نبتة تمتص البقع الزيتية من البحار

تتخلص من النفط خلال ثوانٍ

نبتة تمتص البقع الزيتية من البحار
TT

نبتة تمتص البقع الزيتية من البحار

نبتة تمتص البقع الزيتية من البحار

استخدم البشر حتى الآن المواد الكيميائية، وبعض أنواع البكتيريا، لتخليص البحار من بقع الزيت التي تتسرب من ناقلات النفط، إلا أن علماء البيئة يقولون إن ضرر هذه الطرق على البيئة لا يقل عن ضرر بقع النفط نفسها.
توصل العلماء من مركز كارلسروهة التقني في ألمانيا إلى أن نبتة بحرية طبيعية بسيطة من مجموعة السرخسيات قادرة على امتصاص أضعاف حجمها ووزنها من بقع النفط الطافية. ويمكن بعد ذلك بسهولة جمع هذه النباتات من البحر بعد انتهاء مهمتها.
وأجرى العلماء تجاربهم على نبتة «سالفينيا» السرخسية الطافية المعروفة بسرعة نموها وانتشارها على مساحات كيلومترات من سطح البحر. وهي نبتة لا تخلو من مضار على البيئة لأنها تشكل طبقة تمنع الأكسجين وأشعة الشمس من الوصول إلى الماء، ولا بد حينها من رفعها عن سطح البحر بعد أن تكون قد امتصت البقعة الزيتية.
وراقبت كلاوديا زيغلر، رئيسة قسم أبحاث التقنيات الصغيرة في كارلسروهة، كيف امتصت نبتة سالفينيا أضعاف حجمها من النفط خلال 20 ثانية فقط. وقالت زيغلر إن أوراق سالفينيا معروفة للعلم كأوراق طاردة للماء، لكن فريق عملها اكتشف الآن قابليتها على امتصاص النفط دون الماء، وهذا يجعلها نبتة مثالية في مكافحة البقع الزيتية الطافية.
وأوراق سالفينيا لصيقة جدًا ببعضها وهو ما يمنحها مساحة واسعة، ثم أنها مزودة بأهداب طويلة (يتراوح طولها بين 0.5 و2.5 ملم) تمنحها القدرة على عدم الغوص في الماء. وتعود قابليتها في امتصاص النفط إلى هذه الأهداب أيضًا.
وهذا ليس كل النجاح الذي حققه العلماء الألمان، لأنهم تمكنوا من جمع النبتة من على سطح البحر دون أن يتسرب منها النفط، ثم إنهم عملوا على فصلها عن النفط بواسطة أنظمة الطرد المركزي. وهذا يعني استعادة كميات النفط المتسربة، كما يعني إمكانية إعادة استخدام النبتة ثانية.
وذكر هندريك هولشر، المشرف على المشروع من معهد كارلسروهة، أنهم يسعون لتقليد نبتة سالفينيا لإنتاج نسيج صناعي طافٍ يستخدم أهدابًا مماثلة، ويتمتع بخاصية طرد الماء عنه، ويمكن توظيفه في مختلف المجالات.
الصور من معهد كارلسروهة التقني وتظهر تحت المجهر كيف تمتص النبتة النفط خلال عشرين ثانية.



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.