أعرب وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو عن استعداد بلاده للتعاون مع روسيا في إيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا وسعيها من أجل وقف إطلاق النار حال شرعت في ذلك بشكل صادق، هذا في الوقت، الذي قال فيه وزير الدفاع التركي فكري أيشق، أمس، إن بلاده ستغلق تماما حدودها مع سوريا الممتدة بطول 911 كيلومترا بحلول الربيع المقبل بعدما تنتهي من تشييد جدار لهذا الغرض.
وقال جاويش أوغلو في مؤتمر صحافي في أنقرة أمس الخميس مع نظيره اللاتفي ادغارس رينكفيكس إنه عند النظر إلى انتهاكات وقف إطلاق النار في سوريا، والعقبات التي واجهتها قوافل المساعدات الإنسانية في الوصول إلى البلاد، فإن النظام السوري وحلفاءه، كانوا المسؤولين عن تلك الانتهاكات حتى اليوم.
وأكد جاويش أوغلو دعم تركيا للاتفاق الروسي الأميركي حول وقف إطلاق النار المعلن بينهما في سوريا مؤخرًا، وسعيهم من أجل إنجاحه.
وأضاف أن أنقرة تتعاون مع الأمم المتحدة حول إيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا، مستدركًا أن شاحنات المساعدات قصفت من قبل قوات النظام السوري وهي في طريقها إلى مدينة حلب شمال سوريا.
وأشار جاويش إلى ارتكاب النظام وحلفائه جرائم حرب في سوريا على مدى السنوات الخمس الأخيرة، من خلال استخدام الأسلحة الكيماوية مرارًا وتكرارًا فضلاً عن استخدامه البراميل المتفجرة.
وفي 19 سبتمبر (أيلول) الجاري، تعرضت قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة، لقصف جوي في سوريا، وتبادلت روسيا وأميركا الاتهامات بشأن المسؤولية عن القصف، وأفادت مصادر في المعارضة أن القصف استهدف أيضًا مركزًا للهلال الأحمر السوري ببلدة «أورم الكبرى»، بريف حلب الغرب، أثناء تفريغ حمولة الشاحنات، التي تحمل مساعدات إنسانية.
جاء ذلك فيما أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أمس الخميس أن بلاده مصممة على القضاء على «ممر الإرهاب» الواقع على حدودها مع سوريا، في إشارة إلى ما تسميه أنقرة تهديدا ثنائيا لها من تنظيم داعش والمقاتلين الأكراد السوريين.
وأضاف إردوغان أمام مجموعة من المسؤولين المحليين في قصر الرئاسة بأنقرة أن العالم بدأ يدرك أن القوات الكردية السورية وتنظيم داعش والمقاتلين الموالين للرئيس السوري بشار الأسد، يساعدون بعضهم بعضا.
في الوقت نفسه، أكد مجلس الأمن القومي التركي ضرورة إقامة «منطقة آمنة خالية من الإرهاب» وفرض «منطقة حظر جوي» شمال سوريا، قائلا في بيان عقب اجتماعه برئاسة إردوغان، أمس، إن أولوية عملية درع الفرات التي تدعم فيها القوات التركية عناصر من الجيش السوري الحر في شمال سوريا، هي «تأمين أمن حدودنا والحفاظ على حياة وأموال من يعيشون في المنطقة وتطهيرها من عناصر داعش وحزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب الكردية، ودعم الجيش السوري الحر للحفاظ على وحدة أراضي سوريا».
وأوضح البيان أن «أولوية أهداف عملية (درع الفرات) التي بدأتها تركيا في شمال سوريا هي منع تشكيل حزام إرهابي على حدود تركيا مع سوريا وضمان أمن حدودها والحفاظ على حياة وأموال من يعيشون في المنطقة وتطهيرها من داعش والاتحاد الديمقراطي الكردي ووحدات حماية الشعب الكردية الإرهابية» على حد وصف البيان، ودعم الجيش السوري الحر من أجل الحفاظ على وحدة أراضي بلاده.
وأكد البيان ضرورة إقامة منطقة آمنة خالية من الإرهاب وفرض منطقة حظر جوي في منطقة شمال سوريا التي تستخدمها المنظمات الإرهابية وتولد خطرا أمنيا في المنطقة الحدودية مع تركيا.
من جانبه قال نائب رئيس الوزراء المتحدث باسم الحكومة التركية نعمان كورتولموش إنه «لا يمكن لجهة بمفردها فرض حل حسب رغبتها للأزمة السورية»، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة وروسيا والدول الأخرى، أدركت أنه لا يمكن لأي جهة فرض منظور حل بمفردها في البلاد.
ولفت إلى أن عملية «درع الفرات تهدف إلى الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، والحيلولة دون سيطرة تنظيم بمفرده على الحدود السورية التركية الممتدة بطول 911 كيلومترا.
ونوّه إلى أن الوضع الراهن في سوريا بات أكثر إيجابية مما سبق، فيما يتعلق بتحقيق السلام، مضيفًا: «الولايات المتحدة وروسيا والدول الأخرى أدركت أنه لا يمكن لأحد بمفرده فرض حل للأزمة في سوريا».
ميدانيا، أجرى وزير الدفاع التركي فكري أيشق وقائد القوات البرية، الفريق أول صالح زكي جولاق أمس الخميس، جولة تفقدية في للوحدات العسكرية المنتشرة على الحدود مع سوريا. واطلع إيشيك على سير العمليات داخل سوريا والتدابير الأمنية المتخذة في المناطق الحدودية، وتواصل من مركز العمليات عبر الدوائر التلفزيونية المغلقة مع قادة الوحدات المشاركة في درع الفرات.
في الوقت نفسه، أعلنت رئاسة هيئة الأركان العامة للجيش التركي أن مقاتلاتها قصفت هدفين لتنظيم داعش الإرهابي في قرية عويشية وهدفا واحدا في قرية احتيملات بريف حلب شمال سوريا، بـ4 قنابل، ما أسفر عن تدمير مبنيين ومقتل من فيهما وتدمير مستودع ذخيرة.
وأشارت في بيان إلى أن قوات المعارضة السورية استعادت السيطرة على قرية الأيوبية شرق بلدة «الراعي» بحلب بعد غطاء بري وجوي كثيف من الجيش التركي، لافتة أن عناصر «داعش» تمكنوا من استعادة السيطرة على قرية «تل عار» جنوب الراعي، بعد هجوم كثيف على القرية.
وأكدت مقتل عنصر من «داعش» جراء غارتين على قرية رائل و3 غارات على منطقة تلالين بريف حلب، نفذتها طائرات التحالف الدولي شمال سوريا.
إلى ذلك، قال وزير الدفاع التركي فكري أيشق، أمس، إن بلاده ستغلق تماما حدودها مع سوريا الممتدة بطول 911 كيلومترا بحلول الربيع المقبل بعدما تنتهي من تشييد جدار لهذا الغرض.
وقال أيشق للصحافيين في مدينة قرقميش الحدودية في تصريحات نقلها التلفزيون التركي على الهواء «نريد إغلاق الحدود مع سوريا التي يبلغ طولها 911 كيلومترا.. ستغلق تماما بحلول ربيع عام 2017». كما أوردت (رويترز).
وقال مسؤولون إن الجدار يهدف لوقف الهجرة غير الشرعية من سوريا إلى تركيا التي تستضيف حاليا ثلاثة ملايين لاجئ سوري.







