جماعات إرهابية غيرت وجه أفريقيا في العقدين الأخيرين

جماعات إرهابية غيرت وجه أفريقيا في العقدين الأخيرين
TT

جماعات إرهابية غيرت وجه أفريقيا في العقدين الأخيرين

جماعات إرهابية غيرت وجه أفريقيا في العقدين الأخيرين

تشكل الجماعات والحركات الإرهابية المتشددة ظلاً ثقيلاً على المشهد السياسي في أفريقيا، من شمالها إلى غربها إلى جنوبها، فيوميًا تطالعنا نشرات الأخبار عن هجمات انتحارية نفذتها إحدى تلك الجماعات المستوطنة في القارة السمراء.
وفيما يلي أبرز تلك الجماعات:
* «بوكو حرام» النيجيرية:
هي جماعة متشددة نيجيرية سلفية مسلحة، تتبنى العمل على ما تصفه بـ«تطبيق الشريعة الإسلامية» في جميع ولايات نيجيريا، ويعني اسم «بوكو حرام» باللغة الهوسية: «منع التعليم الغربي».
وقد تأسست هذه الجماعة في يناير (كانون الثاني) عام 2002، على يد محمد يوسف، وهي تدعو إلى رفض التعليم الغربي والثقافة الغربية والعلوم.
وفي مارس (آذار) 2015، أعلنت الجماعة المتشددة مبايعتها تنظيم داعش الإرهابي، ببث شريط صوتي على شبكة الإنترنت. وفي 4 أغسطس (آب) 2016، عين تنظيم داعش أبا مصعب البرناوي أميرًا جديدًا على الحركة.
ومنذ عام 2009 حتى الوقت الحالي، تقوم «بوكو حرام» بشن الهجمات الإرهابية التي تستهدف مدنيين وعسكريين في نيجيريا.
* حركة الشباب الصومالية:
هي حركة قتالية صومالية، تنشط في الصومال، وتتبع فكريًا تنظيم القاعدة، وتتهم من عدة أطراف بالإرهاب، بينها وزارة الخارجية الأميركية وبعض الدول الأوروبية.
وقد تأسست الحركة في عام 2004، حيث كانت الذراع العسكري لـ«اتحاد المحاكم الإسلامية» التي انهزمت أمام القوات التابعة للحكومة الصومالية المؤقتة، غير أنها انشقت عن المحاكم بعد انضمامها إلى ما يعرف بـ«تحالف المعارضة الصومالية».
ولا يعرف تحديدًا العدد الدقيق لأفراد هذه الحركة، وإن كان يقدر بعدد أولى يقع بين 3 آلاف و7 آلاف عضو تقريبا. ويعتقد أن المنتمين إلى الحركة يتلقون تدريبات في إريتريا، حيث يقيمون لـ6 أسابيع في دورة يكتسبون خلالها مهارات حرب العصابات، واستخدام القنابل والمتفجرات.
وقائدها الحالي هو أحمد الديري (أبو عبيدة) منذ سبتمبر (أيلول) 2014. وتستهدف الحركة المدنيين وبعض قوات بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال وكينيا.
* حركة التوحيد والجهاد:
هي جماعة إرهابية مسلحة، تنشط في غرب أفريقيا، خصوصا في شمال مالي. وقد ظهرت في عام 2011. ومن أبرز العمليات التي أعلنت مسؤوليتها عنها احتجازها، في أكتوبر (تشرين الأول) 2011، أربعة أفراد إسبان وإيطاليين في الجزائر، ومطالبتها بفدية قدرها 30 مليون يورو لإطلاق سراحهم. وفي 3 مارس 2012، تبنت الحركة عملية انتحارية استهدفت مقرا للدرك الوطني الجزائري بتمنراست.
*جماعة أنصار الدين
هي جماعة تتبع تنظيم القاعدة، وتنشط شمال مالي، وكانت بين المجموعات التي سيطرت على إقليم أزواد، شمال مالي، قبل تدخل القوات الفرنسية. ويقودها إياد آغ غالي، القيادي السابق في قبائل الطوارق.
* جماعة أنصار الشريعة في ليبيا
تسيطر هذه الجماعة على أجزاء كبيرة من بنغازي ودرنة، شرق ليبيا. وقد اتهمتها واشنطن بالهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي 2012، الذي قتل فيه السفير الأميركي و4 مواطنين أميركيين. وتتهمها القوات الحكومية الليبية بتنفيذ عدد من الاغتيالات لمدنيين ومسؤولين وعسكريين، وهي إحدى أقوى الجماعات المسلحة في ليبيا.
*القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي
تعد أكبر الجماعات المتشددة في دول المغرب العربي، ويقودها عبد المالك درودكال، ويعود تاريخها إلى الأزمة الجزائرية في التسعينات، عندما حاولت جماعات متشددة إسقاط الحكومة، وإقامة ما أطلقت عليه «الخلافة الإسلامية»، وقد شاركت أخيرًا في قتال القوات الفرنسية في مالي.
*جماعة عقبة بن نافع في تونس
وهي جماعة صغيرة، تنشط في جبل الشعانبي قرب الحدود الجزائرية، وتضم عددا من المقاتلين الأجانب الذين ما لبثوا أن غادروها لقتال القوات الفرنسية في مالي.
*جماعة أنصار بيت المقدس
تنشط هذه الجماعة في شبه جزيرة سيناء المصرية، وتواجه اتهامات بقتل مئات من عناصر الأمن والجيش منذ الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي. وقد تأسست هذه الجماعة بعد ثورة يناير 2011، ونفَذت عدة عمليات، منها تفجير مديرية الأمن في سيناء، ومحاولة اغتيال وزير الداخلية المصري.
وصنفت الولايات المتحدة جماعة «أنصار بيت المقدس» ضمن قائمة الجماعات الإرهابية لعلاقتها بتنظيم القاعدة، وقالت الحكومة المصرية إن الجماعة مرتبطة بتنظيم داعش في سوريا والعراق.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».