تحسبًا لـ«خيارات» أوباما.. روسيا تحذر من «تحولات مزلزلة» إذا استهدف الأسد

كيري يشي بإحباطه لاستبعاد الخيار العسكري لإنجاح الدبلوماسية.. وتيارات متصارعة في الإدارة الأميركية

عائلة سورية تزيل الأنقاض من مدخل منزلها الذي تهدم في جرابلس (غيتي)
عائلة سورية تزيل الأنقاض من مدخل منزلها الذي تهدم في جرابلس (غيتي)
TT

تحسبًا لـ«خيارات» أوباما.. روسيا تحذر من «تحولات مزلزلة» إذا استهدف الأسد

عائلة سورية تزيل الأنقاض من مدخل منزلها الذي تهدم في جرابلس (غيتي)
عائلة سورية تزيل الأنقاض من مدخل منزلها الذي تهدم في جرابلس (غيتي)

في حين ينتظر الرئيس الأميركي باراك أوباما من وكالات الأمن القومي الأميركي الخروج بـ«خيارات» للتعامل مع الوضع الإنساني المتدهور في سوريا على خلفية التصعيد من جانب النظام السوري مدعوما بروسيا، حذرت الأخيرة، أمس، من تداعيات «مزلزلة» لأي استهداف مباشر لنظام بشار الأسد أو قواته. وفي هذه الأثناء عبر وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن إحباطه؛ لأن جهوده الدبلوماسية لإنهاء النزاع في سوريا لم يتم دعمها بعمل عسكري تشنه الولايات المتحدة، في انتقاد ضمني للرئيس أوباما، حسب تسجيل نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» يعود تاريخه إلى الأسبوع الماضي.
وقالت ماريا زاخاروفا، المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الروسية، في حديث تلفزيوني، إنها لا تستطيع «التكهن بما سيحدث» إذا تدخل الأميركيون. لكنها أضافت: «في حال بدأ عدوان أميركي مباشر على دمشق والجيش السوري، فإن هذا سيحدث تحولات مزلزلة، ليس في سوريا فحسب بل في كل المنطقة». وحذرت زاخاروفا من تداعيات أي تدخل عسكري أميركي مباشر في سوريا واستهداف الولايات المتحدة قوات النظام السوري. وإذ أشارت زاخاروفا في حديث تلفزيوني، أمس، إلى أنها لا تستطيع «التكهن بما سيحدث إذا تدخل الأميركيون، وأن مهمتها عرض الأسباب التي توضح أهمية البقاء ضمن الاتفاق (الأميركي - الروسي)»، فإنها رغم ذلك تكهنت بأنه «في حال بدأ عدوان أميركي مباشر على دمشق والجيش السوري، فإن هذا سيحدث تحولات مزلزلة، وليس في سوريا فحسب بل في كل المنطقة». واستطردت المتحدثة: «تغيير النظام لن يحدث فراغ سلطة فحسب، بل فراغا سياسيا سرعان ما سيملأه (المعارضون المعتدلون)، لكنهم في الواقع ليسوا معتدلين، بل هم إرهابيون من كل الأنواع، وسيكون من المستحيل التصدي لهم»، حسب قولها. ومن ثم حذرت من أن مثل ذلك التدخل الأميركي «قد يعقد الأمور (في سوريا) ويدفعها لتجري وفق السيناريو العراقي».
من جهة أخرى، اتهمت المتحدثة باسم الخارجية الروسية من وصفته بـ«اللوبي» في الولايات المتحدة بأنه «يعكر صفو الأجواء ولا يسمح بالتوصل لاتفاقات»، معربة عن اعتقادها بأن ذلك اللوبي - الذي لم تسمه بالاسم - «لا يرى حاجة للدبلوماسية، ولا للأمم المتحدة ولا يعبأ بالاتفاقات ولا بالقانون الدولي»، وأنهم ينطلقون في قراراتهم من منطق امتلاكهم القوة ومكانة الدولة الأقوى «التي يمكن لقوانينها أن تقف فوق كل القوانين، وأن يتم دعمها بالقوة العسكرية لحل القضايا». ونبهت إلى أن «مثل هذا المنطق ينتهي بحروب واسعة، وانتشار الفوضى وهدر الدماء».
ويبدو واضحا، حسب مراقبين، أن روسيا لا تستبعد احتمال التدخل الأميركي المباشر في سوريا، وهو ما دفعها بل جعلها تتعمد، وفق المراقبين، تسريب معلومات حول تعزيز قواتها الجوية في سوريا، في إشارة تحذيرية للولايات المتحدة من مغبة التصادم ولو بالخطأ بين قوات البلدين في سوريا. وتتبع روسيا بهذا الشكل العقلية السوفياتية ذاتها التي كانت تحذر من احتمال نشوب نزاع بين البلدين بسبب خطأ ناجم عن كثافة التواجد العسكري لقواتهما في المنطقة ذاتها.
في غضون ذلك، لا يمكن استبعاد لجوء روسيا إلى خيارات عسكرية أخرى للتعويض عن فشل محاولاتها بإطلاق تعاون مع الولايات المتحدة في سوريا، وبغية إيجاد مركز قوة يخفف من تأثير واشنطن على الوضع هناك. وفي هذا السياق قال مصدر مطلع في العاصمة الروسية، لـ«الشرق الأوسط»، إن «هناك خيارات عدة متاحة أمام روسيا، وهي وإن كانت لا تشكل بأي حال من الأحوال بديلا مناسبا عن التعاون مع الولايات المتحدة، فإنها قد تساهم في تفادي السيناريو الأسوأ». ثم أوضح أن «موسكو تدرس كل الخيارات الإضافية بما في ذلك توسيع التعاون مع تركيا، الذي وضع رئيس أركان القوات الروسية أسسه مع نظيره التركي خلال زيارته مؤخرًا إلى أنقرة».
وأعرب المصدر عن اعتقاده بأن كل العوامل الضرورية لإطلاق تعاون أوسع بين البلدين متوفرة؛ «إذ أثبتت تركيا وقوات المعارضة التي تدعمها قدرة مميزة على التصدي للمجموعات الإرهابية»، فضلا عن ذلك، فإن «تلك القوات تخوض معارك في ريف محافظة حلب، أي ليس بعيدا عن المنطقة التي شكل الوضع فيها سببا رئيسيا للخلافات الأميركية - الروسية». وأشار المصدر من موسكو كذلك إلى «حقيقة مهمة، هي أن قوات المعارضة السورية التي تقاتل بدعم من القوات التركية أصبحت (كافرة) بموجب فتوى من إرهابيي (النصرة)»، وعليه، لا يستبعد المصدر أن تلعب تلك القوات «دورا مفصليا» في الفرز ما بين قوات المعارضة والمجموعات الإرهابية. أما العامل الإيجابي الأهم الذي يدفع إلى الاعتقاد بتوسيع التعاون بين موسكو وأنقرة فهو، حسب المصدر من موسكو، «إظهار القيادتين الروسية والتركية جدية وصدقا في الرغبة بإطلاق تعاون نوعي بينهما في شتى المجالات، بما في ذلك الشأن السوري».
هذا، وتناولت وسائل إعلام روسية، بينها وكالة «ريا نوفوستي» الحكومية، الخيارات المتاحة الآن أمام روسيا، وانطلاقا من عرضها وجهات نظر خبراء، بينهم مسؤولون عسكريون أتراك سابقون روجت الوكالة فكرة تشكيل تحالف «روسي - تركي - إيراني» في سوريا، بما في ذلك إطلاق تعاون بين أنقرة والنظام السوري. ولدعم تلك الفكرة نقلت «ريا نوفوستي» عن الجنرال إسماعيل حقي، المدير السابق للاستخبارات التركية، - المعروف بتأييده بشار الأسد - قوله إنه «على تركيا الآن أن تتعاون مع النظام السوري. وفي حال وحدت تركيا وسوريا وروسيا وإيران قواهم فسيتمكنون من إبعاد الولايات المتحدة». إلى ذلك، عبر وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن إحباطه لأن جهوده الدبلوماسية لإنهاء النزاع في سوريا لم يتم دعمها بعمل عسكري تشنه الولايات المتحدة، في انتقاد ضمني للرئيس أوباما. وحسب تسجيل نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» يعود تاريخه إلى الأسبوع الماضي، قال كيري أمام منظمة مؤلفة من مدنيين سوريين إن دعوته إلى التحرك عسكريا ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد لم تلق آذانا صاغية. وأوضح كيري: «دافعت عن استخدام القوة (...) لكن الأمور تطورت بشكل مختلف».
وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن كيري قال، خلال اجتماع مع عدد صغير من المدنيين السوريين وشخصيات أخرى، إنه فقد الحجة داخل إدارة الرئيس باراك أوباما لدعم الجهود الدبلوماسية لإنهاء إراقة الدماء في سوريا؛ بسبب التهديد باستخدام القوة العسكرية. وأضافت الصحيفة أنها حصلت على تسجيل صوتي للاجتماع الذي استمر 40 دقيقة في مقر البعثة الهولندية بالأمم المتحدة في 22 سبتمبر (أيلول). وقالت إنه كان من بين المشاركين الذين بلغ عددهم نحو 20 شخصا ممثلين لأربع جماعات سورية توفر خدمات التعليم والإنقاذ والإسعافات الطبية في المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة المسلحة، ومعهم دبلوماسيون من ثلاث أو أربع دول.
وعُقد الاجتماع بعد أيام من انهيار هدنة كان كيري قد تفاوض عليها مع روسيا، وتعرض مناطق تسيطر عليها قوات المعارضة بمدينة حلب السورية لغارات جوية عنيفة في الوقت الذي رفضت فيه موسكو وحكومة الرئيس بشار الأسد نداء أميركيا لوقف الغارات. وقالت الصحيفة إن كيري شكا مرارا من أن جهوده الدبلوماسية لا تحظى بدعم بسبب تهديد خطير باستخدام القوة العسكرية. وقال كيري في تسجيل صوتي، بُث على موقع الصحيفة على الإنترنت: «أعتقد أنكم تنظرون إلى ثلاثة أشخاص أو أربعة أشخاص في الإدارة يدافعون كلهم عن استخدام القوة وقد فقدت الحجة.. إننا نحاول انتهاج الدبلوماسية وأعرف أنه أمر محبط. لن تجدوا أحدا أكثر شعورا بالإحباط منا».
وقال مصدر، في وزارة الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إن الوزارة تشهد «تيارات متعارضة تشبه تلك التي في سوريا، مع الفرق في المحتوى»، مضيفا أن «الغموض» في الخارجية الأميركية يشبه «غموض الوضع في سوريا». وأشار المصدر إلى أن دبلوماسيين في الخارجية ظلوا يعيشون في إطار هذا الغموض، وهذه التيارات المتعارضة، منذ كانت هيلاري كلينتون وزيرة للخارجية حتى قبل 4 سنوات، وأن التوتر كان سبب مغادرة عدد من كبار الدبلوماسيين وزارة الخارجية أو الإدارة، وتفصيلهم مناصب السفراء، وتابع أن سبب التوتر كان، منذ البداية، رفض الرئيس باراك أوباما رأي كلينتون بالتدخل العسكري الأميركي المبكر ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، مؤكدا أن أوباما لا يزال يرفض هذا الرأي - أي التدخل - الذي يميل نحوه وزير الخارجية جون كيري.
وأضاف المصدر أن «مشكلة المشكلات هي أن أوباما رفض التدخل عندما كان التدخل سهلا، فكيف يمكن أن يقبله وقد تعقد الوضع كثيرا؟!»، وأن الرأي العام الأميركي «ربما كان سيقبل التدخل» في عهد هيلاري كلينتون، لكن ليس في عهد كيري، واستطرد قائلاً إن كيري «يتمزق من الداخل.. ليس فقط لأن الروس صاروا يسيطرون على الوضع في سوريا، ولكن أيضا لأن الروس كانوا غائبين عن الساحة عندما كان التدخل العسكري الأميركي سهلا».



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.