مساعٍ لترتيب البيت الشيعي في العراق بعد اختيار الحكيم لزعامته

زعيم «حزب الله» اللبناني يقود وساطة لإعادة الصدر إليه

مساعٍ لترتيب البيت الشيعي في العراق بعد اختيار الحكيم لزعامته
TT

مساعٍ لترتيب البيت الشيعي في العراق بعد اختيار الحكيم لزعامته

مساعٍ لترتيب البيت الشيعي في العراق بعد اختيار الحكيم لزعامته

كشف مصدر مطلع النقاب عن قيام زعيم ما يسمى «حزب الله» اللبناني، حسن نصر الله، بجهود وساطة، بهدف الضغط على زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، لإعادته إلى «البيت الشيعي» ممثلاً بالتحالف الوطني، بعد اختيار زعيم المجلس الأعلى عمار الحكيم لرئاسته الدورية.
وقال المصدر المطلع لـ«الشرق الأوسط» طالبًا عدم الإشارة إلى اسمه، إن «اختيار الحكيم جاء إثر اتفاق مع زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، الذي كان من المناوئين لزعامة الحكيم، إذ إن السبب المعلن وراء ذلك هو قناعة المالكي بأن رئاسة التحالف الوطني يجب أن تبقى لدولة القانون، رغم أن منصب رئاسة الوزراء من حصتها»، مبينًا أن «هذه القناعة هي التي تصر عليها مكونات التحالف الوطني الأخرى، وبالذات المجلس الأعلى الإسلامي والتيار الصدري، غير أن المالكي وبعد فقدانه شخصيًا منصب رئيس الوزراء الذي ذهب إلى القيادي في حزبه حيدر العبادي لكن دون قناعة من المالكي، جعلته يصر على الاحتفاظ برئاسة التحالف الوطني لشخصية من داخل حزب الدعوة، وهو ما جعله يرشح علي الأديب في مقابل عمار الحكيم». وأوضح المصدر أن «الخلافات العميقة طوال السنتين لا سيما بعدما تبوأ زعيمه إبراهيم الجعفري منصب وزير الخارجية، أدت إلى إصابة الكتلة الشيعية الأكبر بشبه شلل تام في الحياة السياسية، رغم المحاولات الحالية لترميمه، لا سيما تلك التي تقوم بها إيران».
وحول الأسباب التي أدت إلى اختيار الحكيم لرئاسة التحالف الوطني، قال المصدر المطلع إن «ما حصل هو نوع من التوافق بين المالكي وعمار الحكيم قاد إلى حل وسط، وهو أن تكون الرئاسة دورية لمدة سنة يتسلمها الآن الحكيم، على أن يتسلمها السنة المقبلة نوري المالكي أو من يرشحه، وذلك بهدف الحفاظ على وحدة البيت الشيعي الذي لا يزال يعاني تصدعًا كبيرًا بسبب خروج التيار الصدري، أو في الأقل تعليق عضويته داخل هيئته السياسية وعدم حضوره الاجتماعات بما فيها الاجتماع الذي تم خلاله اختيار الحكيم لرئاسته».
وحول ما إذا كانت هناك محاولات أو مساعٍ لإعادة الصدر إلى التحالف الوطني، قال المصدر المطلع إن نصر الله «وبطلب مباشر من القيادة الإيرانية هو من تعهد بإقناع مقتدى الصدر بالعودة إلى التحالف الوطني، لكن ثمن هذه العودة هي العبادي نفسه، حيث تجري التحضيرات داخل التحالف الوطني لغرض استجواب العبادي داخل التحالف الوطني بعد إعادة ترتيب أولوياته ومن ثم إقالته في وقت يراهن فيه العبادي على النجاحات العسكرية التي يحققها في جبهات القتال، لا سيما المعركة الفاصلة في الموصل خلال الشهرين المقبلين، بينما تراهن جهات داخل التحالف الوطني ومن بينها ائتلاف دولة القانون، الذي لا يزال المالكي يهيمن عليه، على ما تعتبره إخفاقات أمنية داخل العاصمة بغداد لا سيما مع تكرار ضربات تنظيم داعش داخل أحياء في العاصمة، لا سيما الأحياء ذات الكثافة الشيعية، وباتت تصدر تصريحات من نواب مقربين من المالكي أو موالين له، قوامها أن العبادي فشل في حماية الشيعة في بغداد، وهو ما سوف يكون أحد عناصر الحملة الانتخابية المقبلة التي سوف تقودها جهات داخل القانون والدعوة ضد العبادي».



الأردن باشر إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج في العاصمة عمان

إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج في الأردن (أ.ف.ب)
إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج في الأردن (أ.ف.ب)
TT

الأردن باشر إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج في العاصمة عمان

إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج في الأردن (أ.ف.ب)
إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج في الأردن (أ.ف.ب)

باشر الأردن، اليوم (الثلاثاء)، عملية إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج، كان العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني تعهد بها خلال لقائه الرئيس الأميركي دونالد ترمب في واشنطن الشهر الماضي.

ووفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية، حطّت مروحيتان عسكريتان أردنيتان تحملان طفلين من غزة مبتوري الأطراف ومرافقين من عائلتيهما قبيل ظهر الثلاثاء، في مطار ماركا العسكري في عمان، تبعتهما مروحيتان أخريان بعد الظهر تحملان طفلين مصابين، وفق مشاهد بثّها تلفزيون «المملكة» الرسمي.

ونقل الأطفال مباشرة من المروحيات إلى سيارات إسعاف لنقلهم إلى مستشفيات لتلقي العلاج.

وعقب هبوط تلك المروحيات، قال وزير الإعلام والاتصال، محمد المومني، خلال مؤتمر صحافي: «قبل قليل، بدأ دخول الدفعة الأولى من الأطفال الغزيين الذين يعانون من أمراض مختلفة تنفيذاً للمبادرة التي تحدث عنها الملك في واشنطن».

وأضاف أن «هذه الدفعة الأولى من مجموعة من الأطفال الغزيين وصلت بالطائرات المروحية إلى مطار ماركا العسكري، وهناك مجموعة أخرى ستصل براً خلال فترة قصيرة إن شاء الله».

ومساء الثلاثاء، دخلت سيارات إسعاف تحمل أطفالاً من غزة، وحافلات تقلّ مرافقيهم إلى المملكة، عبر معبر جسر الملك حسين (اللنبي).

وقال مدير الإعلام العسكري العميد الركن مصطفى الحياري، خلال مؤتمر صحافي عند المعبر: «تم نقل 29 من الأطفال المصابين من قطاع غزة، و44 من مرافقيهم، وجرى تنفيذ هذه العملية من قبل القوات المسلحة بالشراكة مع وزارة الصحة».

وأوضح أن الإجلاء نفّذ «على مسارين، الأول مسار جوي انطلق من مهبط قريب من معبر كرم أبو سالم على الحدود الشرقية لقطاع غزة، وصولاً إلى مطار ماركا العسكري».

وأضاف أن المسار الثاني «هو مسار بري انطلق مباشرة من كرم أبو سالم من خلال مجموعة من سيارات الإسعاف والحافلات التي تتبع القوات المسلحة، والتي وصلت جسر الملك حسين».

ويتم توزيع الأطفال على مستشفيات المملكة الحكومية والخاصة بإشراف وزارة الصحة.

وقال أحمد شحادة (13 عاماً) من جباليا لوكالة الصحافة الفرنسية لدى وصوله في سيارة إسعاف إلى الأردن: «كنت ذاهباً لتعبئة الماء، ألقت مروحية جسماً مشبوهاً وانفجر فينا، بترت يدي وجرحت ساقي، وكان العظم ظاهراً».

وأضاف الطفل، الذي قتل والده وأعمامه وأخواله في الحرب وبقيت له أمه وشقيقتاه، أن «يدي بُترت ورجلي كانت ستحتاج للبتر، لكن الحمد لله (...) سافرنا إلى الأردن لأجل تركيب طرف (صناعي) وأعود لحياتي».

أما محمد العمواسي (43 سنة) الذي جاء مع ابنه بلال لعلاج عينه، فقال إن ابنه وابن اخته أصيبا بشظايا في عينيهما أثناء اللعب إثر «انفجار جسم مشبوه».

وأضاف بحرقة أن «المشهد لا يطاق، قطاع غزة كله مدمر (...) أنفسنا مكسورة، حياتنا مدمرة، بيوتنا تدمرت، مستقبلنا كله دمر».

وكان العاهل الأردني قال للرئيس الأميركي في 11 فبراير (شباط) إن بلاده مستعدة لاستقبال 2000 طفل مريض من غزة، وخصوصاً المصابين بالسرطان، ومن يعانون حالات طبية صعبة، للعلاج في المملكة.

وأدّت الحرب على قطاع غزة إلى مقتل 48388 شخصاً على الأقل، وإصابة أكثر من 111 ألفاً، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفقاً لبيانات وزارة الصحة التي تديرها «حماس» وتعدّها الأمم المتحدة موثوقة.