شرطة عدن تقلم أظافر «داعش» في المناطق المحررة

«التنظيم» تبنى سلسلة عمليات وصورها.. وأبرز المنتمين إليه وقعوا في قبضة الأمن

شرطة عدن تقلم أظافر «داعش» في المناطق المحررة
TT

شرطة عدن تقلم أظافر «داعش» في المناطق المحررة

شرطة عدن تقلم أظافر «داعش» في المناطق المحررة

علمت «الشرق الأوسط» من مصادر أمنية مطلعة في عدن أن عددا من القيادات والعناصر الإرهابية التي ألقي القبض عليها، الأيام القليلة الماضية، اتضح من خلال التحقيقات، ارتباطها بتنظيم «داعش»، الذي يحاول أن يوجد له موطئ قدم في المحافظة وفي جنوب البلاد بشكل عام.
وكشفت مصادر خاصة أن عناصر قيادية في تنظيم «القاعدة»، تلقت دعما ماليا سخيا من الأجهزة الأمنية الموالية للمخلوع صالح في صنعاء، من أجل إعلان تنظيم داعش، بشكل رسمي، في المحافظات الجنوبية.
وكشفت المصادر الخاصة أن الكثير من العناصر والقيادات التي تم إلقاء القبض عليها، الأيام الماضية، كانت بدأت في تنفيذ عمليات إرهابية تحت مسمى تنظيم «داعش»، وقامت بتصوير تلك العمليات، فيما هي مطلوبة لارتباطها بـ«القاعدة» وبالمخلوع علي عبد الله صالح، طوال أكثر من عقدين، مؤكدة أن هناك وثائق تثبت تورط أطراف محلية وإقليمية في محاولة زعزعة الأمن والاستقرار في البلاد، وأن معظم العمليات الإرهابية التي تجري في الجنوب يجري التخطيط لها في صنعاء، بغية إظهاره بأنه منطقة غير آمنة ومرتع للإرهابيين، وكذا محاولة الزعم بفشل دول التحالف في الحفاظ على الأمن في المناطق المحررة.
وأشارت المصادر الأمنية في عدن، في تصريحاتها لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن عدن باتت آمنة. وفي أحدث تحركاتها الأمنية لملاحقة العناصر الإرهابية، قالت مصادر في شرطة عدن إن الوحدة الخاصة بمكافحة الإرهاب التابعة لإدارة الأمن، ضبطت كمية من الأسلحة والذخائر في منزل أحد المطلوبين أمنيا بمحافظة لحج بينها «سلاح 14 ومعدل بيكا وصناديق ذخيرة متنوعة بينها قذائف آر بي جي مع قاذف الإطلاق. كما عُثِر بداخل المنزل على سيارة تبين لاحقا أنها مسروقة تم التقطع لصاحبها قبل أسابيع على الطريق بين عدن ولحج. وتمت العملية بالتنسيق الكامل مع إدارة أمن لحج وبإشراف مباشر من قبل مدير أمن عدن اللواء شلال علي شايع»، بحسب بيان المكتب الإعلامي لشرطة عدن.
وتمكنت الوحدة الخاصة بمكافحة الإرهاب التابعة لإدارة أمن عدن خلال الأسابيع والأيام القليلة الماضية من تنفيذ عمليات نوعية أجهضت من خلالها وشلت نشاط العصابات الإرهابية بمختلف انتماءاتها في كل من محافظتي عدن ولحج وأول من أمس تمكنت وحدات خاصة في مكافحة الإرهاب بشرطة العاصمة المؤقتة عدن من اعتقال زعيم خلية إرهابية بالمدينة كان يتولى تنفيذ الاغتيال لعدد من أئمة المساجد ورجال الأمن والمقاومة في عدن.
وأوضح الناطق باسم الشرطة عبد الرحمن النقيب أن عمليات تحقيق مع متهمين في الخلية الإرهابية تم ضبطهم خلال الأيام الماضية قادت وحدة متخصصة بمكافحة الإرهاب إلى الحصول على معلومات كاملة عن موقع قائد العمليات الإرهابية المسؤولة عن قتل واغتيالات عدد من أئمة المساجد ورجال أمن في عدن للقبض على قائد المجموعة الإرهابية.
وقال النقيب إنه تم العثور في وكر العصابة الإجرامية على عدد من كاميرات التصوير مسجل عليها التفاصيل الكاملة لعمليات القتل والاغتيال التي نفذتها الخلية الإرهابية وأجهزة اتصالات حديثة وأخرى خاصة بعمليات التفجير عن بعد.
وكانت وحدة متخصصة بمكافحة الإرهاب في شرطة عدن قد نفذت أول من أمس 6 عمليات مداهمة نوعية بإشراف مباشر من مدير أمن عدن اللواء شلال علي شايع تمكنت من خلالها ضبط قيادات وعناصر جماعات إرهابية متورطة بتنفيذ سلسلة من الحوادث الإرهابية وحيازة أسلحة وعبوات ناسفة وأجهزة تفجير عن بعد في كل من محافظتي عدن ولحج.
وتواصل شرطة عدن حملات الدهم والضبط للعناصر الإرهابية بقيادة مدير اللواء شلال علي شايع حيث نفذت خلال 48 ساعة الماضية 7 عمليات دهم وضبط خلايا إرهابية بينهم قيادات وعناصر إرهابية مسؤولة عن اغتيال عدد من رجال الدين والأمن بعدن خلال الأشهر الفائتة الماضية ونسب تلك العمليات لتنظيم داعش الذي لا تواجد له فعليا كتنظيم وإنما كأشخاص تقوم بنسب جرائمها له.
وكانت شرطة عدن قد كشفت عن ضبطها خلية إرهابية وشبكات تزوير وثائق وهويات وتمكنت من خلال تحقيقات مع المضبوطين إلى ضبط أخطر العناصر الإرهابية المسؤولة عن تنفيذ عمليات إرهابية ونسبها لصالح تنظيم داعش عبر وسائل إعلامها المتعددة.
ونجحت أول من أمس وحدة أمنية متخصصة بمكافحة الإرهاب تابعة لشرطة عدن من تنفيذ عملية نوعية بعد استكمال عمليات الرصد والتحري في ضبط عدد من أفراد وقيادة خلية إرهابية على ارتباط وثيق بما يسمى (داعش) كما تم ضبط معمل لصناعة السيارات المفخخة والأحزمة والعبوات الناسفة.
وكانت عملية أمنية لقوات مكافحة الإرهاب قد داهمت أول من أمس إحدى المزارع بمدينة الحوطة مركز محافظة لحج شمال عدن 40 كيلومترا وتمكنت من خلالها ضبط عنصرين مطلوبين للأمن بعدن.
وخلال حملات دهم سابقة ضبط القوات الأمنية ثلاثة من العناصر الإرهابية بينهم المسؤول الأول عن عمليات الاغتيالات التي يتم نسبها إلى تنظيم داعش في عدن أبين والتي طالت عددا من رجال الأمن والجيش بعدن ولحج.
كما عثرت في حملات دهم لأوكار عناصر إرهابية خلال الأيام القليلة الماضية على عبوات لاصقة وألغام متنوعة وأجهزة اتصالات حديثة وأخرى خاصة بعمليات التفجير عن بعد إضافة إلى أجهزة كومبيوتر وكاميرات تصوير مسجل عليها التفاصيل الكاملة لعمليات الاغتيال. وأكد اللواء شلال شائع مدير شرطة عدن أن «ما تحققه القوات الأمنية من انتصارات وإنجازات أمنية كبيرة تأتي في إطار المرحلة المتقدمة من الخطة الأمنية التي أعددتها مسبقا ومستمرون في تنفيذها بمراحلها المختلفة». وأوضح مدير شرطة عدن أن سلسلة عمليات نوعية نفذت خلال الـ48 ساعة الماضية سقط خلالها عدد من قيادات الجماعات الإرهابية بمختلف مسمياتها بأيدي أبطال شرطة عدن وسينالون عقابهم الرادع وما هذا إلا جزء يسير من مفاجآت وانتصارات قادمة تحققها قوات الأمن والشرطة.
وقال شائع إن قواته ستضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار عدن فاليوم ليس كما الأمس على حد قوله فأرواحنا على أكفنا حملناها فإما نحقق الأمن والأمان للعاصمة عدن أو نموت شهداء ولن تكون هناك خيارات أخرى غير ذلك.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.