قائد هجوم «داعش» في كركوك: 100 عنصر شاركوا في الهجوم

التنظيم ما زال يسيطر على حيين وسط الرطبة

كركوك
كركوك
TT

قائد هجوم «داعش» في كركوك: 100 عنصر شاركوا في الهجوم

كركوك
كركوك

كشف مسؤولون أمنيون عراقيون، اليوم الثلاثاء، عن انتهاء المرحلة الأولى من عمليات تحرير نينوى في محورها الجنوبي، مشيرين إلى أن القوات الأمنية تقف على مسافة 10 كلم عن ناحية حمام العليل (30 كلم جنوب شرقي الموصل).
وقال العقيد هيثم غازي ضابط استخبارات فرقة الرد السريع، في حديث صحافي، إن «المسافة التي تحررت من قاعدة القيارة بلغت نحو 35 كلم حتى الآن»، مؤكدًا أن «القوات المشتركة أصبحت على بعد أقل من 10 كلم عن ناحية حمام العليل وطريق الموصل الدوار». مضيفًا أن «القوات الأمنية أنهت الصفحة الأولى من عمليات تحرير نينوى ضمن المحور الجنوبي»، ومشيرًا إلى أنها «تعمل على تطهير طريق بغداد موصل الرئيسي ومفرقي الشورة والجحش».
وأكد غازي أن «قوات الرد السريع حررت أكثر من 25 قرية، بعد مباغتة عناصر (داعش)، واقتحام معاقله عن طريق الصحراء».
من جانبه، أكد جهاز مكافحة الإرهاب، أن القوات المشتركة حققت تقدمًا كبيرًا في محاور الموصل (405 كلم شمال بغداد).
وفيما أشار إلى أن المحاور حققت أهدافها وفق ما هو مخطط له، دعا المواطنين إلى التعاون مع الأجهزة الأمنية.
وقال الناطق الرسمي باسم جهاز مكافحة الإرهاب، صباح النعمان، في حديث لوسائل الإعلام، إن «قوات جهاز مكافحة الإرهاب شنت اليوم هجومًا كبيرًا من محاور عدة لتحرير قرى حول ناحية برطلة»، مبينًا أن «القوات تتقدم اليوم إلى الأمام لتطهير أجزاء أخرى حسب الخطة الموضوعة لجهاز مكافحة الإرهاب». لافتًا إلى «عدم وجود عقبات تعيق تقدم القوات وكل الأمور المتوقعة ما زالت تحت السيطرة».
وتواجه القوات العراقية التي تواصل تقدمها باتجاه مدينة الموصل في شمال العراق، مقاومة كبيرة من قبل تنظيم «داعش» المتطرف، على الرغم من تكثيف الضربات الجوية التي ينفذها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضده. فيما تواصل القوات الاتحادية الحكومية والبشمركة الكردية تقدمها من محاور عدة في اتجاه مدينة الموصل، ويستخدم عناصر التنظيم في دفاعهم القذائف ورصاص القناصين والهجمات الانتحارية والكمائن. فيما حاولوا تحويل الأنظار عن خسائرهم في محيط الموصل، من خلال شن هجمات في مدن أخرى في البلاد، وآخرها بلدة الرطبة في غرب العراق على مقربة من الحدود العراقية - الأردنية، بعد الهجوم على كركوك.
من جانبها، أعلنت الأمم المتحدة، أنها مستعدة لإيواء نحو 150 ألف نازح محتمل جراء العملية العسكرية في الموصل، ثاني أكبر مدن العراق، مؤكدة أن 7500 شخص فقط حتى الآن غادروا مناطق مجاورة للمدينة، حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية، اليوم.
وقال المفوض الأعلى لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة فيليبو غراندي خلال مؤتمر صحافي في عمان إن «المفوضية سيكون لديها خلال يومين أو ثلاثة 30 ألف خيمة تكفي 150 ألف نازح» قد يفرون من الموصل. وأضاف أن «هناك المزيد، وسنأوي 150 ألفا، وهناك حلول أخرى أيضا لمن يحتمل أن يفروا»، وتابع: «آخر الأخبار التي وصلت من العراق تفيد بأن تدفق المهجرين حتى الآن ليس من الموصل لكن من أطرافها التي تشهد عمليات عسكرية». وأضاف: «هناك 7500 نازح من أطراف الموصل هربوا إلى مناطق أخرى تم فيها تقديم العون لهم، وهناك نحو ألف شخص عبروا إلى سوريا».
ومنذ إعلان السلطات العراقية عملية عسكرية واسعة لطرد التنظيم المتطرف، نزح الآلاف من السكان نحو مناطق أكثر أمنًا وتوجه بعضهم نحو سوريا المجاورة رغم المعارك هناك.
وأعربت الأمم المتحدة عن قلقها إزاء مصير نحو 1,5 مليون شخص يقطنون المدينة.
وأشار المفوض العام للاجئين الذي زار العراق قبل وصوله إلى الأردن السبت الماضي إلى أن المشكلة التي تواجه المفوضية هي إيجاد أماكن لإيواء عدد كبير من النازحين، ويجري حاليا التباحث فيها مع الحكومة العراقية وإقليم كردستان.
وأكد غراندي أن «العراق لديه أصلاً نحو ثلاثة ملايين نازح بينهم نحو مليون في إقليم كردستان».
على الجانب الثاني، استطاعت قوات البيشمركة التابعة لإقليم كردستان وقوات الشرطة المحلية من السيطرة على الأوضاع في مدينة كركوك العراقية، وإنهاء الهجوم الذي نفذه عناصر تنظيم «داعش» في المدينة واستمر لعدة أيام، ونجم عنه مقتل أكثر من 74 من عناصر التنظيم واعتقال الكثير منهم وبينهم قائد المهاجمين.
وصرح محافظ كركوك نجم الدين كريم لوسائل الإعلام المحلية قائلاً: «انتهى الهجوم وعادت الأمور لطبيعتها». مؤكدًا: «قتلت قوات الأمن على مدى الأيام الثلاثة الماضية أكثر من 74 إرهابيًا من (داعش) واحتجز الكثيرون منهم، من بينهم المسؤول الرئيسي».
من جهتها، أعلنت اللجنة الأمنية العليا في محافظة كركوك، اليوم، عن اعتقال قائد هجوم تنظيم داعش على المحافظة، (250 كلم شمال بغداد)، وكشفت أنه عراقي الجنسية. وفيما أكدت أن المعتقل اعترف بمشاركة 100 انتحاري في العملية، أشارت إلى مقتل 74 عنصرًا من المهاجمين.
وكان مجلس أمن إقليم كردستان كشف، أمس يوم الأحد الماضي، عن قتل «عدد كبير» من الإرهابيين الذين هاجموا كركوك، داخل المدينة وخارجها، واعتقال ثمانية من قادة «داعش»، بينهم الكثير مما يسمى بـ«الأمراء»، مبينًا أن الأهالي تمكنوا بدورهم من اعتقال «مخطط العملية» المعروف بـ«أبي إسلام الأنصاري» وتسليمه للأجهزة الأمنية بعد إصابته في المواجهة مع القوات الأمنية، حسب قولها.
وأثار الهجوم على كركوك الانتقادات بشأن عدم تحرير المناطق جنوبها وغربهًا من «داعش»، ما يشكل «خطرًا دائمًا» على أمن المحافظة واستقرارها، لا سيما أن القوات الأمنية تحاصر تلك المناطق منذ عدة أسابيع.
أما في ما يتعلق بالهجوم الذي نفذه «داعش» على الرطبة، فقد أعلنت إدارة قضاء الرطبة بمحافظة الأنبار، اليوم، عن مقتل أربعة انتحاريين من عناصر «داعش» واعتقال أربعة آخرين من منفذي الهجوم على القضاء، وفيما لفتت إلى معالجة مناطق تمركز عناصر التنظيم وسط المدينة، أكدت استغلال عناصر «داعش» المناطق الصحراوية المحيطة بالقضاء لتنفيذ هجومهم من عدة محاور.
وقال نائب رئيس مجلس الرطبة، علي عبد عطيوي، إن القوات الأمنية تمكنت من تنفيذ عملية عسكرية ضد المهاجمين، وأنها تعالج مناطق تمركز عناصر التنظيم في منطقة الانتصار وشارع الزيتون وسط الرطبة مع حماية المدنيين وإبعادهم عن مواقع المواجهات والمعارك العنيفة.



هدنة غزة: انتشار «حماس» في القطاع يثير تساؤلات بشأن مستقبل الاتفاق

مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
TT

هدنة غزة: انتشار «حماس» في القطاع يثير تساؤلات بشأن مستقبل الاتفاق

مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)

أثار انتشار عسكري وأمني لعناصر من «حماس» وموالين لها، عقب بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة، تساؤلات بشأن مستقبل الصفقة، في ظل ردود فعل إسرائيلية تتمسك بالقضاء على الحركة، وجهود للوسطاء تطالب الأطراف بالالتزام بالاتفاق.

تلك المشاهد التي أثارت جدلاً بمنصات التواصل بين مؤيد ورافض، يراها خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، ستكون ذريعة محتملة لإسرائيل للانقلاب على الاتفاق بعد إنهاء المرحلة الأولى والعودة للحرب، معولين على جهود للوسطاء أكبر لإثناء «حماس» عن تلك المظاهر الاستعراضية التي تضر مسار تنفيذ الاتفاق.

بينما قلل محلل فلسطيني مختص بشؤون «حماس» ومقرب منها، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، من تأثير تلك الأجواء، وعدّها «بروتوكولية» حدثت من قبل أثناء صفقة الهدنة الأولى في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023.

وبزي نظيف وسيارات جديدة وأسلحة مشهرة، خرج مسلحون يرتدون شارة الجناح العسكري لـ«حماس» يجوبون قطاع غزة مع بداية تنفيذ اتفاق الهدنة، الأحد، وسط بيان من وزارة الداخلية بالقطاع التي تديرها عناصر موالية للحركة، كشف عن مباشرة «الانتشار بالشوارع»، وخلفت تلك المشاهد جدلاً بمنصات التواصل بين مؤيد يراها «هزيمة لإسرائيل وتأكيداً لقوة وبقاء (حماس) بالقطاع»، وآخر معارض يراها «استفزازية وتهدد الاتفاق».

عناصر من شرطة «حماس» يقفون للحراسة بعد انتشارهم في الشوارع عقب اتفاق وقف إطلاق النار (رويترز)

إسرائيلياً، تساءل المعلق العسكري للقناة 14 نوعام أمير، بغضب قائلاً: «لماذا لم يتم ضرب (تلك الاستعراضات) جواً؟»، بينما هدد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، بإسقاط الحكومة في حال الانتقال إلى تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق.

وأكد مكتب رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، في بيان الاثنين، «مواصلة العمل لإعادة كل المختطفين؛ الأحياء منهم والأموات، وتحقيق كل أهداف الحرب في غزة»، التي تتضمن القضاء على «حماس».

ويصف الخبير في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور سعيد عكاشة، ما قامت به «حماس» بأنه «استعراض مزيف لعلمها بأنها لن تدير غزة، لكنها تحاول أن تظهر بمظهر القوة، وأنها تستطيع أن تحدث أزمة لو لم توضع بالحسبان في حكم القطاع مستقبلاً، وهذا يهدد الاتفاق ويعطي ذريعة لنتنياهو لعودة القتال مع تأييد الرأي العام العالمي لعدم تكرار ما حدث في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023».

ويتفق معه المحلل السياسي الفلسطيني، عبد المهدي مطاوع، قائلاً إن «(حماس) لا تزال بعقلية المقامرة التي حدثت في 7 أكتوبر، وتريد إرسال رسالتين لإسرائيل وللداخل الفلسطيني بأنها باقية رغم أنها تعطي ذرائع لإسرائيل لهدم الاتفاق».

بالمقابل، يرى الباحث الفلسطيني المختص في شؤون «حماس» والمقرب منها، إبراهيم المدهون، أن «الاستعراض لا يحمل أي رسائل وظهر بشكل بروتوكولي معتاد أثناء تسليم الأسرى، وحدث ذلك في الصفقة الأولى دون أي أزمات»، مشيراً إلى أن «الحركة لها جاهزية ونفوذ بالقطاع رغم الحرب، والانتشار الأمني يعدّ دور وزارة الداخلية بالقطاع وتنفذه مع توفر الظروف».

وعقب دخول الاتفاق حيز التنفيذ، استقبل رئيس وزراء قطر، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في مكتبه بالدوحة، وفداً من الفصائل الفلسطينية، مؤكداً ضرورة العمل على ضمان التطبيق الكامل للاتفاق، وضمان استمراره، وفق بيان لـ«الخارجية» القطرية الأحد.

وبينما شدد وزير الخارجية المصري، خلال لقاء مع رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، ببروكسل، مساء الأحد، على «أهمية التزام أطراف الاتفاق ببنوده»، وفق بيان لـ«الخارجية» المصرية، سبقه تأكيد مجلس الوزراء الفلسطيني، الأحد، استعداد رام الله لتولي مسؤولياتها الكاملة في غزة.

وبتقدير عكاشة، فإن جهود الوسطاء ستتواصل، لا سيما من مصر وقطر، لوقف تلك المواقف غير العقلانية التي تحدث من «حماس» أو من جانب إسرائيل، متوقعاً أن «تلعب غرفة العمليات المشتركة التي تدار من القاهرة لمتابعة الاتفاق في منع تدهوره»، ويعتقد مطاوع أن تركز جهود الوسطاء بشكل أكبر على دفع الصفقة للأمام وعدم السماح بأي تضرر لذلك المسار المهم في إنهاء الحرب.

وفي اتصال هاتفي مع المستشار النمساوي ألكسندر شالينبرغ، الاثنين، شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على «ضرورة البدء في جهود إعادة إعمار القطاع، وجعله صالحاً للحياة، بما يضمن استعادة الحياة الطبيعية لسكان القطاع في أقرب فرصة». بينما نقل بيان للرئاسة المصرية، عن المستشار النمساوي، تقديره للجهود المصرية المتواصلة على مدار الشهور الماضية للوساطة وحقن الدماء.

ويرى المدهون أنه ليس من حق إسرائيل أن تحدد من يدير غزة، فهذا شأن داخلي وهناك مشاورات بشأنه، خصوصاً مع مصر، وهناك مبادرة مصرية رحبت بها «حماس»، في إشارة إلى «لجنة الإسناد المجتمعي» والمشاورات التي استضافتها القاهرة مع حركتي «فتح» و«حماس» على مدار الثلاثة أشهر الأخيرة، ولم تسفر عن اتفاق نهائي بعد بشأن إدارة لجنة تكنوقراط القطاع في اليوم التالي من الحرب.