استقبل الرئيس السوداني عمر البشير الرئيس الكيني أوهورو كيناتا الذي وصل البلاد في زيارة رسمية تستغرق يومين، وبرفقته عدد من كبار المسؤولين الكينيين، على رأسهم وزيرة الخارجية أمينة محمد. ويجري الرئيسان مباحثات مشتركة في الخرطوم تستمر حتى اليوم، تختتم بتوقيع عدد من الاتفاقيات الثنائية بين البلدين.
وقال وزير الدولة بالخارجية السودانية كمال إسماعيل، في تصريحات بمطار الخرطوم أمس، إن الرئيس الضيف وصل البلاد في زيارة معد لها من قبل، تتضمن جلسة مباحثات تبحث القضايا المشتركة بين البلدين على المستوى الاقتصادي والثقافي وتبادل الخبرات، وزيارة لمصفاة الخرطوم، كما تبحث الزيارة، وفقًا للمسؤول السوداني، قضية الحرب في جنوب السودان.
وأوضح الوزير أن الزيارة أتت في وقت تشهد فيه القارة الأفريقية عددا من القضايا الحساسة إقليميًا ودوليًا، سيتم بحثها خلال مباحثات الرئيسين. وفيما يتعلق بموقف كينيا من المحكمة الجنائية الدولية، قال الوزير السوداني إن كينيا جزء من الاتحاد الأفريقي الذي قرر رؤساؤه بالإجماع الانسحاب من المحكمة التي تستهدف القادة الأفارقة، وأن قرار انسحاب كينيا منها مسألة وقت، وأنها ستنسحب ضمن الانسحاب الجماعي المقر سلفا من الاتحاد الأفريقي.
وتأتي الزيارة في وقت تشهد فيه قارة أفريقيا سلسلة انسحابات من المحكمة الجنائية الدولية التي أصدرت مذكرتي قبض بحق الرئيس البشير في تهم تتعلق بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة جماعية في إقليم دارفور السوداني.
وقالت وزارة الخارجية السودانية، في بيان باسم المتحدث الرسمي السفير قريب الله خضر، أول من أمس، إن مباحثات الرئيسين ستتضمن الأوضاع في دول المنطقة، وخلق تكامل أدوار يسهم في وقف النزاعات في هذه الدول.
وتأتي زيارة الرئيس كيناتا بعد أيام قلائل من إعلان دول غامبيا وبورندي وجنوب أفريقيا انسحابها من المحكمة الجنائية الدولية التي تأسست في عام 2002، بعد أن اتهمتها بالانحياز ضد القادة الأفارقة، إلى جانب كونها تعاني نقصًا في التعاون من قبل بعض الدول، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية التي لم تصادق على ميثاق روما المكون للمحكمة الكائنة في لاهاي.
كما أوضحت الخارجية أن الزيارة ستشهد توقيع عدد من مذكرات التفاهم والتعاون والاتفاقيات الثنائية بين البلدين، في مجالات الإعلام والثقافة والتعليم والتكنولوجيا والإسكان والتعمير والزراعة والثروة الحيوانية.
وقد قع السودان وكينيا في ديسمبر (كانون الأول) عام 2014، في أثناء الاجتماعات الوزارية بالخرطوم، على عدد من الاتفاقيات، وتوافقت خلالها وجهات نظرهما بشأن القضايا الإقليمية والدولية. وتوترت العلاقات بين البلدين في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2011، إثر حكم أصدرته المحكمة العليا الكينية يفرض على حكومتها اعتقال الرئيس البشير المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية حال وصوله للأراضي الكينية، وردت الحكومة السودانية بالطلب من السفير الكيني مغادرة البلاد، لكن العلاقات عادت لطبيعتها بعد تأكيد مسؤولين كينيين زاروا الخرطوم التزام حكومتهم بقرارات الاتحاد الأفريقي التي اعتبرت أن المحكمة الجنائية الدولية تستهدف القادة الأفارقة، وقالت الخارجية الكينية على لسان وزيرها موسيس وانجيلا وقتها إن الحكم الذي أصدرته المحكمة خاطئ، ويعكس عدم حساسيتها تجاه علاقات كينيا الخارجية.
وبرأت المحكمة الجنائية في ديسمبر 2014 الرئيس الكيني أوهورو كيناتا من تهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، عقب الانتخابات الكينية (2007 - 2008)، كأول رئيس يمثل أمام محكمة لاهاي وهو على كرسي الحكم.
ورحبت الحكومة السودانية بانسحاب البلدان الثلاثة من المحكمة التي تلاحق الرئيس البشير منذ عامي (2009 - 2010)، بعد أن أصدرت بحقه مذكرتي قبض، تحت تهم تتعلق بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة جماعية في إقليم دارفور.
الخارجية السودانية: انسحاب كينيا من «الجنائية الدولية» مسألة وقت
ضمن «سلسلة الانسحابات» التي أقرها الاتحاد الأفريقي
الخارجية السودانية: انسحاب كينيا من «الجنائية الدولية» مسألة وقت
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة