ليبيا: كوبلر يجدد دعوته لإيجاد حل سلمي في طرابلس

استمرار التوتر الأمني.. ومخاوف من اندلاع مواجهات بين الميليشيات المسلحة

قوات موالية لحكومة الوفاق في مواجهات مع {داعش} في سرت (رويترز)
قوات موالية لحكومة الوفاق في مواجهات مع {داعش} في سرت (رويترز)
TT

ليبيا: كوبلر يجدد دعوته لإيجاد حل سلمي في طرابلس

قوات موالية لحكومة الوفاق في مواجهات مع {داعش} في سرت (رويترز)
قوات موالية لحكومة الوفاق في مواجهات مع {داعش} في سرت (رويترز)

جدد مارتن كوبلر، رئيس بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا، دعوته لجميع الأطراف هناك لأن يكونوا على قدر المسؤولية، وأن يجدوا حلا سلميا للأزمة الحالية في العاصمة طرابلس.
وقال كوبلر الذي التقى فائز السراج، رئيس المجلس الرئاسي لحكومة لوفاق الوطني المدعومة من البعثة الأممية بطرابلس، أمس، إنه أجرى محادثات مطولة مع السراج حول آخر التطورات، وكيفية المضي قدمًا، مشيرا إلى أنه أبلغ السراج دعم الأمم المتحدة الثابت للمجلس الرئاسي والاتفاق السياسي الذي تم إبرامه نهاية العام الماضي، في منتجع الصخيرات بالمغرب.
إلى ذلك، أعلن السراج، في بيان وزعه مكتبه الإعلامي، أنه استقبل السفيرة الفرنسية الجديدة لدي ليبيا بريجيت كرومي التي جددت دعم بلادها لحكومته، ولمسار الوفاق، لافتا إلى أنهما ناقشا أهم المستجدات على الساحة السياسية والاقتصادية والأمنية في ليبيا. كما اجتمعت السفيرة الفرنسية مع وزير الخارجية محمد سيالة، ووزير الدفاع العقيد المهدي البرغثي، وآمر الحرس الرئاسي العميد نجم الدين الناكوع.ومن جهته، أعلن عارف النايض، سفير ليبيا لدى الإمارات العربية المتحدة، استقالته رسميا، ووجه رسالة إلى رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح يؤكد فيها رسميا تنحيه طواعية عن منصبه.
لكن مصادر ليبية قالت في المقابل إن استقالة النايض قد تكون خطوة نحو تولى منصب مهم، كرئيس لحكومة توافق جديدة بين الحكومة المؤقتة التي يترأسها عبد الله الثني في مدينة البيضاء (شرق البلاد)، وحكومة الغويل في طرابلس. وتأتي هذه التطورات وسط تقارير تتحدث عن اضطراد التوتر الأمني في العاصمة الليبية طرابلس، ومخاوف من اندلاع مواجهات عنيفة بين الميلشيات المسلحة الداعمة لحكومة السراج، وأخرى موالية للسلطات غير الشرعية في العاصمة، الممثلة في المؤتمر الوطني العام (البرلمان السابق) المنتهية ولايته، وحكومته التي يترأسها خليفة الغويل.
وقد نجح الغويل، الأسبوع الماضي، في سحب البساط من المجلس الأعلى للدولة، الموالي للسراج، واحتل مقره في قلب طرابلس، فيما تحتشد ميليشيات مسلحة من الطرفين في طرابلس، لكن دون اشتباكات مباشرة حتى الآن. وقد اجتمع الثني والغويل، في لقاء سرى خارج البلاد أخيرا، للاتفاق على تشكيل حكومة رابعة في البلاد، بدلا عن الحكومات الثلاث المتصارعة على السلطة حاليا. من جهة أخرى، قال متحدث باسم القوات الموالية لحكومة السراج التي تقاتل تنظيم داعش في مدينة سرت الساحلية، إنها حررت مصريا وتركيا و11 إريترية، بعد معركة لاستعادة السيطرة على حي 600 في المدينة.
وقال رضا عيسى، المتحدث باسم القوات، إنها استعادت بالكامل حي 600 في سرت من مقاتلي تنظيم داعش، مضيفا أن منطقة الجزيرة البحرية هي آخر جيب للمقاومة.
كانت سرت قد سقطت في قبضة «داعش» قبل أكثر من عام، بعد أن استغل المتشددون الاقتتال الداخلي بين الفصائل الليبية المتناحرة لتوسيع الأراضي التي يسيطرون عليها، علما بأن القوات التي تقاتل التنظيم المتطرف في سرت أغلبها من مصراتة القريبة التي تعد كتائبها من بين الأقوى في ليبيا، وهي متحالفة مع حكومة السراج التي تحاول توحيد الكتائب المتناحرة.
وحسب مراقبين للوضع الأمني في البلاد، فإنه بهزيمة «داعش» في سرت، سيدمر معقل التنظيم المتشدد الرئيسي خارج الأراضي التي يسيطر عليها في العراق وسوريا، في الوقت الذي تتحرك فيه القوات العراقية لاستعادة مدينة الموصل من التنظيم، ولكن بعض قادة المتشددين والمقاتلين فروا قبل تطويق سرت.
إلى ذلك، كشفت مصادر في الجيش الوطني في شرق البلاد أن الاجتماع الذي عقده العميد عبد السلام الحاسي مع سرايا الشهداء المتخصصة في الاقتحام، جاء استعدادًا لاقتحام وتحرير مناطق مدينة بنغازي التي لا يزال الإرهابيون يتحصنون داخلها.
ونقلت وكالة الأنباء الحكومية عن مصادر أن قوات الجيش تواصل حصارها لمناطق قنفودة والصابري وسوق الحوت، لكنها تتقدم ببطء نظرًا لوجود كم كبير من الألغام.



بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.