«فصيل النمر» العراقي.. أسلحتهم من سوريا ورواتبهم من بغداد

مصدر لـ «الشرق الأوسط» : الفصيل نتاج انشقاقات فصائل شيعية كبرى حول أولوية القتال

نعى محمد باقر سليماني قائد «عصائب أهل الحق» العراقية ويبدو في صورة تذكارية مع قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» الإيراني
نعى محمد باقر سليماني قائد «عصائب أهل الحق» العراقية ويبدو في صورة تذكارية مع قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» الإيراني
TT

«فصيل النمر» العراقي.. أسلحتهم من سوريا ورواتبهم من بغداد

نعى محمد باقر سليماني قائد «عصائب أهل الحق» العراقية ويبدو في صورة تذكارية مع قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» الإيراني
نعى محمد باقر سليماني قائد «عصائب أهل الحق» العراقية ويبدو في صورة تذكارية مع قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» الإيراني

قال قائد فصيل عراقي مسلح يقاتل دعما للحكومة، لـ«رويترز»، إن قوة عسكرية كبيرة تتقدمها وحدة خاصة تعرف باسم «قوات النمر» بدأت التحرك في مدرعات ودبابات من أجل هجوم على مناطق شرق حلب التي تسيطر عليها المعارضة. هذا في الوقت الذي كشف فيه مصدر مقرب من إحدى الفصائل العراقية المسلحة، أن «الفصيل الذي يطلق عليه (النمر) الذي يضم مقاتلين عراقيين ودخل إلى سوريا، هو عبارة عن كتيبة تضم نحو ألفين و700 مقاتل».
وقال المصدر المقرب، الذي يزور بيروت حاليا، لـ«الشرق الأوسط»، إن «هؤلاء المقاتلين هم نتاج انشقاقات في عدة فصائل شيعية كبرى معروفة، حيث إن قسما منهم انشق عن منظمة بدر بزعامة هادي العامري، وقسما آخر انشق عن العصائب بزعامة قيس الخزعلي، وقسما آخر انشق عن كتائب (حزب الله)»، مبينا أن «هذه الانشقاقات ليس في الجانب العقائدي بل في أولويات القتال، حيث يرى البعض من هؤلاء أن الأولوية في القتال يجب أن تبقى في الظروف الحالية في العراق، التي فيها (داعش) ولا يزال يمثل خطرا، بينما هؤلاء يرون أنهم يرغبون وبسبب تأثيرات إيران، في القتال في سوريا».
وحول ما إذا كانت إيران غاضبة على الذين يرفضون إرسال مقاتلين إلى سوريا إلى الحد الذي يجعلهم ينشقون عن الفصيل الرئيسي، قال المصدر المقرب، إن «إيران لا مشكلة لديها، ولا يهمها إن كان فلان انشق أم لا، فهي تحتاج إلى موارد بشرية تقاتل في سوريا، ومن لديه عناصر يستطيع إرسالهم، فليكن، ومن ليس لديه مقاتلون يبقى على حاله وولائه لها، ولكن من ينشق وغالبا ما يطلقون على أنفسهم تسمية (الولائيين)، يرون أنهم قد يكونون الأقرب إلى إيران في المستقبل».
وبينما أشار المصدر إلى أن «هناك انشقاقات أخرى في الطريق»، أفاد بأن «هؤلاء يتقاضون رواتب من هيئة (الحشد الشعبي) في العراق، وقسم من الرواتب من إيران، أما الأسلحة الثقيلة وهي المدرعات والدبابات فهي موجودة أصلا في سوريا، لأنه لا يوجد طريق بري لنقل أسلحة من العراق، حيث إن المقاتلين يأتون إلى هنا في لبنان ومن لبنان ينتقلون إلى الأراضي السورية».
إلى ذلك، قتل أربعة عسكريين إيرانيين في سوريا خلال الأيام القليلة الماضية، بينهم قائد ميليشيات «عصائب أهل الحق» العراقية، التي تقاتل مع النظام السوري في مدينة حلب.
وأفادت وسائل إعلام إيرانية بمقتل ما لا يقل عن أربعة عسكريين إيرانيين في سوريا، مع القائد العسكري لـ«عصائب أهل الحق» العراقية، وذلك خلال اشتباكات مع فصائل المعارضة السورية في مدينة حلب السورية المحاصرة.
وأقرت مواقع إيرانية بمقتل محمد باقر سليماني، وهو المقرب من قائد «فيلق القدس» بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، في معارك عنيفة الجمعة الماضي، دارت بين الميليشيات الشيعية التي تدعم بشار الأسد مع المعارضة السورية في مدينة حلب.
كما نشر موقع «شهيد نيوز» تقريرا مصورا عن تشييع جرى، الجمعة الماضي، بمدينة قم وسط البلاد لـ12 قتيلا من الميليشيات الأفغانية «فاطميون»، والباكستانية «زينبيون» لقوا مصرعهم بمعارك حلب الأخيرة.
ويأتي مقتل مقاتلين من الفصائل الشيعية، في الوقت الذي تتزايد فيه الخسائر الإيرانية في سوريا، فضلا عن سقوط كثير من عناصر ما يسمى «حزب الله» في الآونة الأخيرة.
واعتبر حسن نصر الله، أمين عام ما يسمى «حزب الله» في لبنان، أمس، أن «لا آفاق للحلول السياسية.. وتبقى الكلمة الفصل للميدان»، وذلك بحسب ما نشر نقلا عنه في الصحافة اللبنانية.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».