رغم عدم وضوح الصورة النهائية لمؤتمر «معارضة الداخل» بالنسبة إلى بعض الجهات التي يتم التداول باسمها على أنها مشاركة، فإنه ومن خلال بعض التصريحات والمعلومات بات شبه مؤكد أن المؤتمر سيعقد في نهاية شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، وهو ما تعتبره المعارضة السورية «محاولة لشق صفوف الهيئة العليا التفاوضية والالتفاف على مقررات (مؤتمر الرياض) من قبل روسيا التي تعمل على هذا الأمر منذ فترة».
وفي وقت كان منسق هيئة التنسيق حسن عبد العظيم قد أكّد فيه انعقاد المؤتمر في دمشق، إن سمحت الظروف، بحسب ما أعلن في حديث لصحيفة «الوطن» المقربة من النظام، نقلت وكالة «آكي» الإيطالية، أمس، عن مصادر من المدعوين للاجتماع قولهم، إن «روسيا تسعى بالاتفاق مع مجموعة من المعارضة السورية لعقد مؤتمر موسّع يجمع ممثلي السلطة والمعارضة في مختلف مكوناتها، بهدف خلق واقع جديد، واستعدادًا لولاية الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، على أن يتم عقده في نطاق مطار دمشق الدولي، وإن تعذّر ذلك فإنه سيُعقد في القاهرة».
وفي حين اعتبرت مصادر في الائتلاف أن عقد المؤتمر في القاهرة سيشكّل إحراجا للمعارضة المتمثلة بالائتلاف لا سيما لجهة علاقتها ببعض الشخصيات المحسوبة على مصر، قال المتحدث باسم الهيئة العليا التفاوضية، رياض نعسان آغا، لـ«الشرق الأوسط»، إن «عبد العظيم الذي هو أحد أعضاء الهيئة العليا لم يبلغ الهيئة بأي خطوة مثل هذه، وأن هذا الموضوع إذا صحّت المعلومات المتداولة بشأنه فسيتم البحث فيه في الاجتماع المقبل للهيئة».. فيما اعتبرت مصادر الائتلاف أن «هذه الخطوة تعتبر انشقاقا من قبل عبد العظيم عن الهيئة».
ووفق مصادر وكالة «آكي» فإن المشاركين في الإعداد لفكرة المؤتمر هم هيئة التنسيق الوطنية، وقدري جميل أمين حزب الإرادة الشعبية وممثل مؤتمر موسكو والمقرب من روسيا، وهيثم مناع رئيس تيار قمح، وأحمد معاذ الخطيب الرئيس الأسبق لائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية، وصالح المسلم رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، بالإضافة إلى بعض الضباط ورجال الأعمال المحسوبين على المعارضة السورية والمقربين من القاهرة وموسكو. ويُشارك أيضًا من داخل سوريا في التحضير لهذا المؤتمر، فاتح جاموس، وهو من ائتلاف قدري جميل، ومحمود مرعي المنشق السابق عن هيئة التنسيق.
وبحسب المصادر، فإن هدف المؤتمر الأساسي الذي يبحث فيه القائمون عليه هو «تحديد الخطوط العريضة للاتفاق على دستور جديد، وتشكيل حكومة وحدة وطنية وإجراء انتخابات تشريعية».
وفي هذا الاطار، يقول عضو الائتلاف سمير نشارلـ "الشرق الأوسط" "لطالما كانت تدعو روسيا لعقد حوار بين النظام والمعارضة من دون أطر دولية وبالتالي الوصول الى حكومة وحدة وطنية وهو الأمر الذي نرفضه مع تأكيدنا على ان هذا الامر يعني انتصار للنظام ورئيسه بشار الأسد الذي سيستمر نتيجتها في السلطة، ، مشددا على انّ «المعارضة لن تقبل بهذا الأمر، لأن عنوانها الرئيسي إزاحة الأسد عن السلطة، وهي أن قدمت بعض التنازلات إنما لم ولن تتنازل عن هذا المطلب». ورأى أن موسكو بهذه الخطوة عبر دعوة المعارضة للاجتماع تحاول من خلال المجموعات الصغيرة المنشقة خصوصا في ظل الوضع السوري الحالي، تكوين قطب تقدمه كمعارضة. وأضاف أن «دخول هيئة التنسيق التي تدعو للمؤتمر، على هذا الخط يعني أيضا فرط عقد الهيئة العليا للمفاوضات التي تشكّل الهيئة جزءا منها، وبالتالي تحقيق هدف روسيا وبعض الجهات الدولية». هذا الأمر، ردّ عليه قدري جميل، بالقول: «إن الهيئة العليا هي أساسا منحلة». وقال في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن فكرة المؤتمر التي دعت إليه هيئة التنسيق «لا تزال غير ناضجة بشكل نهائي، إنما هي جيدة وتستحق النجاح». وأضاف أن الفكرة تهدف إلى تكوين قطب معارض وطني ديمقراطي يسعى للحل السياسي. ورغم تأكيده أن جدول أعمال اللقاء غير نهائي، شدّد على أن البديل المطروح لأي حل في سوريا هو تنفيذ القرار الدولي رقم «2254» الذي دعا إلى عقد مفاوضات رسمية للانتقال السياسي في سوريا والتوصل إلى تسوية سياسية دائمة.
وفي وقت نفت فيه بعض الشخصيات التي يتم التداول باسمها للمشاركة في الاجتماع، علمها بالأمر، منهم جهاد المقدسي، ورئيس الائتلاف السابق أحمد الجربا، رجّح نشار، مشاركتهما، انطلاقا من علاقاتهم ببعض الأطراف الدولية والعربية. بينما أكد معاذ الخطيب في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أنّه لم يدع إلى مؤتمر مثل هذا، وكل المعلومات التي وصلت إليه كانت عبر الإعلام. مضيفا: «نؤمن بالحل السياسي، وبأن أي لقاء لا يكون مراعيا وضع الشعب السوري وآلامه لن يكتب له النجاح»، مضيفا: «من هنا نرى أنه إذا كان النظام مستعدا لتغيير خطّه فقد تكون هناك أرضية لأي حلّ، أما إذا استمر بسياسته السياسية والعسكرية فعندها لن تكون هناك نتيجة لأي لقاء».
من جهته، عقد قدري جميل، اجتماعا يوم أوّل من أمس، مع نائب وزير الخارجية الروسية، ميخائيل بوغدانوف في موسكو، بحسب ما أعلنت الخارجية الروسية في بيان لها، مشيرة إلى أن المباحثات بين الطرفين ركزت على الوضع الحالي في سوريا، مع تأكيد ألا بديل عن الحل السياسي للأزمة السورية وعن تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي «2254»، وغيره من القرارات ذات الصلة، والبيانات الصادرة عن المجموعة الدولية لدعم سوريا، وبيان جنيف بتاريخ 30 يونيو (حزيران) 2012.
مؤتمر لـ«معارضة الداخل» في دمشق.. والائتلاف: محاولة روسية لإنهاء «الهيئة التفاوضية»
مدعوم من موسكو لتشكيل «قطب جديد» يشارك في المرحلة الانتقالية
مؤتمر لـ«معارضة الداخل» في دمشق.. والائتلاف: محاولة روسية لإنهاء «الهيئة التفاوضية»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة