أطلق تنظيم «جيش اﻹسلام»، المرحلة الرابعة من «معركة ذات الرقاع» في الغوطة الشرقية للعاصمة السورية دمشق، حيث شنّ هجومًا واسعًا على قوات النظام والميليشيات الموالية له، عبر أربعة محاور، تمتدّ على طول 12 كيلومترًا من جبهات الغوطة، تمكن خلالها من إحراز تقدم كبير وتكبيد قوات الأسد خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد.
«جيش اﻹسلام» أعلن أمس في بيان نشره على صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي، عن «اقتحام مواقع قوات اﻷسد في حوش نصري ومزارع الريحان وعدة نقاط أخرى، وكسر الخطوط الدفاعية والسيطرة على دشم وتحصينات على الطريق الواصل بين حوش الفارة وميدعا». وتهدف هذه العملية إلى ضرب الخطوط الخلفية لقوات اﻷسد بهدف وضع حد لهجماتها المتكررة على الغوطة الشرقية، وذلك بعدما نجح في الأشهر الأخيرة بقضم أراضٍ في الغوطة، مستفيدًا من النزاع المسلّح والاشتباكات التي دارت بين «جيش الإسلام» من جهة، و«فيلق الرحمن» وجيش الفسطاط من جهة أخرى. ووفق بيان «جيش الإسلام» فإن العملية أسفرت عن «اغتنام 3 مجنزرات وأسلحة متوسطة وخفيفة وذخائر متنوعة وتدمير 5 دبابات وعطب 6 مدرعات وعدد من الرشاشات المتوسطة، وقتل أكثر من 200 جندي من قوات اﻷسد بينهم ضباط وعناصر من (جيش التحرير) الفلسطيني، بالإضافة إلى أسر عدد من الجنود».
من جهة ثانية، أعلن الناشط المعارض في الغوطة الشرقية ضياء الحسيني، أن «معركة ذات الرقاع 4. التي يخوضها (جيش الإسلام) بدأت منذ ثلاثة أيام». وأكد لـ«الشرق الأوسط»، أن جيش الإسلام «استطاع حتى الآن تحرير عشرات النقاط والمواقع العسكرية العائدة للنظام، بدءًا من بلدة ميدعا مرورًا بحوش الفارة وحوش نصري والميدعاني وصولاً إلى مزارع الريحان». وقال الحسيني إن المعركة «جرى التحضير لها، وهي انطلقت بعد التجهيز والإعداد الدقيق والمنظم». وأشار إلى أن «العمليات العسكرية المستمرة حتى الآن، يشارك فيها 1200 مسلّح، من نخبة المقاتلين في (جيش الإسلام)، وهي تمتد على أكثر من 12 كيلومترًا، نتج عنها مقتل عدد كبير من قوات النظام والميليشيات المساندة له، وإعطاب 6 مدرعات وتدمير 5 دبابات وتدمير عدد من الرشاشات المتوسطة واغتنام ثلاث مجنزرات وأسلحة متوسطة وخفيفة». وذكر أن «ما حققه النظام على مدى ثلاثة أشهر في الغوطة الشرقية، استعيد في غضون ثلاثة أيام».
ما يبدو أن أهداف «معركة ذات الرقاع» لا تقف عند الأهداف العسكرية على أهميتها، إنما تتعداها إلى أهداف سياسية، خصوصًا بعد تطورات الغوطة الغربية، وإفراغ مدينة داريا من أهلها، حيث أكد الحسيني أن «أهمية ما تحقق، هو أنه يوجه ضربة قاتلة لمخطط النظام السوري، الهادف إلى إحداث تغيير ديموغرافي في ريف دمشق، على غرار ما فعله في داريا ومعضمية الشام، وتلميحه إلى أن الدور قادم على الغوطة الشرقية».
بدوره، أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «المعارك لا تزال مستمرة لليوم الثالث على التوالي بين قوات النظام وجيش التحرير الفلسطيني من جهة، ومقاتلي (جيش الإسلام) من جهة أخرى، إثر هجوم عنيف لمقاتلي الأخير على عدة مناطق في غوطة دمشق الشرقية». وأشار إلى أن الاشتباكات «تركزت في محيط حوش الفارة ومنطقة تل الصوان وحوش نصري وميدعا في غوطة دمشق الشرقية». وقال «المرصد» إن «جيش الإسلام» تمكن «من التقدم واستعادة السيطرة على كتيبة الفدائيين بأطراف بلدة حوش الفارة، والسيطرة على نقاط أخرى في تل الصوان ومزارع في محيط حوش نصري وبلدة الريحان، وقضى وقتل خلال الاشتباكات عشرات المقاتلين والعناصر من الجانبين». وأشار المرصد إلى أن «قوات النظام وعناصر من (حزب الله)، فتحت نيران رشاشاتها الثقيلة على بلدة مضايا، بالتزامن مع قصفها للبلدة بقذائف الهاون».
إلى ذلك، دارت أمس اشتباكات عنيفة بين الفصائل الإسلامية من جهة، وتنظيم داعش من جهة أخرى، في منطقة البترا بالقلمون الشرقي، أدت إلى خسائر بشرية في صفوف الطرفين، بينما نفذت طائرات حربية غارتين على المنطقة الواصلة بين مدينة دوما وبلدة مسرابا بالغوطة الشرقية، وغارتين أخريين على مناطق في بلدتي الريحان والشيفونية ومحيط حوش نصري، ولم ترد أنباء عن إصابات.
«جيش الإسلام» يطلق معركة «ذات الرقاع 4» في الغوطة الشرقية لاستعادة ما خسره
ناشط: وجّه ضربة لمشروع التغيير الديموغرافي بموازاة ترويج النظام لتسويات شبيهة بداريا
«جيش الإسلام» يطلق معركة «ذات الرقاع 4» في الغوطة الشرقية لاستعادة ما خسره
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة