أنقرة: مستعدون للتعاون مع روسيا لإيصال المساعدات ووقف إطلاق النار

وزير الدفاع: تركيا ستغلق تماما حدودها مع سوريا بحلول الربيع المقبل

أنقرة: مستعدون للتعاون مع روسيا لإيصال المساعدات ووقف إطلاق النار
TT

أنقرة: مستعدون للتعاون مع روسيا لإيصال المساعدات ووقف إطلاق النار

أنقرة: مستعدون للتعاون مع روسيا لإيصال المساعدات ووقف إطلاق النار

أعرب وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو عن استعداد بلاده للتعاون مع روسيا في إيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا وسعيها من أجل وقف إطلاق النار حال شرعت في ذلك بشكل صادق، هذا في الوقت، الذي قال فيه وزير الدفاع التركي فكري أيشق، أمس، إن بلاده ستغلق تماما حدودها مع سوريا الممتدة بطول 911 كيلومترا بحلول الربيع المقبل بعدما تنتهي من تشييد جدار لهذا الغرض.

وقال جاويش أوغلو في مؤتمر صحافي في أنقرة أمس الخميس مع نظيره اللاتفي ادغارس رينكفيكس إنه عند النظر إلى انتهاكات وقف إطلاق النار في سوريا، والعقبات التي واجهتها قوافل المساعدات الإنسانية في الوصول إلى البلاد، فإن النظام السوري وحلفاءه، كانوا المسؤولين عن تلك الانتهاكات حتى اليوم.
وأكد جاويش أوغلو دعم تركيا للاتفاق الروسي الأميركي حول وقف إطلاق النار المعلن بينهما في سوريا مؤخرًا، وسعيهم من أجل إنجاحه.
وأضاف أن أنقرة تتعاون مع الأمم المتحدة حول إيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا، مستدركًا أن شاحنات المساعدات قصفت من قبل قوات النظام السوري وهي في طريقها إلى مدينة حلب شمال سوريا.
وأشار جاويش إلى ارتكاب النظام وحلفائه جرائم حرب في سوريا على مدى السنوات الخمس الأخيرة، من خلال استخدام الأسلحة الكيماوية مرارًا وتكرارًا فضلاً عن استخدامه البراميل المتفجرة.
وفي 19 سبتمبر (أيلول) الجاري، تعرضت قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة، لقصف جوي في سوريا، وتبادلت روسيا وأميركا الاتهامات بشأن المسؤولية عن القصف، وأفادت مصادر في المعارضة أن القصف استهدف أيضًا مركزًا للهلال الأحمر السوري ببلدة «أورم الكبرى»، بريف حلب الغرب، أثناء تفريغ حمولة الشاحنات، التي تحمل مساعدات إنسانية.
جاء ذلك فيما أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أمس الخميس أن بلاده مصممة على القضاء على «ممر الإرهاب» الواقع على حدودها مع سوريا، في إشارة إلى ما تسميه أنقرة تهديدا ثنائيا لها من تنظيم داعش والمقاتلين الأكراد السوريين.
وأضاف إردوغان أمام مجموعة من المسؤولين المحليين في قصر الرئاسة بأنقرة أن العالم بدأ يدرك أن القوات الكردية السورية وتنظيم داعش والمقاتلين الموالين للرئيس السوري بشار الأسد، يساعدون بعضهم بعضا.
في الوقت نفسه، أكد مجلس الأمن القومي التركي ضرورة إقامة «منطقة آمنة خالية من الإرهاب» وفرض «منطقة حظر جوي» شمال سوريا، قائلا في بيان عقب اجتماعه برئاسة إردوغان، أمس، إن أولوية عملية درع الفرات التي تدعم فيها القوات التركية عناصر من الجيش السوري الحر في شمال سوريا، هي «تأمين أمن حدودنا والحفاظ على حياة وأموال من يعيشون في المنطقة وتطهيرها من عناصر داعش وحزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب الكردية، ودعم الجيش السوري الحر للحفاظ على وحدة أراضي سوريا».
وأوضح البيان أن «أولوية أهداف عملية (درع الفرات) التي بدأتها تركيا في شمال سوريا هي منع تشكيل حزام إرهابي على حدود تركيا مع سوريا وضمان أمن حدودها والحفاظ على حياة وأموال من يعيشون في المنطقة وتطهيرها من داعش والاتحاد الديمقراطي الكردي ووحدات حماية الشعب الكردية الإرهابية» على حد وصف البيان، ودعم الجيش السوري الحر من أجل الحفاظ على وحدة أراضي بلاده.
وأكد البيان ضرورة إقامة منطقة آمنة خالية من الإرهاب وفرض منطقة حظر جوي في منطقة شمال سوريا التي تستخدمها المنظمات الإرهابية وتولد خطرا أمنيا في المنطقة الحدودية مع تركيا.
من جانبه قال نائب رئيس الوزراء المتحدث باسم الحكومة التركية نعمان كورتولموش إنه «لا يمكن لجهة بمفردها فرض حل حسب رغبتها للأزمة السورية»، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة وروسيا والدول الأخرى، أدركت أنه لا يمكن لأي جهة فرض منظور حل بمفردها في البلاد.
ولفت إلى أن عملية «درع الفرات تهدف إلى الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، والحيلولة دون سيطرة تنظيم بمفرده على الحدود السورية التركية الممتدة بطول 911 كيلومترا.
ونوّه إلى أن الوضع الراهن في سوريا بات أكثر إيجابية مما سبق، فيما يتعلق بتحقيق السلام، مضيفًا: «الولايات المتحدة وروسيا والدول الأخرى أدركت أنه لا يمكن لأحد بمفرده فرض حل للأزمة في سوريا».
ميدانيا، أجرى وزير الدفاع التركي فكري أيشق وقائد القوات البرية، الفريق أول صالح زكي جولاق أمس الخميس، جولة تفقدية في للوحدات العسكرية المنتشرة على الحدود مع سوريا. واطلع إيشيك على سير العمليات داخل سوريا والتدابير الأمنية المتخذة في المناطق الحدودية، وتواصل من مركز العمليات عبر الدوائر التلفزيونية المغلقة مع قادة الوحدات المشاركة في درع الفرات.
في الوقت نفسه، أعلنت رئاسة هيئة الأركان العامة للجيش التركي أن مقاتلاتها قصفت هدفين لتنظيم داعش الإرهابي في قرية عويشية وهدفا واحدا في قرية احتيملات بريف حلب شمال سوريا، بـ4 قنابل، ما أسفر عن تدمير مبنيين ومقتل من فيهما وتدمير مستودع ذخيرة.
وأشارت في بيان إلى أن قوات المعارضة السورية استعادت السيطرة على قرية الأيوبية شرق بلدة «الراعي» بحلب بعد غطاء بري وجوي كثيف من الجيش التركي، لافتة أن عناصر «داعش» تمكنوا من استعادة السيطرة على قرية «تل عار» جنوب الراعي، بعد هجوم كثيف على القرية.
وأكدت مقتل عنصر من «داعش» جراء غارتين على قرية رائل و3 غارات على منطقة تلالين بريف حلب، نفذتها طائرات التحالف الدولي شمال سوريا.
إلى ذلك، قال وزير الدفاع التركي فكري أيشق، أمس، إن بلاده ستغلق تماما حدودها مع سوريا الممتدة بطول 911 كيلومترا بحلول الربيع المقبل بعدما تنتهي من تشييد جدار لهذا الغرض.
وقال أيشق للصحافيين في مدينة قرقميش الحدودية في تصريحات نقلها التلفزيون التركي على الهواء «نريد إغلاق الحدود مع سوريا التي يبلغ طولها 911 كيلومترا.. ستغلق تماما بحلول ربيع عام 2017». كما أوردت (رويترز).
وقال مسؤولون إن الجدار يهدف لوقف الهجرة غير الشرعية من سوريا إلى تركيا التي تستضيف حاليا ثلاثة ملايين لاجئ سوري.



انفجار أسعار في مناطق سيطرة الحوثيين يخنق معيشة السكان

سوق شعبية للملابس في صنعاء التي يعاني سكانها من انفجار أسعار كبير (الشرق الأوسط)
سوق شعبية للملابس في صنعاء التي يعاني سكانها من انفجار أسعار كبير (الشرق الأوسط)
TT

انفجار أسعار في مناطق سيطرة الحوثيين يخنق معيشة السكان

سوق شعبية للملابس في صنعاء التي يعاني سكانها من انفجار أسعار كبير (الشرق الأوسط)
سوق شعبية للملابس في صنعاء التي يعاني سكانها من انفجار أسعار كبير (الشرق الأوسط)

تراجعت القدرة الشرائية لغالبية اليمنيين في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية، بعد موجة غلاء شديدة ضربت الأسواق، وارتفعت معها أسعار المواد والسلع الأساسية والغذائية، على الرغم من تراجعها عالمياً للشهر الثالث على التوالي.

وارتفعت الأسعار في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء وجميع المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة الحوثية خلال الأسابيع الماضية؛ ما اضطر كثيراً من العائلات إلى خفض استهلاكها من بعض السلع، أو الاستغناء عن بعض الأصناف، مثل الخضراوات والفواكه، في حين رفعت المطاعم أسعار الوجبات التي تقدمها، رغم تراجع الإقبال عليها.

وتقول مصادر تجارية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» إن أسعار بعض السلع الغذائية زادت، خلال الأسابيع الماضية، بشكل كبير ومفاجئ، في حين حدثت زيادات تدريجية لسلع أخرى، دون أن يصدر حول ذلك أي بيانات أو توضيح من الجماعة الحوثية التي تسيطر على القطاع التجاري، أو إجراءات للحد من ذلك.

وزاد سعر كيس الدقيق زنة 50 كيلوغراماً نحو 3 دولارات؛ حيث ارتفع أحد أنواعه من 12400 ريال يمني إلى نحو 14 ألف ريال، وتفاوتت الزيادة في أسعار كيس الأرز بين 3 و6 دولارات، حسب النوع، بينما ارتفع سعر زجاجة الزيت (5 لترات) بمقدار دولارين لغالبية أنواعه، وتجاوز سعر كرتونة البيض 4 دولارات، بعد أن وصل إلى 2200 ريال. (تفرض الجماعة سعراً ثابتاً للدولار يساوي 535 ريالاً يمنياً).

اتهامات للحوثيين بفرض جبايات لتعويض خسائرهم من العقوبات الأميركية والغارات الإسرائيلية (أ.ف.ب)

وتقول أروى سلام، وهي معلمة وربَّة منزل، لـ«الشرق الأوسط»، إنها اضطرت منذ نحو شهر للتخلي عن شراء الخضراوات تماماً، ما عدا الضروري منها لإعداد الوجبات، في محاولة منها لتوفير ثمن الدقيق والسكر والأرز.

وشملت الزيادات أسعار الخضراوات والفواكه محلية الإنتاج، والمعلبات التي تدخل ضمن أساسيات التغذية في اليمن، مثل التونة واللبن المجفف والأجبان، التي اضطرت غالبية العائلات للتوقف عن شرائها.

خنق الأسواق

بدأت موجة الغلاء الجديدة في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية بقفزة كبيرة في أسعار السكر، أواخر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي؛ إذ ارتفع سعر الكيس الذي يزن 50 كيلوغراماً من 20 ألف ريال، إلى 26 ألف ريال لأكثر أنواعه انتشاراً في الأسواق، وهي زيادة تعادل نحو 12 دولاراً.

يمنيان يبيعان الحبوب المنتجة محلياً في سوق بوسط صنعاء (إ.ب.أ)

ومع موجة الغلاء الأخيرة، عاود السكر ارتفاع أسعاره خلال الأسابيع الماضية، وتفاوتت الزيادة الجديدة بين دولارين وأربعة دولارات، إلا أن غالبية الباعة استمروا ببيعه وفقاً للزيادة الأولى، التي تسببت بارتفاع أسعار المشروبات في المقاهي، وعدد من الأصناف التي يدخل في تكوينها.

وواجهت المطاعم صعوبات في التعامل مع الزيادات السعرية الجديدة، بعد أن اضطرت لرفع أسعار الوجبات التي تقدمها، وهو ما أدى إلى تراجع الإقبال عليها.

وتحدث عمار محمد، وهو مدير صالة في أحد المطاعم لـ«الشرق الأوسط» عن قلة عدد رواد المطعم الذي يعمل فيه منذ ارتفاع أسعار الوجبات، مع عزوف من تبقى منهم عن تناول الوجبات المرتفعة الثمن، وتقليل الكميات التي يتناولونها، وهو ما تسبب في تراجع دخل المطعم.

الجماعة الحوثية فرضت المزيد من الجبايات على نقل البضائع متسببة في موجات غلاء متتالية (غيتي)

وأبدى خشيتَه من أن يُضطَر مُلاك المطاعم إلى تسريح بعض العمال بسبب هذا التراجع، رغم توقُّعه تكيُّف معظم الزبائن مع الوضع الجديد، ورجوعهم إلى عاداتهم في تناول الوجبات خارج منازلهم بعد مضي بعض الوقت.

إلا أن باحثاً اقتصادياً نفى إمكانية حدوث التكيف مع الأوضاع الجديدة؛ فبعد كل هذه السنين من الأزمات المعيشية، والإفقار المتعمد للسكان، حسب وصفه، أصبح التكيف أمراً غاية في الصعوبة، خصوصاً مع توقف رواتب موظفي الدولة، واتساع رقعة البطالة، وتراجع المساعدات الإغاثية.

ولفت الباحث الذي طلب من «الشرق الأوسط» عدم الإفصاح عن هويته لإقامته في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية، إلى أن التكيف يحدث في أوضاع يمكن أن تتوفر فيها فرص للسكان لزيادة مداخيلهم، وابتكار طرق جديدة لتحسين معيشتهم.

الأسواق في مناطق سيطرة الحوثيين تعاني من ركود كبير بعد موجات الغلاء (أ.ف.ب)

وأوضح أن الجماعة لا تهتم إلا بزيادة عائداتها، وتتبع جميع الوسائل التي ترهق السكان؛ من فرض المزيد من الضرائب والجمارك ومضاعفتها بشكل غير قانوني، والعبث بالقطاع التجاري والاستثماري، وجميعها إجراءات تعمّق الركود وتعيق الحركة المالية ونشوء الأسواق وتوسع البطالة.

غلاء عكس المتوقع

امتنعت كبريات الشركات التجارية عن إبداء تفسيرات لهذه الزيادات السعرية، بالتوازي مع عدم اتخاذ الجماعة الحوثية أي إجراءات لمنعها أو تفسيرها، رغم ادعاءاتها باستمرار إجراءاتها للرقابة السعرية، وحماية المستهلكين من الاستغلال.

تأتي هذه الزيادات في الوقت الذي أظهرت فيه مؤشرات «منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو)»، تراجعاً عالمياً في أسعار السلع الغذائية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، للشهر الثالث على التوالي.

وبيَّنت المؤشرات، التي أعلنت عنها «فاو»، والتي ترصد أسعار سلَّة من السلع الغذائية المتداولة حول العالم، ظهور انخفاض من متوسط 126.6 نقطة خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي إلى 125.1 نقطة، الشهر الماضي، بما يساوي 1.2 في المائة.

وطبقاً لذلك، هبطت أسعار أغلب فئات السلع الأساسية، مثل الألبان ومنتجاتها واللحوم والزيوت النباتية والسكر، رغم ارتفاع مؤشر أسعار الحبوب.

وأرجعت المنظمة الأممية هذا التراجع السعري إلى وفرة المعروض العالمي من السلع، وزيادة الإمدادات في أسواق التصدير، ما زاد المنافسة وخفّض الضغوط السعرية.

ومنذ أيام، حذَّرت المنظمة ذاتها من أن نصف الأسر في اليمن تعاني من نقص الغذاء والحرمان الشديد في أربع محافظات.


«صحة غزة» تحذر من النقص في الأدوية والمستلزمات الطبية بالقطاع

52 % من الأدوية الأساسية و71 % من المستهلكات الطبية بات رصيدها «صفراً» في مستشفيات غزة (إ.ب.أ)
52 % من الأدوية الأساسية و71 % من المستهلكات الطبية بات رصيدها «صفراً» في مستشفيات غزة (إ.ب.أ)
TT

«صحة غزة» تحذر من النقص في الأدوية والمستلزمات الطبية بالقطاع

52 % من الأدوية الأساسية و71 % من المستهلكات الطبية بات رصيدها «صفراً» في مستشفيات غزة (إ.ب.أ)
52 % من الأدوية الأساسية و71 % من المستهلكات الطبية بات رصيدها «صفراً» في مستشفيات غزة (إ.ب.أ)

حذَّرت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم (الأحد)، من النقص الشديد في الأدوية والمستهلكات الطبية الذي وصفته بأنه عند «مستويات كارثية».

وأوضحت الوزارة، في بيان، أن 52 في المائة من الأدوية الأساسية و71 في المائة من المستهلكات الطبية بات رصيدها «صفراً»، كما أن 70 في المائة من المستهلكات اللازمة لتشغيل المختبرات بات رصيدها «صفراً» أيضاً.

وقالت الوزارة التي تديرها حركة «حماس»، في بيان، إن أقسام جراحة العظام، والغسل الكلوي، والعيون، والجراحة العامة، والعمليات، والعناية الفائقة، تواجه تحديات كارثية مع نقص المستهلكات الطبية، كما أن هناك نقصاً شديداً في الأدوية اللازمة للرعاية الأولية والسرطان وأمراض الدم.

وحذَّرت الوزارة من تصاعد الأزمة في ظل زيادة الحاجة إلى مزيد من التدخلات العلاجية للمرضى والجرحى، وطالبت بتعزيز الإمدادات الطبية العاجلة لتمكين الأطقم الطبية من أداء عملها.


الحوثيون ينفِّذون حملة تجنيد قسري في الحديدة وذمار

رغم الإغراءات والتهديد ترفض غالبية السكان الالتحاق بجبهات الحوثيين (إعلام محلي)
رغم الإغراءات والتهديد ترفض غالبية السكان الالتحاق بجبهات الحوثيين (إعلام محلي)
TT

الحوثيون ينفِّذون حملة تجنيد قسري في الحديدة وذمار

رغم الإغراءات والتهديد ترفض غالبية السكان الالتحاق بجبهات الحوثيين (إعلام محلي)
رغم الإغراءات والتهديد ترفض غالبية السكان الالتحاق بجبهات الحوثيين (إعلام محلي)

وسط تصاعد الغضب الشعبي من تدهور الأوضاع المعيشية واتساع رقعة الفقر، بدأت الجماعة الحوثية تنفيذ حملة تجنيد قسرية في مناطق سيطرتها بمحافظتي الحديدة وذمار، بعد فشل محاولاتها السابقة في استقطاب الفقراء للالتحاق بمعسكرات التدريب مقابل وعود برواتب شهرية.

ولجأت الجماعة المتحالفة مع إيران -حسبما ذكرته مصادر حكومية- إلى اعتقال عدد من وجهاء تلك المناطق بتهمة «التخاذل» في مسعى لإجبار السكان على إرسال أبنائهم للقتال.

وأكدت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين اعتقلوا عدداً من وجهاء مديرية «جبل راس» في الحديدة، بعد رفضهم إجبار الأهالي على إرسال أبنائهم إلى معسكرات التدريب، ضمن حملات التعبئة التي تزعم الجماعة أنها مخصصة لـ«تحرير فلسطين».

وقالت المصادر إن سكان المديريات الخاضعة للجماعة يواجهون حملة تضييق وعقوبات غير مسبوقة، بسبب رفضهم الانخراط في القتال، وإن الوجهاء لا يزالون رهن الاعتقال منذ أيام.

الحوثيون يرغمون الدعاة على قيادة حملات التجنيد (إعلام محلي)

وأوضحت السلطات المحلية الموالية للحكومة الشرعية، أن السكان -رغم الفقر المدقع الذي يعيشونه- رفضوا الانضمام لمعسكرات التدريب. وأشارت إلى أن القيادي الحوثي أحمد البشري، مسؤول ما تسمَّى «التعبئة العامة»، وعبد الله عطيف الذي عيَّنته الجماعة محافظاً للحديدة، أجبرا عدداً من الدعاة على مرافقتهم إلى تجمع أقيم في مدينة زبيد ضمن حملة التجنيد هناك. واعتبرت أن لجوء الجماعة إلى مثل هذا السلوك يعكس «حالة الإفلاس والتخبط» بعد فشلها في استقطاب أبناء تهامة.

وقالت السلطات إن مسؤول التعبئة الحوثي أبلغ الدعاة خلال الاجتماع أن زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي أبدى استياءه الشديد من المجتمع التهامي، بسبب رفض أبنائه الالتحاق بالتجنيد، وعدم التجاوب مع دعوات التعبئة، رغم أن الحديدة تعد من أكثر المحافظات معاناة من انعدام الأمن الغذائي والفقر.

ضغوط على الدعاة

وطبقاً لما نقلته السلطات المحلية، وجَّه القيادي الحوثي أحمد البشري تهديداً مباشراً للدعاة، وأمرهم باستخدام نفوذهم ومنابر المساجد للضغط على الأهالي لإرسال أبنائهم إلى معسكرات التجنيد والجبهات، وإصدار فتاوى بوجوب حمل السلاح. كما هدد بإلحاق الدعاة وأُسرهم قسراً بالدورات الطائفية والعسكرية في حال رفضهم تنفيذ التعليمات.

وحذَّرت السلطات المحلية من أن الجماعة الحوثية تعمل على تحويل الدعاة وزعماء القبائل إلى أدوات لشرعنة التجنيد القسري، وتهدد كل من يتأخر أو يرفض بالاتهام بالولاء للحكومة الشرعية.

بينما يعاني اليمنيون من انعدام الغذاء يستمر الحوثيون في الإنفاق على التجنيد (إعلام محلي)

واستغلت الجماعة حالة الفقر الشديد، وانقطاع المرتبات، وانعدام الوظائف، لإغراء الأهالي برواتب شهرية، ووعدت بإدراج أبنائهم في قوائم المستحقين للمساعدات الغذائية عند استئناف توزيعها. وفق المصادر ذاتها.

إلى ذلك، واصلت الجماعة الحوثية التضييق على سكان محافظة ذمار (مائة كيلومتر جنوب صنعاء) إذ أجبرت الأهالي في عدد من المديريات على الخروج في وقفات تحت شعار «النفير والتعبئة العامة»، وألزمت المشاركين برفع شعاراتها، في حين قام عناصرها بتصوير الحشود لتقديمها كدليل على وجود «حاضنة شعبية».

وقالت مصادر محلية إن مشرفي الحوثيين أبلغوا مسؤولي القرى والعزل بضرورة الحضور الإجباري لهذه الفعاليات، والاستعداد لـ«النفير العام» تحت غطاء دعم فلسطين، رغم توقف الحرب في غزة منذ مدة. كما ألزمت نساءً وفتيات بتسجيل أسمائهن كمتطوعات، ولوَّحت بعقوبات لمن يرفض، في خطوة تهدف إلى حشد أكبر عدد ممكن للفعالية التي دعت إليها الجماعة في صنعاء.

أزمة هي الأشد عالمياً

تأتي هذه الممارسات الحوثية -وفق مراقبين- في وقت تؤكد فيه الأمم المتحدة أن اليمن لا يزال يعيش واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم؛ إذ يحتاج أكثر من 19.5 مليون شخص إلى مساعدات إنسانية هذا العام، بسبب النزاع المستمر، والانهيار الاقتصادي، وتداعيات تغير المناخ.

يمنيون نازحون في صنعاء يدفئون أنفسهم تحت أشعة الشمس في مخيم مؤقت وسط طقس بارد (إ.ب.أ)

ووفق مفوضية شؤون اللاجئين، فإن نحو 4.8 مليون يمني ما زالوا نازحين داخلياً، بينما استقبلت البلاد أكثر من 62 ألف لاجئ وطالب لجوء، معظمهم من الصومال وإثيوبيا. وتوضح المفوضية أنها تعمل في معظم محافظات البلاد بالتنسيق مع السلطات والشركاء المحليين، لتوفير الحماية والمساعدات للفئات الأكثر تضرراً.

وعلى الرغم من هذه المعاناة الواسعة، تواصل الجماعة الحوثية إنفاق الموارد على التجنيد وحملات الحشد الطائفي والعسكري، بدلاً من توجيهها لتخفيف الكارثة الإنسانية، حسبما تؤكده مصادر حكومية ومنظمات محلية.