وثائق «داعش» تكشف عن مؤامرات كبرى ضد أوروبا

المخابرات البريطانية: البيانات قادت إلى ضبط 5 إرهابيين في مرسيليا وستراسبورغ

وثائق «داعش» تكشف عن مؤامرات كبرى ضد أوروبا
TT

وثائق «داعش» تكشف عن مؤامرات كبرى ضد أوروبا

وثائق «داعش» تكشف عن مؤامرات كبرى ضد أوروبا

كشف جنرال بريطاني أن السلطات حصلت على عدد من المعطيات الاستخباراتية من «داعش» في سوريا، تظهر مؤامرات التنظيم المتشدد لمهاجمة عدد من دول أوروبا. وحسب ما ذكرته صحيفتا «التايمز» و«التلغراف» البريطانيتان، فإن آخر المعطيات المتوصل إليها تكشف خطط «داعش» لاستهداف كثير من الدول الأوروبية؛ من بينها فرنسا، فيما لم تحدد الوثائق والبيانات الرقمية ما إذا كانت هناك مؤامرة ضد بريطانيا. وقال الجنرال روبرت جونز، نائب قائد العمليات التي تقودها الولايات المتحدة ضد «داعش»، إن المعطيات الاستخباراتية «التي توصلنا إليه في يوليو (تموز) الماضي، يتم تبادلها مع باقي استخبارات التحالف لضمان البت فيها بأسرع وقت ممكن». وقادت هذه البيانات إلى ضبط 5 إرهابيين في مرسيليا وستراسبورغ قبل أيام، كانوا يخططون لتنفيذ عمل إرهابي. ولم تذكر السلطات الفرنسية الهدف الذي كانت هذه الخلية تستهدفه، إلا أنها شددت الإجراءات الأمنية على مكتب التحقيقات الجنائية في باريس.
وحذر الجنرال جونز من أن المسلحين ما زالوا قادرين على تنفيذ المؤامرات ما داموا يمكثون في عاصمتهم الرقة: «كانت منبج من أهم العمليات الخارجية، وهناك كمية ضخمة من المعلومات الاستخباراتية حصلنا عليها في منبج تتعلق بتهديدات لأوروبا وأماكن أخرى. علينا الآن البدء بالعمل على عزل الرقة». وقال: «ما داموا يجلسون في الرقة، فإنه يمكنهم تنسيق عملياتهم الخارجية. لذلك كلما نجحنا في تحريرها بأسرع وقت ممكن، فالوضع سيكون أفضل».
تأتي هذه التصريحات، في وقت حذرت فيه الولايات المتحدة الأميركية رعاياها من السفر قبيل فترة أعياد رأس السنة، منبهة إياهم إلى «مخاطر مرتفعة بوقوع هجمات إرهابية في مختلف أنحاء أوروبا». وقال الجنرال جونز: «الوثائق تم الحصول عليها في يوليو الماضي بعد المعركة التي قادتها الميليشيات الكردية والعربية المدعومة من التحالف الغربي في منبج في محافظة حلب شمال سوريا. هذه المعلومات حصلت عليها الاستخبارات البريطانية مع وكالة استخبارات أخرى تابعة للتحالف». وأضاف: «السبب في وجودنا جميعا هنا أن (داعش) ما زال يشكل تهديدا على طريقنا في الحياة، وأثبت بصورة فعالة ما يمكن أن يقوم فيه في أوروبا وفي أماكن أخرى من العالم». وأوضح الجنرال جونز في تصريحه لعدد من الصحف البريطانية أنه من المتوقع الكشف عن معطيات كثيرة حول «داعش» في الموصل، شمال العراق. وعن مخاوفه المستقبلية، عبر الجنرال البريطاني عن قلقه مما ينتظر الرئيس المنتخب دونالد ترامب خلال الأيام والشهور المقبلة.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.