في بيان، أن المقاتلات التركية استهدفت 3 أبنية وسيارتين محملتين بالسلاح تابعتين لتنظيم داعش في منطقتي بزاعة وسلفانية.
أنقرة تكثف اتصالاتها مع موسكو خاصة لوقف إطلاق النار في حلب
أبلغت جميع الأطراف حول المنطقة الآمنة.. وتشتكي من أطراف يعارضونها
أنقرة تكثف اتصالاتها مع موسكو خاصة لوقف إطلاق النار في حلب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة