مسح الوثائق ضوئيا وتخزينها أثناء التنقل

تطبيقات تمتاز بالسرعة والسهولة

مسح الوثائق ضوئيا وتخزينها أثناء التنقل
TT

مسح الوثائق ضوئيا وتخزينها أثناء التنقل

مسح الوثائق ضوئيا وتخزينها أثناء التنقل

سمع الكثيرون بوعود تطوير المكاتب والمنازل الخالية من الأوراق لسنوات كثيرة، ولكن هذا الأمر لم يحدث بالشكل المتوقع. وما تزال الطابعات وآلات النسخ والماسحات الضوئية (سكانر) وأجهزة الـفاكس تلعب دورا مهما في الكثير من الأماكن، رغم أنها تبدو أكثر قدما من السابق. ولكن مع وجود التطبيقات الصحيحة للهواتف الجوالة، يمكنك إزالة بعض تلك الوثائق واستخدام الأجهزة المذكورة بشكل أقل، حيث يمكن لتطبيقات مسح الوثائق التقاط صور دقيقة وحفظها بأمان في صيغة «بي دي إف» PDF، وإرسالها إلى الآخرين عبر البريد الإلكتروني، وفي بعض الأحيان التعرف على النصوص المطبوعة.

* تطبيقات حفظ النسخ
* تطبيق «ريدل سكانر برو» Readdle Scanner Pro على الأجهزة التي تعمل بنظام التشغيل «آي أو إس»، يبلغ سعره سبعة دولارات أميركية، ويمكن اعتباره أفضل تطبيق لحفظ نسخ إلكترونية من الوثائق بسرعة. وواجهة الاستخدام فيه سهلة، وهو يعرض صورة مسبقة للوثائق التي جرى مسحها ضوئيا ليختار المستخدم بسهولة الوثيقة التي يرغب في العمل عليها. ويتعرف التطبيق آليا على أطراف الورقة، ويدور الصورة ويصحح زاوية ميلانها، مع توفير القدرة على تعديل جودة الصورة لتسهيل قراءة النصوص من خلال مؤشرات شدة الإضاءة والتباين. ويستطيع التطبيق حفظ الصور ملونة أو بالأبيض والأسود، وأرشفة الصور ومشاركتها مع الآخرين عبر البريد الإلكتروني، وطباعتها وحفظها سحابيا كذلك عبر خدمات «دروب بوكس» أو «غوغل درايف»، أو حتى إرسالها إلى برامج تحرير النصوص للعمل عليها. التطبيق مليء بالمزايا الغنية، وهو سهل الاستخدام ويمكن الاعتماد عليه رغم ارتفاع سعره.
ويعد تطبيق «جينيوس سكان» Genius Scan المجاني على أجهزة «آي أو إس» شبيها بالتطبيق السابق، إلا أن واجهة استخدامه مختلفة. ويقدم التطبيق مزايا إضافية، مثل القدرة على إضافة رسوم وكلمات رئيسة إلى الوثائق لتسهيل البحث عنها وفقا لفئتها (مثل الفواتير). ويسمح التطبيق بمشاركة الوثائق مع الأجهزة الأخرى عبر شبكات «واي فاي» اللاسلكية، الأمر الذي يسهل نقلها إلى الكومبيوترات المتصلة بالشبكة نفسها. ويتطلب العمل على التطبيق جهدا، ويجب دفع ثلاثة دولارات للاشتراك في النسخة المطورة التي تسمح بحفظ الوثائق عبر خدمة «دروب بوكس» السحابية أو الطباعة لاسلكيا عبر ميزة «إير برينت» AirPrint.
وبالنسبة لأجهزة «أندرويد»، فيستطيع تطبيق «موبايل دوك سكانر» Mobile Doc Scanner التقاط الصور وتعديلها آليا مثل التطبيقات السابقة، ولكنه يتميز عن تطبيقات «أندرويد» المشابهة من حيث تصميم واجهة الاستخدام. ويتفوق التطبيق في مجال «تنظيف» الصور الملتقطة للوثائق لتسهيل قراءة النصوص، مع توفير الكثير من الخيارات سابقة الإعداد لإزالة الضجيج الضوئي أو عكس الألوان (ميزة مناسبة للوثائق ذات اللون الأبيض للأحرف). ويمكن للمستخدم حفظ الملفات في صيغة «بي دي إف» ومشاركتها مع الآخرين عبر البريد الإلكتروني بامتدادها المذكور أو على شكل ملفات مضغوطة لتوفير الحجم. ويعاني التطبيق من استخدام قوائم معقدة نوعا ما، وليس من الواضح دور قوائم التحكم. ويمكن تجربة نسخة مجانية من التطبيق تحتوي على إعلانات وتضيف خلفيات شبه شفافة إلى الوثائق التي يجري مسحها، أو يمكن شراء النسخة الكاملة من التطبيق لقاء دولار واحد.

* تصوير الوثائق
* وإن أردت الحصول على تطبيق يستطيع تحويل الصورة إلى نص يمكن تعديله، فيعد «بيرفيكت أو سي آر» Perfect OCR على أجهزة «آي أو إس» الذي يبلغ سعره أربعة دولارات أميركية خيارا جيدا، إذ إنه يلتقط صورا للوثائق ويتعرف على النصوص الموجودة فيها ويحولها إلى ملف نصي يمكن للمستخدم تعديله، ومن ثم حفظه كملف وتعديله في أي وقت لاحق.
التطبيق جيد جدا بالنسبة للوثائق البيضاء والسوداء، ويستطيع التعرف على غالبية النصوص، ولكنه يخطئ أحيانا، ويجب على المستخدم تعديل بعض الكلمات التي تعرف التطبيق عليها، الأمر الذي يتطلب وقتا إضافيا من المستخدم. أضف إلى ذلك أن الوثائق المهمة تتطلب التأكد من النص كاملا ومقارنته بالنسخة الورقية قبل قبوله، تلافيا لأي أخطاء قد تكون مكلفة أو محرجة. ويمكن مشاركة الملف النهائي مع الآخرين عبر البريد الإلكتروني بضغطات قليلة على أزرار التطبيق.
وفي الأجهزة التي تعمل بنظام التشغيل «أندرويد»، يستطيع تطبيق «غوغل درايف» Google Drive أداء بعض الحيل الممتازة بالنسبة لمسح الوثائق ضوئيا، إذ يستطيع التطبيق حفظ الصور الملتقطة على شكل ملفات صور أو ملفات «بي دي إف»، والتعرف على النصوص باستخدام تقنيات «غوغل» السحابية، وتخزين الوثائق سحابيا أيضا. إلا أن استخدام التطبيق ليس الأسهل، ويجب على المستخدم فتح الملفات النهائية في تطبيقات أخرى لتعديلها أو تحريرها، وليس من داخل التطبيق نفسه.
* خدمة «نيويورك تايمز»



الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
TT

الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت الذي فرضته جائحة «كوفيد»، يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم، رغم الشكوك في منافعه.

وبدأت بلدان عدة توفير أدوات مساعَدة رقمية معززة بالذكاء الاصطناعي للمعلّمين في الفصول الدراسية. ففي المملكة المتحدة، بات الأطفال وأولياء الأمور معتادين على تطبيق «سباركس ماث» (Sparx Maths) الذي أُنشئ لمواكبة تقدُّم التلاميذ بواسطة خوارزميات، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية». لكنّ الحكومة تريد الذهاب إلى أبعد من ذلك. وفي أغسطس (آب)، أعلنت استثمار أربعة ملايين جنيه إسترليني (نحو خمسة ملايين دولار) لتطوير أدوات الذكاء الاصطناعي للمعلمين، لمساعدتهم في إعداد المحتوى الذي يدرّسونه.

وهذا التوجّه آخذ في الانتشار من ولاية كارولاينا الشمالية الأميركية إلى كوريا الجنوبية. ففي فرنسا، كان من المفترض اعتماد تطبيق «ميا سوكوند» (Mia Seconde) المعزز بالذكاء الاصطناعي، مطلع العام الدراسي 2024، لإتاحة تمارين خاصة بكل تلميذ في اللغة الفرنسية والرياضيات، لكنّ التغييرات الحكومية أدت إلى استبعاد هذه الخطة راهناً.

وتوسعت أعمال الشركة الفرنسية الناشئة «إيفيدانس بي» التي فازت بالعقد مع وزارة التعليم الوطني لتشمل أيضاً إسبانيا وإيطاليا. ويشكّل هذا التوسع نموذجاً يعكس التحوّل الذي تشهده «تكنولوجيا التعليم» المعروفة بـ«إدتِك» (edtech).

«حصان طروادة»

يبدو أن شركات التكنولوجيا العملاقة التي تستثمر بكثافة في الأدوات القائمة على الذكاء الاصطناعي، ترى أيضاً في التعليم قطاعاً واعداً. وتعمل شركات «مايكروسوفت» و«ميتا» و«أوبن إيه آي» الأميركية على الترويج لأدواتها لدى المؤسسات التعليمية، وتعقد شراكات مع شركات ناشئة.

وقال مدير تقرير الرصد العالمي للتعليم في «اليونيسكو»، مانوس أنتونينيس، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «أعتقد أن المؤسف هو أن التعليم يُستخدم كنوع من حصان طروادة للوصول إلى المستهلكين في المستقبل».

وأعرب كذلك عن قلقه من كون الشركات تستخدم لأغراض تجارية البيانات التي تستحصل عليها، وتنشر خوارزميات متحيزة، وتبدي عموماً اهتماماً بنتائجها المالية أكثر مما تكترث للنتائج التعليمية. إلاّ أن انتقادات المشككين في فاعلية الابتكارات التكنولوجية تعليمياً بدأت قبل ازدهار الذكاء الاصطناعي. ففي المملكة المتحدة، خيّب تطبيق «سباركس ماث» آمال كثير من أولياء أمور التلاميذ.

وكتب أحد المشاركين في منتدى «مامِز نِت» على الإنترنت تعليقاً جاء فيه: «لا أعرف طفلاً واحداً يحب» هذا التطبيق، في حين لاحظ مستخدم آخر أن التطبيق «يدمر أي اهتمام بالموضوع». ولا تبدو الابتكارات الجديدة أكثر إقناعاً.

«أشبه بالعزلة»

وفقاً للنتائج التي نشرها مركز «بيو ريسيرتش سنتر» للأبحاث في مايو (أيار) الماضي، يعتقد 6 في المائة فقط من معلمي المدارس الثانوية الأميركية أن استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم يعود بنتائج إيجابية تَفوق العواقب السلبية. وثمة شكوك أيضاً لدى بعض الخبراء.

وتَعِد غالبية حلول «تكنولوجيا التعليم» بالتعلّم «الشخصي»، وخصوصاً بفضل المتابعة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي. وهذه الحجة تحظى بقبول من المسؤولين السياسيين في المملكة المتحدة والصين. ولكن وفقاً لمانوس أنتونينيس، فإن هذه الحجة لا تأخذ في الاعتبار أن «التعلّم في جانب كبير منه هو مسألة اجتماعية، وأن الأطفال يتعلمون من خلال تفاعل بعضهم مع بعض».

وثمة قلق أيضاً لدى ليون فورز، المدرّس السابق المقيم في أستراليا، وهو راهناً مستشار متخصص في الذكاء الاصطناعي التوليدي المطبّق على التعليم. وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «يُروَّج للذكاء الاصطناعي كحل يوفّر التعلّم الشخصي، لكنه (...) يبدو لي أشبه بالعزلة».

ومع أن التكنولوجيا يمكن أن تكون في رأيه مفيدة في حالات محددة، فإنها لا تستطيع محو العمل البشري الضروري.

وشدّد فورز على أن «الحلول التكنولوجية لن تحل التحديات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية الكبرى التي تواجه المعلمين والطلاب».