الصمت.. سمة المنظمات الحقوقية الدولية إزاء استهداف الحوثيين للمدنيين في السعودية

العليي لـ «الشرق الأوسط»: لا نعلم إلى متى هذا السكوت عن هذه المجازر

إطفائي من الدفاع المدني قرب موقع سقطت فيه مقذوفات حوثية على نجران جنوب السعودية (واس)
إطفائي من الدفاع المدني قرب موقع سقطت فيه مقذوفات حوثية على نجران جنوب السعودية (واس)
TT

الصمت.. سمة المنظمات الحقوقية الدولية إزاء استهداف الحوثيين للمدنيين في السعودية

إطفائي من الدفاع المدني قرب موقع سقطت فيه مقذوفات حوثية على نجران جنوب السعودية (واس)
إطفائي من الدفاع المدني قرب موقع سقطت فيه مقذوفات حوثية على نجران جنوب السعودية (واس)

تواصل الميليشيات الحوثية وقوات الرئيس صالح استهداف المدنيين في المدن الحدودية السعودية بشكل عشوائي لإحداث أكبر قدر من الخسائر البشرية في صفوف السكان الأبرياء من النساء والأطفال والشيوخ الآمنين في منازلهم.
ويتساءل حقوقيون وناشطون عن سر الصمت المريب للمنظمات الإنسانية والحقوقية الدولية عن إدانة هذه الجرائم المستمرة للميليشيات الحوثية في قتل المدنيين بشكل ممنهج، في الوقت الذي تصدر فيه هذه المنظمات عشرات البيانات في مناطق أخرى.
وكان آخر هذه العمليات العشوائية للميليشيات الحوثية وحلفائهم من قوات المخلوع صالح هو استهداف مجمع تجاري في نجران قبل يومين، الأمر الذي أدى إلى وفاة مقيم يمني وإصابة سبعة أشخاص آخرين بجروح مختلفة.
وأوضح همدان العليي الكاتب السياسي اليمني أن الميليشيات الحوثية وحلفاءها لا تحرص على حياة الإنسان سواء كان مدنيا، عسكريا، رجلا، امرأة، كبيرا أو صغيرا، وأضاف: «لهذا لا تتأخر عن قصف المدن المكتظة بالمدنيين والأسواق والمدارس والمستشفيات، وهذا يحدث كثيرًا داخل اليمن، وليس غريبًا أن يحدث كذلك في المناطق الحدودية السعودية، سواء نجران أو غيرها».
ويؤكد العليي، الناشط كذلك في المجال الحقوقي والإنساني، أن جماعة الحوثيين لا تحمل أخلاق الحروب، وتستهدف كل ما هو أمامها ويقف ضد طموحها، في المقابل يتحدث همدان عن ضعف شديد في تناول هذه الانتهاكات من قبل المنظمات الدولية الحقوقية والإنسانية، ويتساءل: «لا نعلم إلى متى هذا الصمت عن المجازر التي ترتكبها الجماعة الحوثية داخل اليمن أو في المناطق الحدودية السعودية».
وكان الدفاع المدني السعودي أعلن عن وفاة مقيم من الجنسية اليمنية وإصابة سبعة أشخاص آخرين بعد سقوط مقذوف صاروخي بالقرب من مجمع نجران مول التجاري بحي الأمير مشعل بنجران.
وأوضح النقيب عبد الخالق القحطاني المتحدث الرسمي لمديرية الدفاع المدني بمنطقة نجران أن رجال الدفاع المدني باشروا مساء أول من أمس بلاغًا عن سقوط مقذوفات عسكرية أطلقتها عناصر حوثية من داخل الأراضي اليمنية على مجمع تجاري بمدينة نجران، مما نتج عنه وفاة مقيم من الجنسية اليمنية، وإصابة سبعة مقيمين آخرين، حيث تم نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج، وقد باشرت الجهات المعنية تنفيذ الإجراءات المعتمدة في مثل هذه الحالات.
وعما إذا كانت الميليشيات الحوثية تلجأ للقصف العشوائي على المدنيين بشكل ممنهج ومتعمد، يقول همدان العليي إن هذه الجماعة تستهدف المدنيين في كل الأحوال سواء في حال انتصارها أو هزيمتها، وأردف: «عندما تستولي هذه الجماعة على قرية داخل اليمن أول ما تقوم به هو تفجير منازل المواطنين وبث الرعب في صفوف الناس، بل يقوم بعضهم بتفجير المنازل على رؤوس قاطنيها، وبالتالي سواء انتصرت أو هزمت هي تستمر في ممارسة هذه الجرائم بحق المدنيين».
وبحسب إحصائيات سابقة أعلنها التحالف العربي في فبراير (شباط) الماضي، قتل أكثر من 375 مدنيًا، بينهم 63 طفلاً جراء سقوط قذائف وصواريخ أطلقها الحوثيون وقوات صالح على بلدات وقرى حدودية بالمملكة، منذ بدء الحملة العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن في أواخر مارس (آذار) 2014.
ووفقًا للتحالف العربي، أطلقت الميليشيات الحوثية وقوات الجيش اليمني الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح أكثر من 40 ألف مقذوف عبر الحدود منذ أن بدأت الحرب، منها قرابة 130 قذيفة مورتر و15 صاروخًا على مواقع حدودية سعودية في يوم واحد فقط.



بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.