طالبان تواجه مشكلة مالية بسبب تراجع الدعم

المتمردون يعرضون تأمين مشروعات حكومية للنحاس والغاز

طالبان تواجه مشكلة مالية بسبب تراجع الدعم
TT

طالبان تواجه مشكلة مالية بسبب تراجع الدعم

طالبان تواجه مشكلة مالية بسبب تراجع الدعم

أفاد تقرير إخباري بأن حركة طالبان الأفغانية تواجه مشكلة مالية بسبب تخوف داعميها من أن جهود الحركة تلحق ضررا بالمدنيين بصورة أكبر من القوات الأجنبية. ونقلت صحيفة «الغارديان» البريطانية عن القيادي بالحركة رحمة الله كاكازادا قوله إن «الحرب تفقد الدعم الشعبي بسبب الدعاية السيئة عن سقوط ضحايا من المدنيين، لا يريد المتبرعون أن يتم إنفاق أموالهم على ألغام تقتل أطفالا». وكان كاكازادا، وفقا لأرشيف الأمم المتحدة، القنصل العام في قنصلية الحركة في كراتشي بباكستان خلال حكم طالبان، كما كان مسجلا كحاكم ظل طالبان لإقليم غازني عام 2007.
ووفقا للمصدر، فإن المتبرعين أغلبهم من الأفغان الأثرياء. وترصد تقارير الأمم المتحدة أعدادا قياسية للقتلى والجرحى من المدنيين. وقال المصدر إن «ماليات الحركة ضَعُفت حاليا لدرجة أن بعض مقاتليها الذين يعانون جروحا خطيرة لم يعودوا مرحبا بهم في المستشفيات الخاصة في باكستان لعجزهم عن دفع فواتيرهم». وأضاف أن شرعية الحرب تراجعت مع انسحاب معظم القوات الأجنبية بعد انتهاء مهمتهم القتالية في أفغانستان بنهاية عام 2014.
إلى ذلك، عرضت حركة طالبان الأفغانية حماية مشروعات حكومية رئيسية مثل التنقيب عن النحاس في منجم ضخم، ومشروع لمد خط أنابيب دولي لنقل الغاز الطبيعي للسماح بانطلاق هذه المشروعات بعد تأجيل استمر سنوات.
وتقف طالبان وراء كثير من أعمال العنف التي وقعت على مدى الخمسة عشر عاما الماضية والتي أدت إلى عزوف المستثمرين، الأمر الذي جعل أفغانستان عاجزة عن استغلال الموارد الطبيعية وبناء البنية الأساسية اللازمة للاستغناء عن المساعدات الخارجية. ويواصل المتشددون الذين يطلقون على أنفسهم اسم إمارة أفغانستان الإسلامية قتالهم ضد القوات الأجنبية والحكومة المدعومة من الخارج وليس ضد الأفغان العاديين. وقالت طالبان في بيان إن «الإمارة لا تدعم فقط كل المشروعات الوطنية التي تحقق مصلحة الشعب وتسفر عن تنمية وازدهار الأمة ولكنها ملتزمة أيضا بحمايتها».
وتوجه الإمارة كل مجاهديها للمساعدة في تأمين كل المشروعات الوطنية التي تحقق مصلحة أفضل للإسلام والبلاد. وأشار المتشددون إلى منجم ميس أيناك في إقليم لوجار قرب كابل كأحد المشروعات التي سيقومون بحمايتها. ومُنحت شركة صينية عقد التنقيب قبل تسع سنوات ولكنها لم تبدأ الإنتاج بعد بسبب سوء الحالة الأمنية وانعدام البنية الأساسية المتعلقة بالنقل. وذكرت طالبان أيضا مشروع خط أنابيب لنقل الغاز بين تركمانستان وأفغانستان وباكستان والهند بتكلفة عشرة مليارات دولار، ومشروع إقليمي لتوليد الكهرباء يربط بين آسيا الوسطى وجنوب آسيا. وجاء هذا البيان بعد يوم واحد من إطلاق خط للسكك الحديدية بشكل رسمي مع تركمانستان المجاورة. ولكن قصر الرئاسة قال إن طالبان مسؤولة عن تدمير جسور ومنشآت بنية أساسية أخرى تبلغ قيمتها ملايين الدولارات خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة فقط. وقال شاه حسين مرتضاوي المتحدث باسم قصر الرئاسة: «نحن في انتظار أن نرى طالبان تحول كلماتها إلى أفعال».



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».