رئيس المجلس الإسلامي في الجزائر قلق من انتشار أفكار التشيّع

عزاه إلى دخول كتب تحمل «أفكارًا هدامة» إلى البلاد

رئيس المجلس الإسلامي في الجزائر قلق من انتشار أفكار التشيّع
TT

رئيس المجلس الإسلامي في الجزائر قلق من انتشار أفكار التشيّع

رئيس المجلس الإسلامي في الجزائر قلق من انتشار أفكار التشيّع

حذّر بوعبد الله غلام الله، رئيس «المجلس الإسلامي الأعلى» بالجزائر، وهو أعلى مرجعية دينية رسمية في البلاد، من «محاولات زعزعة وحدة المجتمع الجزائري»، في إشارة إلى تفشي ظاهرة التشيّع. وقال إن «إسلامنا واحد ومذهبنا واحد».
وصرح غلام الله، في مقابلة نشرتها صحيفة «الخبر» المحلية أمس، بأن «آلاف الكتب التي تدخل بلادنا، تحت مظلة معرض الكتاب، تحمل أفكارا خطيرة تسعى لإقناع الجزائري بأن ما عنده ليس هو الإسلام الصحيح». وأوضح رئيس المجلس، الذي قاد وزارة الشؤون الدينية لسنوات طويلة، أنه «في السابق، كنا نتوجس من المؤلفات التي تأتينا من أوروبا والغرب عموما، بحجة أنها تروج لأفكار معادية لديننا وثقافتنا وهويتنا. لكن اليوم، الأفكار الهدامة نفسها تأتي من المنطقة العربية، فتحتال علينا بالمرور على أوروبا وتحديدا فرنسا، ثم تصل إلينا باسم الانفتاح».
وأضاف غلام الله: «نحن نريد ألا يتأثر الجزائري بهذه الأفكار، ولن يتأتى ذلك إلا بالاقتناع بأن مبادئنا هي فوق مصالحنا الخاصة». وسئل عن انتشار طائفة المتشيعين مثل الأحمدية، فقال: «للأسف توجد قابلية واستعداد لتقبل هذه الأفكار والتأثر بها من طرف بعض الجزائريين (..). لنفرض أنه أصبح في الجزائر، التي يبلغ عدد سكانها 40 مليونا، 500 ألف أو مليون شيعي، ألا يمثل ذلك موطئ قدم لقوى خارجية؟ علينا التمسك بالوحدة الوطنية حتى لا نقع في هذه الفتن».
وصرَح وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، مؤخرا بأن «تيارات تحاول اختراق المجتمع الجزائري، مثل الطريقة الأحمدية والمذهب الشيعي، أفكارها لا تتماشى مع الإسلام الوسطي الذي يؤمن به غالبية الجزائريين»، محذرا من «التطرف الديني من خلال الأفكار التي تحملها هذه المذاهب، التي تستهدف إبعاد الجزائري عن منهجه وتبث الفرقة والطائفية وسط المجتمع، بينما الإسلام المطبق في الجزائر هو إسلام وسطي ويتعايش مع المذاهب والديانات الأخرى».
وقال عيسى إن «الخيار الاشتراكي الذي انتهجته الجزائر غداة الاستقلال (1962) جعل البعض في بلدان أجنبية يتوهم أنّ الجزائر بحاجة إلى إعادة أسلمتها، ومن هنا بدأ توافد الأفكار والمذاهب الأخرى عليها». وتحدث عن «غزو مذهبي للجزائر». وتابع: «إن إسلامنا في الجزائر هو ذاك الذي نزل على النبي محمد، ومارسه في المدينة المنورة ولا يتأثر بالآيديولوجيات أو الاستغلال السياسي».
وتحدث الوزير عن «مبادرات أطلقتها السلطات للمحافظة على مرجعيتنا الدينية، بفضل ثمرة أعمال علمائنا عبر التاريخ الجزائري العريق، وهي مرتكزة على المذهب المالكي، منها إنشاء مرصد الفقه المالكي مع الانفتاح على تطور العصر». وأشار إلى تأسيس «المرصد الوطني لمكافحة التطرف» سنة 2015، الذي يهدف حسبه، إلى «الوقاية من الانحرافات الطائفية وجميع أنواع التطرف الديني والدفاع عن الممارسة الصحيحة للدين الإسلامي».
وتفيد تقارير للأجهزة الأمنية، بأن مجموعات من الشيعة تمارس أنشطة محظورة ببعض المساجد في البلاد، خصوصا في الغرب مثل ولاية غليزان (400 كيلومتر غرب العاصمة). لكن السلطات لم تعتقل أي أحد منهم، مكتفية بمتابعة تصرفاتهم وحركاتهم.
واشتكى الوزير من «الغزو الطائفي التي تعرفه بلادنا»، معلنا عن قرب موعد مقاضاة أتباع من الطائفة الأحمدية الشيعية، بسبب محاولاتهم فتح مقرات لهم بالجزائر وتحديدا بمدينة البليدة غرب العاصمة. وقال إن وزارة الشؤون الدينية كجهة رسمية مسؤولة عن رعاية الشؤون الدينية للجزائريين، ستعد طرفا مدنيا في القضية.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.