معركة الموصل تدخل أسبوعها الثالث وسط تباين في المواقف وموازين القوى

المسافات التي تفصل القطعات العسكرية عن المدينة تتراوح ما بين 18 و41 كيلومترا

معركة الموصل تدخل أسبوعها الثالث وسط تباين في المواقف وموازين القوى
TT

معركة الموصل تدخل أسبوعها الثالث وسط تباين في المواقف وموازين القوى

معركة الموصل تدخل أسبوعها الثالث وسط تباين في المواقف وموازين القوى

دخلت معركة الموصل أسبوعها الثالث وسط تباين واضح في المواقف السياسية وموازين القوى على الأرض بين مختلف القطعات العسكرية المشاركة فيها. وفيما أكد الخبير العسكري العراقي المتخصص العميد المتقاعد ضياء الوكيل «وجود تفاوت واضح في تقدم القوات العسكرية نحو أهدافها ضمن الخطط العسكرية الموضوعة واستنادا إلى المحاور التي تتحرك فيها كل قوة عسكرية» فإن قائد حرس نينوى ومحافظ نينوى السابق أثيل النجيفي يرى أن «التحالف الدولي لم يعد مستعدا للاستمرار في تقديم الدعم العسكري إلى العراق في إطار معركة قد لا تبدو نتائجها السياسية مضمونة».
هذا التباين في المواقف وفي موازين القوى في المعركة التي تقف فيها القوات العراقية على مشارف مدينة الموصل التي يقطنها حتى الآن أكثر من مليون ونصف المليون نسمة يعكس حيرة الجميع في الكيفية التي سيتم فيها التعاطي مع الصفحة التالية من المعركة في ظل تراجع كبير في دعم التحالف الدولي. لكن الخبير العسكري الوكيل يقول لـ«الشرق الأوسط» إن «الحديث عن توقف أو تراجع الدعم الجوي من قبل التحالف الدولي لا يزال غير واضح المعالم حيث لم يتم الإعلان عنه بشكل رسمي سواء من قبل التحالف الدولي أو من قبل الحكومة العراقية باستثناء الإشارة من قبل التحالف الدولي إلى أن هناك توقفا بهدف إعادة تقييم الموقف العسكري ومستلزمات عسكرية أخرى تفرضها في الكثير من الأحيان سياقات الحروب بما في ذلك إعادة التزود بالعتاد والوقود وإخلاء القتلى والجرحى وما إلى ذلك من سياقات برغم أن الموضوع في النهاية لا يكاد يخلو من البعد السياسي».
وعلى ضوء مجريات المعركة يقول الوكيل إن «هناك تفاوتا في عملية التقدم من قبل القطعات العسكرية في مختلف محاور القتال لا سيما المحورين الشرقي والغربي حيث إنه في الوقت الذي يمكن فيه القول: إن القطعات وصلت إلى أهدافها قسم منها عن طريق المناورة والالتفاف أو الحصار والتطويق ومن ثم التقدم فإن القطعات في الجانب الغربي لا تزال بعيدة في بعض القواطع عن أهدافها». ويشير الوكيل إلى أن «المرحلة الأولى لم تكتمل بعد وحين تكتمل القوات وتصل كل القطعات المكلفة بالمهام يمكن الحديث عن المرحلة التالية وهي اقتحام المدينة علما بأن هناك تفاوتا في المسافات التي تقف فيها القطعات عن مركز الموصل يصل بعضها إلى 41 كم وهناك 18 كم وبعضها 23 كم».
من جهته وفي تصريح منفصل لـ«الشرق الأوسط» يقول أثيل النجيفي الذي يقود «حرس نينوى» الذي تولت تركيا تدريبه إن «البعد السياسي بات هو الأبرز الآن على صعيد موازين القوى وهو الذي جعل الأميركيين يعيدون حساباتهم سواء بالتصريح أو التلميح»، مشيرا إلى أن «الأميركيين وبعد أن تراجعوا تراجعا واضحا في دعم المعركة باتوا يشعرون أن خطواتهم في الموصل لا تقف على أرض صلبة حيث إنهم باتوا يحاولون الجذب والدفع في الوضع العسكري لأنهم يريدون معرفة موقف بغداد من مرحلة ما بعد الموصل لا سيما الموقف من أميركا في ظل عداء معلن لأطراف عراقية معروفة للولايات المتحدة بالإضافة إلى مستقبل الموصل والمكونات التي يريد الغرب حمايتها وغيرها من الأسئلة التي لا بد من الإجابة عليها أولا».
ميدانيا وطبقا لما أعلنته خلية الإعلام الحربي فإنه تم تحرير قرية علي رش، جنوب شرقي الموصل ورفع العلم العراقي فوق مبانيها. كما أعلنت قيادة الشرطة الاتحادية عن مقتل 747 عنصرا من «داعش» وتحرير 61 قرية منذ بدء عملياتها لتحرير الموصل ضمن المحور الجنوبي. وقال قائد الشرطة الفريق رائد شاكر جودت في بيان إن مجمل خسائر «داعش» منذ انطلاق عمليات تحرير نينوى ضمن المحور الجنوبي وحتى أمس كان 747 قتيلا واستعادة السيطرة على 61 قرية وتحرير 1400كم مربع وإخلاء 1396 عائلة نازحة. وأشار إلى أن «القوات الأمنية ألقت القبض أيضا على 88 إرهابيا، ودمرت العمليات 164 عجلة مفخخة و42 عجلة مسلحة و61 حزاما ناسفا و47 دراجة نارية ملغمة». وأكد جودت أن «قوات الشرطة استولت على 25 عجلة مختلفة للعدو و170 قطعة سلاح متنوعة و13 معملا للتفخيخ وتفكيك 1066 عبوة ناسفة».



هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
TT

هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

أثارت تقارير عن تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري (HMPV) في الصين قلقاً متزايداً بشأن إمكانية تحوله إلى وباء عالمي، وذلك بعد 5 سنوات من أول تنبيه عالمي حول ظهور فيروس كورونا المستجد في ووهان بالصين، الذي تحول لاحقاً إلى جائحة عالمية أسفرت عن وفاة 7 ملايين شخص.

وأظهرت صور وفيديوهات انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي في الصين أفراداً يرتدون الكمامات في المستشفيات، حيث وصفت تقارير محلية الوضع على أنه مشابه للظهور الأول لفيروس كورونا.

وفي الوقت الذي تتخذ فيه السلطات الصحية تدابير طارئة لمراقبة انتشار الفيروس، أصدر المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها بياناً، يوضح فيه معدل الوفيات الناتج عن الفيروس.

وقال المركز، الجمعة، إن «الأطفال، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، وكبار السن، هم الفئات الأكثر تعرضاً لهذا الفيروس، وقد يكونون أكثر عرضة للإصابة بعدوى مشتركة مع فيروسات تنفسية أخرى».

وأشار إلى أن الفيروس في الغالب يسبب أعراض نزلات البرد مثل السعال، والحمى، واحتقان الأنف، وضيق التنفس، لكن في بعض الحالات قد يتسبب في التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي في الحالات الشديدة.

وحاولت الحكومة الصينية التقليل من تطور الأحداث، مؤكدة أن هذا التفشي يتكرر بشكل موسمي في فصل الشتاء.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، الجمعة: «تعد العدوى التنفسية شائعة في موسم الشتاء»، مضيفةً أن الأمراض هذا العام تبدو أقل حدة وانتشاراً مقارنة بالعام الماضي. كما طمأنت المواطنين والسياح، مؤكدة: «أستطيع أن أؤكد لكم أن الحكومة الصينية تهتم بصحة المواطنين الصينيين والأجانب القادمين إلى الصين»، مشيرة إلى أن «السفر إلى الصين آمن».

فيروس «الميتانيمو» البشري

يُعد «الميتانيمو» البشري (HMPV) من الفيروسات التي تسبب التهابات الجهاز التنفسي، ويؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار، ويسبب أعراضاً مشابهة للزكام والإنفلونزا. والفيروس ليس جديداً؛ إذ اكتُشف لأول مرة عام 2001، ويُعد من مسببات الأمراض التنفسية الشائعة.

ويشير أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بجامعة «مصر الدولية»، الدكتور إسلام عنان، إلى أن نسبة انتشاره تتراوح بين 1 و10 في المائة من الأمراض التنفسية الحادة، مع كون الأطفال دون سن الخامسة الأكثر عرضة للإصابة، خاصة في الحالات المرضية الشديدة. ورغم ندرة الوفيات، قد يؤدي الفيروس إلى مضاعفات خطيرة لدى كبار السن وذوي المناعة الضعيفة.

أفراد في الصين يرتدون الكمامات لتجنب الإصابة بالفيروسات (رويترز)

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الفيروس ينتشر على مدار العام، لكنه يظهر بشكل أكبر في فصلي الخريف والشتاء، ويمكن أن يُصاب الأشخاص به أكثر من مرة خلال حياتهم، مع تزايد احتمالية الإصابة الشديدة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

وأوضح أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي الناتج عن السعال أو العطس، أو من خلال ملامسة الأسطح الملوثة ثم لمس الفم أو الأنف أو العينين. وتشمل أعراضه السعال واحتقان الأنف والعطس والحمى وصعوبة التنفس (في الحالات الشديدة)، وتُعد الأعراض مختلفة عن فيروس كورونا، خاصة مع وجود احتقان الأنف والعطس.

هل يتحول لجائحة؟

كشفت التقارير الواردة من الصين عن أن الارتفاع الحالي في الإصابات بالفيروس تزامن مع الطقس البارد الذي أسهم في انتشار الفيروسات التنفسية، كما أن هذه الزيادة تتماشى مع الاتجاهات الموسمية.

وحتى الآن، لم تصنف منظمة الصحة العالمية الوضع على أنه حالة طوارئ صحية عالمية، لكن ارتفاع الحالات دفع السلطات الصينية لتعزيز أنظمة المراقبة.

في الهند المجاورة، طمأن الدكتور أتول غويل، المدير العام لخدمات الصحة في الهند، الجمهور قائلاً إنه لا داعي للقلق بشأن الوضع الحالي، داعياً الناس إلى اتخاذ الاحتياطات العامة، وفقاً لصحيفة «إيكونوميك تايمز» الهندية.

وأضاف أن الفيروس يشبه أي فيروس تنفسي آخر يسبب نزلات البرد، وقد يسبب أعراضاً مشابهة للإنفلونزا في كبار السن والأطفال.

وتابع قائلاً: «لقد قمنا بتحليل بيانات تفشي الأمراض التنفسية في البلاد، ولم نلاحظ زيادة كبيرة في بيانات عام 2024».

وأضاف: «البيانات من الفترة بين 16 و22 ديسمبر 2024 تشير إلى زيادة حديثة في التهابات الجهاز التنفسي الحادة، بما في ذلك الإنفلونزا الموسمية، وفيروسات الأنف، وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV)، و(HMPV). ومع ذلك، فإن حجم وشدة الأمراض التنفسية المعدية في الصين هذا العام أقل من العام الماضي».

في السياق ذاته، يشير عنان إلى أن الفيروس من الصعب للغاية أن يتحول إلى وباء عالمي، فالفيروس قديم، وتحدث منه موجات سنوية. ويضيف أن الفيروس لا يحمل المقومات اللازمة لأن يصبح وباءً عالمياً، مثل الانتشار السريع على المستوى العالمي، وتفاقم الإصابات ودخول المستشفيات بكثرة نتيجة الإصابة، وعدم إمكانية العلاج، أو عدم وجود لقاح. ورغم عدم توافر لقاح للفيروس، فإن معظم الحالات تتعافى بمجرد معالجة الأعراض.

ووافقه الرأي الدكتور مجدي بدران، عضو «الجمعية المصرية للحساسية والمناعة» و«الجمعية العالمية للحساسية»، مؤكداً أن زيادة حالات الإصابة بالفيروس في بعض المناطق الصينية مرتبطة بذروة نشاط فيروسات الجهاز التنفسي في فصل الشتاء.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الصين تشهد بفضل تعدادها السكاني الكبير ومناطقها المزدحمة ارتفاعاً في الإصابات، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة تحول الفيروس إلى تهديد عالمي. وحتى الآن، تظل الإصابات محلية ومحدودة التأثير مقارنة بفيروسات أخرى.

وأوضح بدران أن معظم حالات فيروس «الميتانيمو» تكون خفيفة، ولكن 5 إلى 16 في المائة من الأطفال قد يصابون بعدوى تنفسية سفلى مثل الالتهاب الرئوي.

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

وأكد أنه لا توجد تقارير عن تفشٍّ واسع النطاق للفيروس داخل الصين أو خارجها حتى الآن، مشيراً إلى أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي والاتصال المباشر، لكنه أقل قدرة على الانتشار السريع عالمياً مقارنة بكوفيد-19، ولتحوله إلى جائحة، يتطلب ذلك تحورات تزيد من قدرته على الانتشار أو التسبب في أعراض شديدة.

ومع ذلك، شدّد على أن الفيروس يظل مصدر قلق صحي محلي أو موسمي، خاصة بين الفئات الأكثر عرضة للخطر.

طرق الوقاية والعلاج

لا يوجد علاج محدد لـ«الميتانيمو» البشري، كما هو الحال مع فيروسات أخرى مثل الإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي، حيث يركز العلاج بشكل أساسي على تخفيف الأعراض المصاحبة للعدوى، وفق عنان. وأضاف أنه في الحالات الخفيفة، يُوصى باستخدام مسكنات الألم لتخفيف الأوجاع العامة وخافضات الحرارة لمعالجة الحمى. أما في الحالات الشديدة، فقد يتطلب الأمر تقديم دعم تنفسي لمساعدة المرضى على التنفس، بالإضافة إلى توفير الرعاية الطبية داخل المستشفى عند تفاقم الأعراض.

وأضاف أنه من المهم التركيز على الوقاية وتقليل فرص العدوى باعتبارها الخيار الأمثل في ظل غياب علاج أو لقاح مخصص لهذا الفيروس.

ولتجنب حدوث جائحة، ينصح بدران بتعزيز الوعي بالوقاية من خلال غسل اليدين بانتظام وبطريقة صحيحة، وارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة أو عند ظهور أعراض تنفسية، بالإضافة إلى تجنب الاتصال المباشر مع المصابين. كما يتعين تعزيز الأبحاث لتطوير لقاحات أو علاجات فعّالة للفيروس، إلى جانب متابعة تحورات الفيروس ورصد أي تغييرات قد تزيد من قدرته على الانتشار أو تسبب أعراضاً أشد.