مسؤولون يمنيون: هادي إلى عدن قريبًا

الجيش اليمني يشن هجومًا مضادًا على الميليشيات في تعز * تحرير 4 مواقع قرب منفذ علب في صعدة

مقاتلون تابعون لجماعة الحوثي في طريقهم إلى استعراض بالأسلحة في العاصمة اليمنية صنعاء أول من أمس (إ.ب.أ)
مقاتلون تابعون لجماعة الحوثي في طريقهم إلى استعراض بالأسلحة في العاصمة اليمنية صنعاء أول من أمس (إ.ب.أ)
TT

مسؤولون يمنيون: هادي إلى عدن قريبًا

مقاتلون تابعون لجماعة الحوثي في طريقهم إلى استعراض بالأسلحة في العاصمة اليمنية صنعاء أول من أمس (إ.ب.أ)
مقاتلون تابعون لجماعة الحوثي في طريقهم إلى استعراض بالأسلحة في العاصمة اليمنية صنعاء أول من أمس (إ.ب.أ)

كشف مسؤولون يمنيون لـ«الشرق الأوسط» عن عودة مرتقبة للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى عدن خلال الأيام القليلة المقبلة، مشيرين إلى ترتيبات أمنية تجري حاليا في العاصمة المؤقتة تمهيدا لعودة الرئيس. وقالت مصادر إن تعزيزات عسكرية، وصفتها بـ«الضخمة»، من التحالف وصلت إلى عدن، أمس.
وترجح المصادر أن عودة الرئيس اليمني تعكس توجه «الشرعية اليمنية إلى الحسم بالحل العسكري في الجبهات وبخاصة في تعز التي باتت على وشك التحرير في ظل التقدم المتسارع لقوات الجيش اليمني، وأنها قاب قوسين أو أدنى من تحرير إب المجاورة لتعز».
وقالت المصادر إن عودة هادي المرتقبة تأتي في ظل فشل كل المساعي الأممية والدولية للحل السلمي في اليمن وفشل هدنة وقف إطلاق النار الأخيرة، التي اخترقتها ميليشيات الحوثي وصالح في جبهات القتال كافة.
ويتواجد في عدن جزء من أعضاء الحكومة اليمنية لإدارة شؤون المحافظات المحررة، كما يتواجد مسؤولون يمنيون آخرون في محافظة مأرب.
وكان الرئيس اليمني، أجرى تغييرات حديثة واسعة النطاق في قيادة الجيش، في ظل الأنباء عن اتخاذ القيادة اليمنية الشرعية قرارا بالحسم العسكري، بعد تعثر الحل السياسي مع الانقلابيين.
ميدانيا، أعلنت قوات الجيش اليمني في محافظة تعز، ثالث كبرى المدن اليمنية التي تشهد معارك عنيفة منذ ما يقارب العامين، عن مقتل العشرات من ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية، وإصابة العشرات، في اشتباكات في مختلف الجبهات بالمحافظة.
وشنت ميليشيات الحوثي وصالح، أمس، قصفها العنيف بمختلف أنواع الأسلحة على أحياء الكمب وثعبات والعسكري وصالة، شرق المدينة، ومحيط جبل الهان والضباب، غربا، إلى جانب عدد من الأحياء السكنية الواقعة شمال وجنوب مدينة تعز.
وقال العقيد الركن منصور الحساني، المتحدث باسم المجلس العسكري في تعز: «رغم الحشد الهائل لميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية وآلة الدمار؛ تواصل قوات الجيش كسر هجوم الميليشيات الانقلابية الذي تشنه في جميع الجبهات، وتحديدا في (الضباب)، ليتحول هجومهم إلى هجوم مضاد».
وأضاف الحساني أن «الجيش اليمني يواصل تقدمه ومطاردة الميليشيات الهاربة التي تكبدت خسائر بشرية ومادية».
وفي الجبهة الشرقية، تمكنت قوات الجيش من التقدم في حي «الكمب»، وتطهير عدد من المباني والسيطرة على مدرسة الأمجاد القريبة من مستشفى الكندي، كما دارت معارك عنيفة قرب معسكر التشريفات، وتمكنت القوات من دحر تسلل لعناصر الميلشيات شرق موقع المكلل، وأجبرت على الفرار، وفقا للمركز الإعلامي للقوات المسلحة.
وتمكنت قوات الجيش اليمني والقوات الموالية لها في المحورين الشمالي والغربي من كسر هجوم شنته ميليشات الحوثي وصالح مصحوبًا بقصف كثيف على معسكر الدفاع الجوي، شمال غربي المدينة، كما دارت مواجهات عنيفة في منطقتي مدارات وغراب، خلف مقر اللواء 35 مدرع، غرب المدينة، في محاولة من الميليشيات الانقلابية التقدم نحو مواقع الجيش.
ويأتي ذلك بعدما تكمنت قوات الجيش اليمني من تطهير التبة السوداء والخلوة والشجرة من الميليشيات الانقلابية غرب جبل هان باتجاه الربيعي، غرب المدينة.
ويسود الهدوء الحذر في جبهة الصلو الريفية، جنوب المحافظة، عقب مواجهات استمرت لساعات، فيما تواصل الميليشيات الانقلابية قصفها العشوائي لقرى الصعيد والهياج والأنكاب بمديرية الصلو، جنوب تعز.
كما شهدت جبهة الوازعية (غرب تعز) مواجهات استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة في المنصورة والأغبرة، بعد وصول أطقم عسكرية للميليشيات محملة بأفراد وعتاد عسكري للميليشيات الانقلابية.
وعلى صعيد متصل، أعلنت اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن، مواصلة عملها ونزولها الميداني لمقابلة الضحايا في مديريات محافظة تعز وسط البلاد، وذلك بعد وصول عدد من البلاغات.
وقالت عضو اللجنة، إشراق المقطري، إن «اللجنة نزلت إلى مديرية المسراخ (جنوب تعز)، بعد وصول عدد من البلاغات بوجود أنواع عدة من الانتهاكات، ورصد الفريق ووثق الانتهاكات، حيث زرنا المديرية واطلعنا على أشكال الدمار ومقابلة ضحايا الألغام وصواريخ الكاتيوشا ومقذوفات أخرى».
وأوضحت المقطري أن ذلك يأتي «ضمن برنامج اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات حقوق الإنسان في محافظة تعز، إضافة إلى بقية المناطق والمحافظات التي تم زيارتها في الأسبوع الماضي».
وبدوره، قال عضو لجنة التحقيق في محافظة تعز، توفيق الشعبي، إن «مديرية المسراخ إحدى المناطق التي تعرضت لانتهاكات جسيمة وخطيرة لحقوق الإنسان». ودعا الضحايا وأسرهم إلى «تقديم بلاغاتهم وشكاواهم عبر إدارة الأمن أو مقر اللجنة الوطنية من أجل استكمال إجراءات التحقيق في الانتهاكات وترتيب الملفات الخاصة بملاحقة مرتكبي هذه الانتهاكات، في حين أصبح لدى اللجنة الوطنية مقر لها في مدينة تعز».
إنسانيا، وبينما تشتعل المعارك في جميع جبهات القتال بتعز، في ظل تقدم قوات الجيش اليمني والقوات الموالية لها والمسنودة بغطاء جوي من طيران التحالف العربي، تواصل ميليشيات الحوثي وصالح، حصارها المطبق على جميع مداخل تعز، وتمنع دخول المواد الطبية والدوائية والغذائية والمساعدات الإغاثية، وما يدخل المدينة عبر طرق وعرة أو عبر طريق الضباب، غرب المدينة، الذي تمكنت قوات الجيش اليمني من كسر الحصار جزئيا عن ذلك المنفذ في 18 أغسطس (آب) الماضي، في عملية عسكرية، فيما تواصل الميليشيات إغلاق معبر غراب، غرب المدينة.
ويعد طريق الضباب، الشريان الواصل بين مدينة تعز ومدينة عدن الجنوبية، عن طريق المرور بقرى الحُجرية مرورا بمدينة التربة.
وفي ظل استمرار الميليشيات الانقلابية بتهجير أهالي مديرية الصلو، جنوب المدينة، أعلن ائتلاف الإغاثة الإنسانية في تعز تسييره قافلة إغاثية للنازحين من أبناء المديرية.
إلى ذلك، تمكنت قوات الجيش من التقدم في منفذ علب المحاذي للحدود السعودية واسترجاع أربعة مواقع كانت تحت سيطرة الميليشيا الانقلابية. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) عن محافظ صعدة هادي طرشان أن المواجهات أسفرت عن مصرع 20 من ميليشيات الحوثي وصالح ووقوع أسرى في أيدي الجيش.
وبهذا التقدم أصبح المنفذ الحدودي في مرمى نيران الجيش، فضلا عن محاصرة تحركات الميليشيا الانقلابية في كافة المواقع المحيطة به.
وتشكل السيطرة على هذه المواقع إسنادا كبيرا لجبهة البقع التي لا تزال تدور فيها معارك عنيفة مع الميليشيات وتعزز فرص الجيش في التقدم نحو معقل الحوثيين.



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.