«اكتناز الدولار» يهبط بالجنيه المصري 16 %

تخطى 17 جنيهًا في يومين

عامل مصري يزود سيارة بالوقود في القاهرة (أ.ف.ب)
عامل مصري يزود سيارة بالوقود في القاهرة (أ.ف.ب)
TT

«اكتناز الدولار» يهبط بالجنيه المصري 16 %

عامل مصري يزود سيارة بالوقود في القاهرة (أ.ف.ب)
عامل مصري يزود سيارة بالوقود في القاهرة (أ.ف.ب)

واصلت العملة المصرية تراجعها أمس الاثنين في السوق الرسمية لتهبط أدنى 17 جنيها أمام الدولار بنسبة 15.8 في المائة منذ التعويم، في ظل إحجام المتعاملين عن بيع العملة الأميركية التي تحتاجها البلاد بشدة لتغطية الواردات.
وتعاني البلاد من شح في الدولار، نتيجة تراجع إيرادات السياحة والاستثمارات الأجنبية وإيرادات قناة السويس وتحويلات المصريين في الخارج، الموارد الرئيسية للعملة الأجنبية في البلاد؛ مما أدى إلى اكتنازها من جانب البعض للاستفادة من فروق الأسعار بين السوق الموازية والرسمية وقتها.
وقرر البنك المركزي المصري تعويم الجنيه، الخميس الماضي، ورفع أسعار الفائدة بواقع 300 نقطة أساس لاستعادة التوازن بأسواق العملة وأعاد العمل بسوق العملة فيما بين البنوك. وهو ما دفع بنكي الأهلي ومصر –أكبر البنوك الحكومية في البلاد - إلى طرح شهادات بفائدة 20 في المائة.
وتهدد أسعار الفائدة العالية الحالية، شهادات استثمار قناة السويس، التي جمعت مصر منها نحو 64 مليار جنيه في ثمانية أيام سبتمبر (أيلول) عام 2014، لتمويل فتح معبر جديد في القناة التي تعتبر شريانًا مهمًا لحركة التجارة العالمية.
وسرعان ما اتخذت وزارة المالية قرارًا أمس بزيادة الفائدة على شهادات قناة السويس من 12 في المائة إلى 15.5 في المائة للأعوام الثلاثة المتبقية.
وأعلن‮ ‬عمرو الجارحي‮ ‬وزير المالية عن رفع فائدة شهادات استثمار قناة السويس إلى‮ ‬15.5٪‮ ‬ للأعوام الثلاثة المتبقية من فترة الشهادات‮. ‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
وقال عمرو الجارحي وزير المالية في بيان حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إن «هذا القرار تم اتخاذه بالتشاور والتنسيق مع الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس وطارق عامر محافظ البنك المركزي‮ ‬المصري»‮. ‬‬‬‬‬وستكلف الزيادة الجديدة في فائدة شهادات قناة السويس نحو 2.2 مليار جنيه سنويًا.‬‬‬‬‬‬
على صعيد آخر، قال جان مارك هاريون الرئيس التنفيذي لشركة أورنج مصر للاتصالات، إن «تعويم الجنيه المصري جاء في الوقت المناسب.. ولكننا تحوطنا من تأثيراته المتوقعة على المدى القريب». مؤكدًا: «نلتزم بالاستثمار في مصر رغم التحديات.. إذ إن مصر إحدى أرخص ثلاث دول في العالم في مجال الاتصالات». وأضاف مارك في مؤتمر صحافي عقد في القاهرة لإعلان تفاصيل خدمات الجيل الرابع أمس الاثنين: «الشركة استثمرت نحو 32 مليار جنيه في السوق المصرية، وتنوي استثمار 2.5 مليار جنيه سنويًا لتحسين وتطوير شبكاتها»، مشيرًا إلى المنافسة مع الشركات العاملة في مصر مثل «اتصالات» و«فودافون» و«المصرية» تزيد السوق زخمًا لصالح المستهلك.
وأوضح أن «خدمات الجيل الرابع ستكتمل خلال ثلاثة أشهر، لتصل السرعة المقررة إلى 90 ميغابايت لكل ثانية، أي عشرة أضعاف السرعة الحالية».



إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
TT

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

أعلن وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي، المهندس صالح الجاسر، عن تحقيق الموانئ تقدماً كبيراً بإضافة 231.7 نقطة في مؤشر اتصال شبكة الملاحة البحرية، وفق تقرير «مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)» لعام 2024، إلى جانب إدخال 30 خطاً بحرياً جديداً للشحن.

كما كشف عن توقيع عقود لإنشاء 18 منطقة لوجيستية باستثمارات تتجاوز 10 مليارات ريال (2.6 مليار دولار).

جاء حديث المهندس الجاسر خلال افتتاح النسخة السادسة من «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»، في الرياض، الذي يهدف إلى تعزيز التكامل بين أنماط النقل ورفع كفاءة الخدمات اللوجيستية، ويأتي ضمن مساعي البلاد لتعزيز موقعها مركزاً لوجيستياً عالمياً.

وقال الوزير السعودي، خلال كلمته الافتتاحية في المؤتمر، إن «كبرى الشركات العالمية تواصل إقبالها على الاستثمار في القطاع اللوجيستي؛ من القطاع الخاص المحلي والدولي، لإنشاء عدد من المناطق اللوجيستية».

يستضيف المؤتمر، الذي يقام يومي 15 و16 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، عدداً من الخبراء العالميين والمختصين، بهدف طرح التجارب حول أفضل الطرق وأحدث الممارسات لتحسين أداء سلاسل الإمداد ورفع كفاءتها. كما استُحدثت منصة تهدف إلى تمكين المرأة في القطاع من خلال الفرص التدريبية والتطويرية.

وأبان الجاسر أن منظومة النقل والخدمات اللوجيستية «ستواصل السعي الحثيث والعمل للوصول بعدد المناطق اللوجيستية في السعودية إلى 59 منطقة بحلول 2030، من أصل 22 منطقة قائمة حالياً، لتعزيز القدرة التنافسية للمملكة ودعم الحركة التجارية».

وتحقيقاً لتكامل أنماط النقل ورفع كفاءة العمليات اللوجيستية، أفصح الجاسر عن «نجاح تطبيق أولى مراحل الربط اللوجيستي بين الموانئ والمطارات والسكك الحديدية بآليات وبروتوكولات عمل متناغمة؛ لتحقيق انسيابية حركة البضائع بحراً وجواً وبراً، بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، ودعم العمليات والخدمات اللوجيستية وترسيخ مكانة المملكة مركزاً لوجيستياً عالمياً».

وخلال جلسة بعنوان «دور الازدهار اللوجيستي في تعزيز أعمال سلاسل الإمداد بالمملكة وتحقيق التنافسية العالمية وفق (رؤية 2030)»، أضاف الجاسر أن «الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار)» تعمل على تنفيذ ازدواج وتوسعة لـ«قطار الشمال» بما يتجاوز 5 مليارات ريال (1.3 مليار دولار)، وذلك مواكبةً للتوسعات المستقبلية في مجال التعدين بالسعودية.

إعادة التصدير

من جهته، أوضح وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، أن السعودية سجلت في العام الحالي صادرات بلغت 61 مليار ريال (16.2 مليار دولار) من قطاع إعادة التصدير، بنمو قدره 23 في المائة مقارنة بالعام الماضي، «وهو ما تحقق بفضل البنية التحتية القوية والتكامل بين الجهات المعنية التي أسهمت في تقديم خدمات عالية الكفاءة».

وأشار، خلال مشاركته في جلسة حوارية، إلى أن شركة «معادن» صدّرت ما قيمته 7 مليارات ريال (1.8 مليار دولار) من منتجاتها، «وتحتل السعودية حالياً المركز الرابع عالمياً في صادرات الأسمدة، مع خطط لتحقيق المركز الأول في المستقبل».

جلسة حوارية تضم وزير النقل المهندس صالح الجاسر ووزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف (الشرق الأوسط)

وبين الخريف أن البلاد «تتمتع بسوق محلية قوية، إلى جانب تعزيز الشركات العالمية استثماراتها في السعودية، والقوة الشرائية الممتازة في منطقة الخليج»، مما يرفع معدلات التنمية، مبيناً أن «قوة السعودية في المشاركة الفاعلة بسلاسل الإمداد تأتي بفضل الموارد الطبيعية التي تمتلكها. وسلاسل الإمداد تساهم في خفض التكاليف على المصنعين والمستثمرين، مما يعزز التنافسية المحلية».

وفي كلمة له، أفاد نائب رئيس «أرامكو السعودية» للمشتريات وإدارة سلاسل الإمداد، المهندس سليمان الربيعان، بأن برنامج «اكتفاء»، الذي يهدف إلى تعزيز القيمة المُضافة الإجمالية لقطاع التوريد في البلاد، «أسهم في بناء قاعدة تضم أكثر من 3 آلاف مورد ومقدم خدمات محلية، وبناء سلاسل إمداد قوية داخل البلاد؛ الأمر الذي يمكّن الشركة في الاستمرار في إمداد الطاقة بموثوقية خلال الأزمات والاضطرابات في الأسواق العالمية».

توقيع 86 اتفاقية

إلى ذلك، شهد «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية» في يومه الأول توقيع 86 اتفاقية؛ بهدف تعزيز أداء سلاسل الإمداد، كما يضم معرضاً مصاحباً لـ65 شركة دولية ومحلية، بالإضافة إلى 8 ورشات عمل تخصصية.

جولة لوزيرَي النقل والخدمات اللوجيستية والصناعة والثروة المعدنية في المعرض المصاحب للمؤتمر (الشرق الأوسط)

وتسعى السعودية إلى لعب دور فاعل على المستوى العالمي في قطاع الخدمات اللوجيستية وسلاسل التوريد، حيث عملت على تنفيذ حزمة من الإصلاحات الهيكلية والإنجازات التشغيلية خلال الفترة الماضية، مما ساهم في تقدمها 17 مرتبة على (المؤشر اللوجيستي العالمي) الصادر عن (البنك الدولي)، وساعد على زيادة استثمارات كبرى الشركات العالمية في الموانئ السعودية».