«موزاييك».. فسيفساء الأكل المميز في بيروت

حامل لقب «أفضل فطور» وعنوان الأمسيات اللبنانية التراثية

مأكولات منوعة ({الشرق الأوسط}) - «موزاييك» وأجمل إطلالة على البحر - أصناف عديدة ومبتكرة - خلال التحضيرات للأمسية اللبنانية
مأكولات منوعة ({الشرق الأوسط}) - «موزاييك» وأجمل إطلالة على البحر - أصناف عديدة ومبتكرة - خلال التحضيرات للأمسية اللبنانية
TT

«موزاييك».. فسيفساء الأكل المميز في بيروت

مأكولات منوعة ({الشرق الأوسط}) - «موزاييك» وأجمل إطلالة على البحر - أصناف عديدة ومبتكرة - خلال التحضيرات للأمسية اللبنانية
مأكولات منوعة ({الشرق الأوسط}) - «موزاييك» وأجمل إطلالة على البحر - أصناف عديدة ومبتكرة - خلال التحضيرات للأمسية اللبنانية

في لبنان، وتحديدًا في بيروت، تقف عاجزًا أمام الكم الهائل للمطاعم الجيدة التي تركز على الديكور والإطلالة والطعام، وعلى الرغم من توسع دائرة انتشار المطابخ الغربية، لا سيما الإيطالية واليابانية، فإن المطبخ اللبناني لا يزال سيد المطابخ في داره، حيث تجد حاليًا في بيروت أفضل المطاعم التي تقدم المأكولات اللبنانية بشكل يستحق التقدير ودخول دليل ميشلن للتميز، لما تحمله الأطباق من إبداع من الناحية الجمالية والنكهة.
فيوجد حاليًا تركيز كبير على إضافة لمسة عصرية مبتكرة على أطباق قديمة، والنتيجة تزاوج في النكهات وطهاة يدركون كيف يمزجون القديم والجديد في قالب من الجودة.
ومن العناوين التي تشدك في بيروت، مطعم «موازييك» (Mosaic) الواقع داخل فندق فينيسيا، المطل على «زيتونة باي» وأجمل اليخوت الراسية بمحاذاة نادي سان جورج، مع شرفة كبيرة تستقصي من البحر نسماته.
ميزة هذا العنوان أنه يقدم أفضل فطور في العاصمة اللبنانية، حيث تم اختياره أفضل مطعم لتناول وجبة الصباح، لما يقدمه من تنوع في المأكولات، ففترة الصباح، يكون المطعم أشبه بخلية نحل، يقدم المأكولات على طريقة البوفيه، ولا أبالغ إذا قلت إن الأصناف التي تقدم تفوق قدرتك على تذكرها، فهي تبدأ من المعجنات والمناقيش التي تحضر أمامك في أفران تقليدية لتمتد إلى الكنافة اللذيذة مرورًا بالجبن والألبان واللحوم أيضًا، وأنصحك بعدم تفويت فرصة تذوق الكنافة على نفسك، فهي فعلاً من ألذ الأنواع المتوفرة في بيروت على الإطلاق، وحتى الفول له نصيبه ويقدم في خابيات تقليدية جميلة، وهناك تشكيلات واسعة للخضار والعجة التي تحضر بحسب الطلب.
وأهم ما يميز هذا البوفيه الرائع هو الوفرة والسخاء، فبمجرد انتهاء أي طبق يتم استبداله، ولو كانت عقارب الساعة تشير إلى اقتراب موعد إقفال فترة الفطور عند الساعة 11 صباحًا.
الخدمة ممتازة، وبغض النظر عن الضغط الذي يواجهه العاملون فترة الفطور الذي يشهد إقبالاً كبيرًا، سواء من النازلين في الفندق أو من الزوار من خارجه، فإن البسمة لا تفارقهم ويبذلون كل ما في وسعهم لتقديم ما يحتاجه الزبون، حتى لو كان طلبه غير متوفر في البوفيه.
أجمل ما في «موازييك» أنه يتبدل ويتغير بطريقة منظمة جدًا، فبعد الفطور يأتي وقت الغداء، وبطريقة سريعة جدًا يتحول البوفيه إلى مشهد آخر تطغى عليه الطبخات، على غرار تلك التي تحضر في المنزل.
ونجح «موزاييك» في جذب الذواقة فترة المساء من خلال أمسيات لبنانية بحتة، فعندما تصل إلى المدخل مساء كل سبت، تسمع الموسيقى الشرقية وأوتار العود تصدح من الداخل، وتشتم رائحة خبز الصاج وتسمع صوت الهاون في جرن الكبة التي تحضر في المطعم أمام الحضور، وبعيدًا عن الأطباق اللبنانية الرائعة يأتي دور الفن، بحيث تمزج اللقمة الطيبة مع الرقص الشرقي الذي يركز على الفولكلور اللبناني الأصيل وقارئة الفنجان في أجواء راقية لم تعد موجودة في كثير من الأماكن في أيامنا هذه.
المعروف عن المطبخ اللبناني أنه كباقي المطابخ العالمية تتأثر أطباقه بجودة المنتج، وهذا ما يسعى إليه الطهاة المشرفون على «موزاييك»، بحيث يتم اختيار أجود أنواع اللحوم والخضار من المزارع المحيلة، وهذا ما يجعل المأكولات مميزة وعلى قدر كبير من التقدير.



«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
TT

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)

من غزة إلى القاهرة انتقل مطعم «أبو حصيرة» الفلسطيني حاملاً معه لمساته في الطهي المعتمد على التتبيلة الخاصة، وتنوع أطباقه التي تبدأ من زبدية الجمبري والكاليماري إلى الفسيخ بطريقة مختلفة.

وتعتبر سلسلة المطاعم التي تحمل اسم عائلته «أبو حصيرة» والمنتشرة بمحاذاة شاطئ غزة هي الأقدم في الأراضي الفلسطينية، لكن بسبب ظروف الحرب اتجه بعض أفراد العائلة إلى مصر؛ لتأسيس مطعم يحمل الاسم العريق نفسه، وينقل أطباق السمك الحارة المميزة إلى فضاء جديد هو مدينة القاهرة، وفق أحمد فرحان أحد مؤسسي المطعم.

«صينية السمك من البحر إلى المائدة»، عنوان إحدى الأكلات التي يقدمها المطعم، وهي مكونة من سمك الـ«دنيس» في الفرن بالخضراوات مثل البقدونس والبندورة والبصل والثوم والتوابل، وإلى جانب هذه الصينية تضم لائحة الطعام أطباق أسماك ومقبلات منوعة، تعتمد على وصفات قديمة وتقليدية من المطبخ الفلسطيني. وتهتم بالنكهة وطريقة التقديم على السواء، مع إضفاء بعض السمات العصرية والإضافات التي تناسب الزبون المصري والعربي عموماً؛ حيث بات المطعم وجهة لمحبي الأكلات البحرية على الطريقة الفلسطينية.

على رأس قائمة أطباقه السمك المشوي بتتبيلة خاصة، وزبدية الجمبري بصوص البندورة والتوابل وحبات القريدس، وزبدية الجمبري المضاف إليها الكاليماري، والسمك المقلي بدقة الفلفل الأخضر أو الأحمر مع الثوم والكمون والليمون، وفيليه كريمة مع الجبن، وستيك، وجمبري بصوص الليمون والثوم، وجمبري بالكريمة، وصيادية السمك بالأرز والبصل والتوابل.

فضلاً عن قائمة طواجن السمك المطهو في الفخار، يقدم المطعم قائمة متنوعة من شوربات السي فود ومنها شوربة فواكه البحر، وشوربة الكريمة.

يصف محمد منير أبو حصيرة، مدير المطعم، مذاق الطعام الفلسطيني لـ«الشرق الأوسط»، قائلاً: «هو أذكى نكهة يمكن أن تستمتع بها، ومن لم يتناول هذا الطعام فقد فاته الكثير؛ فالمطبخ الفلسطيني هو أحد المطابخ الشرقية الغنية في منطقة بلاد الشام، وقد أدى التنوع الحضاري على مر التاريخ إلى إثراء نكهته وطرق طبخه وتقديمه».

أطباق سي فود متنوعة يقدمها أبو حصيرة مع لمسات تناسب الذوق المصري (الشرق الأوسط)

وأضاف أبو حصيرة: «وفي مجال المأكولات البحرية يبرز اسم عائلتنا التي تتميز بباع طويل ومميز في عالم الأسماك. إننا نتوارثه على مر العصور، منذ بداية القرن الماضي، ونصون تراثنا الغذائي ونعتبر ذلك جزءاً من رسالتنا».

«تُعد طرق طهي الأسماك على الطريقة الغزاوية خصوصاً حالة متفردة؛ لأنها تعتمد على المذاق الحار المميز، وخلطات من التوابل، والاحتفاء بالطحينة، مثل استخدامها عند القلي، إضافة إلى جودة المكونات؛ حيث اعتدنا على استخدام الأسماك الطازجة من البحر المتوسط المعروفة»، وفق أبو حصيرة.

وتحدث عن أنهم يأتون بالتوابل من الأردن «لأنها من أهم ما يميز طعامنا؛ لخلطتها وتركيبتها المختلفة، وقوتها التي تعزز مذاق أطباقنا».

صينية أسماك غزوية يقدمها أبو حصيرة في مصر (الشرق الأوسط)

لاقت أطباق المطعم ترحيباً كبيراً من جانب المصريين، وساعد على ذلك أنهم يتمتعون بذائقة طعام عالية، ويقدرون الوصفات الجيدة، والأسماك الطازجة، «فنحن نوفر لهم طاولة أسماك يختارون منها ما يريدون أثناء دخول المطعم».

ولا يقل أهمية عن ذلك أنهم يحبون تجربة المذاقات الجديدة، ومن أكثر الأطباق التي يفضلونها زبدية الجمبري والكاليماري، ولكنهم يفضلونها بالسمسم أو الكاجو، أو خليط المكسرات، وليس الصنوبر كما اعتادت عائلة أبو حصيرة تقديمها في مطاعمها في غزة.

كما انجذب المصريون إلى طواجن السي فود التي يعشقونها، بالإضافة إلى السردين على الطريقة الفلسطينية، والمفاجأة ولعهم بالخبز الفلسطيني الذي نقدمه، والمختلف عن خبز الردة المنتشر في مصر، حسب أبو حصيرة، وقال: «يتميز خبزنا بأنه سميك ومشبع، وأصبح بعض الزبائن يطلبون إرساله إلى منازلهم بمفرده أحياناً لتناوله مع وجبات منزلية من فرط تعلقهم به، ونلبي لهم طلبهم حسب مدير المطعم».

تحتل المقبلات مكانة كبيرة في المطبخ الفلسطيني، وهي من الأطباق المفضلة لدى عشاقه؛ ولذلك حرص المطعم على تقديمها لزبائنه، مثل السلطة بالبندورة المفرومة والبصل والفلفل الأخضر الحار وعين جرادة (بذور الشبت) والليمون، وسلطة الخضراوات بالطحينة، وبقدونسية بضمة بقدونس والليمون والثوم والطحينة وزيت الزيتون.

ويتوقع أبو حصيرة أن يغير الفسيخ الذي سيقدمونه مفهوم المتذوق المصري، ويقول: «طريقة الفسيخ الفلسطيني وتحضيره وتقديمه تختلف عن أي نوع آخر منه؛ حيث يتم نقعه في الماء، ثم يتبل بالدقة والتوابل، ومن ثم قليه في الزيت على النار».

لا يحتل المطعم مساحة ضخمة كتلك التي اعتادت عائلة «أبو حصيرة» أن تتميز بها مطاعمها، لكن سيتحقق ذلك قريباً، حسب مدير المطعم الذي قال: «نخطط لإقامة مطعم آخر كبير، في مكان حيوي بالقاهرة، مثل التجمع الخامس، أو الشيخ زايد».