اتفاق كردي على الاستقلال واختلاف حول الآلية

ضغوط إيرانية على حزب طالباني وحركة التغيير لوقف المشروع

اتفاق كردي على الاستقلال واختلاف حول الآلية
TT

اتفاق كردي على الاستقلال واختلاف حول الآلية

اتفاق كردي على الاستقلال واختلاف حول الآلية

يُشدد نواب كرد في مجلس النواب العراقي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على أنه ليست هناك خلافات بشأن إجراء الاستفتاء على تقرير مصير إقليم كردستان وإعلان الدولة الكردية بين الأطراف الكردستانية، مشيرين إلى وجود بعض الاختلافات بين هذه الأطراف حول بعض الآليات الخاصة بهذا الشأن.
وقال النائب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني، ريناس جانو: «حتى الآن لم يُعبر أي طرف من الأطراف السياسية في كردستان وبشكل علني عن اعتراضه على إجراء الاستفتاء وانفصال كردستان عن العراق وإعلان الدولة الكردية، وبالعكس جميع الأطراف الكردستانية أعلنت عن تأييدها ذلك»، مستدركًا: «لكن هناك بعض الأطراف التي لديها مشكلة مع آلية الانفصال، ونحن ننتظر ما سيقترحونه من آلية لذلك، وغير موضوع الآلية ليس هناك أي خلافات بهذا الشأن».
من جانبه، أكد النائب في مجلس النواب العراقي عن الاتحاد الوطني الكردستاني، بختيار جبار علي: «نحن جميعنا نؤيد إجراء الاستفتاء، وتأسيس دولة كردستان، لكن الاختلاف يكمن في آليات التعامل مع هذه المسألة، وهل الوقت الحالي ملائم لهذه المسألة أم لا؟ وهل هذا الاستفتاء هو للانفصال عن العراق أم لإقامة نظام كونفدرالي؟».
بدورها، بينت النائبة عن حركة التغيير، بهار محمود، أن قرار الانفصال عن العراق يجب أن يصدر عن برلمان كردستان، وأضافت: «بحسب قانون انتخابات برلمان كردستان المرقم (1) لسنة 1992، وبحسب القرار رقم (1) الصادر عن برلمان الإقليم عام 2005، فإن برلمان كردستان هو الجهة التي تبت في هذا الموضوع وليست الأطراف الكردستانية، لأن هذا القرار ينص على أن برلمان كردستان هو المرجع الوحيد لإصدار القرارات المتعلقة بالقضايا المصيرية، والبرلمان هو الذي يحدد نوعية العلاقات القانونية والدستورية مع الحكومة الاتحادية، ويندرج موضوع الانفصال عن العراق في هذا الإطار، لذا نحن نرى أنه يجب أن يكون برلمان كردستان هو المرجع في إصدار هذا القرار، والبرلمان الآن معطل، لذا لا يمكن إصدار أي قرار بهذا الشأن قبل أن يفعل البرلمان».
إلى ذلك، كشفت مصادر كردية مطلعة «أن النظام الإيراني يعمل وبكل الوسائل لمنع انفصال إقليم كردستان عن العراق، وفي هذا السياق يمارس ضغوطًا كبيرة على الاتحاد الوطني الكردستاني وحركة التغيير المقربتين من طهران لرفض مشروع الانفصال عن العراق بحجج مختلفة، منها عدم ملاءمة الوقت والظروف، أو عدم القدرة على الاستمرار في حال إعلان الدولة، وتدفع طهران بهذه الأطراف إلى الضغط على حكومة الإقليم للتوجه نحو بغداد وتوثيق العلاقات معها وعدم الحديث عن أي شيء مرتبط بالانفصال». يذكر أن مسؤولين إيرانيين أدلوا خلال الآونة الأخيرة بتصريحات أعلنوا خلالها رفض طهران لانفصال إقليم كردستان عن العراق.



الأردن باشر إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج في العاصمة عمان

إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج في الأردن (أ.ف.ب)
إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج في الأردن (أ.ف.ب)
TT

الأردن باشر إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج في العاصمة عمان

إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج في الأردن (أ.ف.ب)
إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج في الأردن (أ.ف.ب)

باشر الأردن، اليوم (الثلاثاء)، عملية إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج، كان العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني تعهد بها خلال لقائه الرئيس الأميركي دونالد ترمب في واشنطن الشهر الماضي.

ووفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية، حطّت مروحيتان عسكريتان أردنيتان تحملان طفلين من غزة مبتوري الأطراف ومرافقين من عائلتيهما قبيل ظهر الثلاثاء، في مطار ماركا العسكري في عمان، تبعتهما مروحيتان أخريان بعد الظهر تحملان طفلين مصابين، وفق مشاهد بثّها تلفزيون «المملكة» الرسمي.

ونقل الأطفال مباشرة من المروحيات إلى سيارات إسعاف لنقلهم إلى مستشفيات لتلقي العلاج.

وعقب هبوط تلك المروحيات، قال وزير الإعلام والاتصال، محمد المومني، خلال مؤتمر صحافي: «قبل قليل، بدأ دخول الدفعة الأولى من الأطفال الغزيين الذين يعانون من أمراض مختلفة تنفيذاً للمبادرة التي تحدث عنها الملك في واشنطن».

وأضاف أن «هذه الدفعة الأولى من مجموعة من الأطفال الغزيين وصلت بالطائرات المروحية إلى مطار ماركا العسكري، وهناك مجموعة أخرى ستصل براً خلال فترة قصيرة إن شاء الله».

ومساء الثلاثاء، دخلت سيارات إسعاف تحمل أطفالاً من غزة، وحافلات تقلّ مرافقيهم إلى المملكة، عبر معبر جسر الملك حسين (اللنبي).

وقال مدير الإعلام العسكري العميد الركن مصطفى الحياري، خلال مؤتمر صحافي عند المعبر: «تم نقل 29 من الأطفال المصابين من قطاع غزة، و44 من مرافقيهم، وجرى تنفيذ هذه العملية من قبل القوات المسلحة بالشراكة مع وزارة الصحة».

وأوضح أن الإجلاء نفّذ «على مسارين، الأول مسار جوي انطلق من مهبط قريب من معبر كرم أبو سالم على الحدود الشرقية لقطاع غزة، وصولاً إلى مطار ماركا العسكري».

وأضاف أن المسار الثاني «هو مسار بري انطلق مباشرة من كرم أبو سالم من خلال مجموعة من سيارات الإسعاف والحافلات التي تتبع القوات المسلحة، والتي وصلت جسر الملك حسين».

ويتم توزيع الأطفال على مستشفيات المملكة الحكومية والخاصة بإشراف وزارة الصحة.

وقال أحمد شحادة (13 عاماً) من جباليا لوكالة الصحافة الفرنسية لدى وصوله في سيارة إسعاف إلى الأردن: «كنت ذاهباً لتعبئة الماء، ألقت مروحية جسماً مشبوهاً وانفجر فينا، بترت يدي وجرحت ساقي، وكان العظم ظاهراً».

وأضاف الطفل، الذي قتل والده وأعمامه وأخواله في الحرب وبقيت له أمه وشقيقتاه، أن «يدي بُترت ورجلي كانت ستحتاج للبتر، لكن الحمد لله (...) سافرنا إلى الأردن لأجل تركيب طرف (صناعي) وأعود لحياتي».

أما محمد العمواسي (43 سنة) الذي جاء مع ابنه بلال لعلاج عينه، فقال إن ابنه وابن اخته أصيبا بشظايا في عينيهما أثناء اللعب إثر «انفجار جسم مشبوه».

وأضاف بحرقة أن «المشهد لا يطاق، قطاع غزة كله مدمر (...) أنفسنا مكسورة، حياتنا مدمرة، بيوتنا تدمرت، مستقبلنا كله دمر».

وكان العاهل الأردني قال للرئيس الأميركي في 11 فبراير (شباط) إن بلاده مستعدة لاستقبال 2000 طفل مريض من غزة، وخصوصاً المصابين بالسرطان، ومن يعانون حالات طبية صعبة، للعلاج في المملكة.

وأدّت الحرب على قطاع غزة إلى مقتل 48388 شخصاً على الأقل، وإصابة أكثر من 111 ألفاً، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفقاً لبيانات وزارة الصحة التي تديرها «حماس» وتعدّها الأمم المتحدة موثوقة.