الانقلابيون يجبرون المواطنين على ترديد شعاراتهم

المقاومة: معركة كسر الحصار الجزئي تسير وفق مخطط عسكري مدروس

الانقلابيون يجبرون المواطنين على ترديد شعاراتهم
TT

الانقلابيون يجبرون المواطنين على ترديد شعاراتهم

الانقلابيون يجبرون المواطنين على ترديد شعاراتهم

أجبرت ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية المواطنين من البائعين وأصحاب المحلات التجارية في سوق الرام بمنطقة الاعبوس في مديرية حيفان، جنوب مدينة تعز، على ترديد شعارات حوثية تحت تهديد السلاح.
وأكد القيادي في مقاومة حيفان، سهيل الخرباش، لـ«الشرق الأوسط» أنه «بعد الهزائم المتتالية لهم، خصوصا في جبهة الاحكوم بحيفان، أجبرت ميليشيات الحوثي الانقلابية الأهالي في المنطقة، خصوصا البائعين في المحلات التجارية، على ترديد شعاراتهم.. كما أجبرتهم على وصف المقاومة بـ(الدواعش)، وقامت بتصويرهم. وبهذا يغالط الانقلابيون أنفسهم ومن يدعمهم ويدّعون بأنهم دخلوا هذه المناطق لمحاربة الموالين لـ(داعش)، انتقاما وردا على تكبيدهم خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد من قبَل قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وطيران التحالف العربي».
في غضون ذلك، تواصل قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية معاركها العنيفة وصدها هجمات الميليشيات الانقلابية المتكررة في مختلف الجبهات في محاولة من هذه الأخيرة لاستعادة مواقع تم دحرها منها غرب وشرق المدينة. إلا أن قوات الشرعية تحكم سيطرتها على تلك المواقع وتسعى إلى التقدم باتجاه المواقع التي لا تزال خاضعة لسيطرة الميليشيات الانقلابية التي تواصل قصفها العشوائي وبشكل عنيف وهستيري على الأحياء السكنية بمدينة تعز، وقرى وأرياف المحافظة، خصوصا تلك الخاضعة لسيطرة المقاومة الشعبية.
كما استهدفت ميليشيات الحوثي والمخلوع منزل أحد المواطنين في منطقة الصلو، جنوب المدينة، بصاروخ كاتيوشا، ما أدى إلى إصابة أهالي المنزل، في الوقت الذي شنت فيه قوات الجيش والمقاومة هجومها على مواقع الميليشيات في قرى الصيار وبيت القاضي والحود والشرف، وسقط العشرات من صفوف الميليشيات بين قتيل وجريح.
وشهدت المناطق المحيطة بجبل هان مواجهات عنيفة وسط قصف صاروخي ومدفعي وغطاء ناري كثيف، على أثر محاولة الميليشيات استعادة الجبل الاستراتيجي الذي يشرف على طريق الضباب، وكذلك دفعها بتعزيزات عسكرية إلى مواقعهم في محيط المدينة ومحيط جبل هان. وقال المسؤول الإعلامي لمجلس تنسيق المقاومة في تعز، رشاد الشرعبي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إنه «بعد نجاح الخطوة الأولى من معركة كسر الحصار جزئيا عن مدينة تعز، يخوض الجيش الوطني والمقاومة الشعبية معارك شرسة ويصدون هجمات متكررة في مختلف الجبهات الشرقية والغربية والشمالية يحاول من خلالها الانقلابيين استعادة ما فقدوه من مواقع ومناطق.. وتسعى المقاومة في معاركها إلى تثبيت تلك الانتصارات استعدادا لمرحلة تالية للانطلاق نحو تحرير مناطق ومواقع أخرى».
وأضاف الشرعبي: «كان للتحالف العربي، وما زال، دور كبير في هذه الانتصارات من خلال ضرباته المكثفة والمركزة لمواقع وتحصينات الانقلابيين وتعزيزاتهم وآلياتهم العسكرية ومدفعياتهم الثقيلة التي تستهدف المدينة وقرى صبر وجبل حبشي وحمير بمديرية مقبنة والتربة.. وغيرها». وأكد الشرعبي أن «الجيش والمقاومة خاضوا هذه المرة معركة كسر الحصار الجزئي بناء على خطط عسكرية مدروسة وغرفة عمليات، بالتنسيق مع السلطة الشرعية وقيادة الجيش وقيادة التحالف العربي.. وكلما استمر هذا التعاون والتنسيق، فسيتحقق مزيد من الانتصارات، وما زالت الألغام التي زرعها الانقلابيون في شرق وغرب المدينة عائقا أمام عملية التقدم ويتم التعامل معها من قبل فرق متخصصة في نزع الألغام».
بدوره، أكد العميد ركن صادق سرحان، رئيس المجلس العسكري بتعز وقائد «اللواء 22 ميكا»، أن «معركة الجيش الوطني والمقاومة في تحرير تعز واليمن بشكل عام لن تتوقف، وسيواصل الجيش مهامه، وتقدمات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية لا حدود لها.. وسيواصل مهامه نحو دحر الميليشيات الانقلابية في عموم المحافظات، واستمرار الميليشيات بانتهاكاتهم بحق المدنيين هي نتيجة طبيعية لبغيهم».
وفي السياق ذاته، يواصل طيران التحالف شن غاراته على مواقع وتجمعات الميليشيات الانقلابية في مناطق متفرقة في تعز. وقصف الطيران في وقت متأخر من مساء الاثنين دبابة الميليشيات المتمركزة في تبة سوفتيل، التي كانت تستهدف الأحياء السكنية في المدينة وأدت إلى مقتل العشرات من المدنيين بينهم نساء وأطفال، كما استهدف مواقع عسكرية وتجمعات للميليشيات في تبة السلال، شرق المدينة، ودبابة أخرى للميليشيات في الربيعي، غربي المدينة.
من جهته، قدم «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، وبرعاية من وزير الإدارة المحلية رئيس اللجنة العليا للإغاثة الدكتور عبد الرقيب فتح ومحافظ تعز علي المعمري، قافلة إغاثية للمتضررين في منطقة الشقب في صبر الموادم، جنوب مدينة تعز، تشمل مواد ومستلزمات غذائية وطبية، وذلك بعد دخول أول قافلة للمدينة من المنفذ الغربي بعد إعلان الجيش الوطني تأمين خط الضباب.
وقال المدير التنفيذي لائتلاف الإغاثة، أمين الحيدري، إن «المساعدات المقدمة عبارة عن مساعدات غذائية، بالإضافة إلى أدوية ومستلزمات طبية، خاصة بالجراحة والإسعافات الأولية، وهذا المشروع يأتي استجابة للنداءات الإنسانية التي أطلقها أهالي المنطقة، بعد انعدام وسائل الحياة عندهم».



هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
TT

هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

أثارت تقارير عن تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري (HMPV) في الصين قلقاً متزايداً بشأن إمكانية تحوله إلى وباء عالمي، وذلك بعد 5 سنوات من أول تنبيه عالمي حول ظهور فيروس كورونا المستجد في ووهان بالصين، الذي تحول لاحقاً إلى جائحة عالمية أسفرت عن وفاة 7 ملايين شخص.

وأظهرت صور وفيديوهات انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي في الصين أفراداً يرتدون الكمامات في المستشفيات، حيث وصفت تقارير محلية الوضع على أنه مشابه للظهور الأول لفيروس كورونا.

وفي الوقت الذي تتخذ فيه السلطات الصحية تدابير طارئة لمراقبة انتشار الفيروس، أصدر المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها بياناً، يوضح فيه معدل الوفيات الناتج عن الفيروس.

وقال المركز، الجمعة، إن «الأطفال، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، وكبار السن، هم الفئات الأكثر تعرضاً لهذا الفيروس، وقد يكونون أكثر عرضة للإصابة بعدوى مشتركة مع فيروسات تنفسية أخرى».

وأشار إلى أن الفيروس في الغالب يسبب أعراض نزلات البرد مثل السعال، والحمى، واحتقان الأنف، وضيق التنفس، لكن في بعض الحالات قد يتسبب في التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي في الحالات الشديدة.

وحاولت الحكومة الصينية التقليل من تطور الأحداث، مؤكدة أن هذا التفشي يتكرر بشكل موسمي في فصل الشتاء.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، الجمعة: «تعد العدوى التنفسية شائعة في موسم الشتاء»، مضيفةً أن الأمراض هذا العام تبدو أقل حدة وانتشاراً مقارنة بالعام الماضي. كما طمأنت المواطنين والسياح، مؤكدة: «أستطيع أن أؤكد لكم أن الحكومة الصينية تهتم بصحة المواطنين الصينيين والأجانب القادمين إلى الصين»، مشيرة إلى أن «السفر إلى الصين آمن».

فيروس «الميتانيمو» البشري

يُعد «الميتانيمو» البشري (HMPV) من الفيروسات التي تسبب التهابات الجهاز التنفسي، ويؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار، ويسبب أعراضاً مشابهة للزكام والإنفلونزا. والفيروس ليس جديداً؛ إذ اكتُشف لأول مرة عام 2001، ويُعد من مسببات الأمراض التنفسية الشائعة.

ويشير أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بجامعة «مصر الدولية»، الدكتور إسلام عنان، إلى أن نسبة انتشاره تتراوح بين 1 و10 في المائة من الأمراض التنفسية الحادة، مع كون الأطفال دون سن الخامسة الأكثر عرضة للإصابة، خاصة في الحالات المرضية الشديدة. ورغم ندرة الوفيات، قد يؤدي الفيروس إلى مضاعفات خطيرة لدى كبار السن وذوي المناعة الضعيفة.

أفراد في الصين يرتدون الكمامات لتجنب الإصابة بالفيروسات (رويترز)

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الفيروس ينتشر على مدار العام، لكنه يظهر بشكل أكبر في فصلي الخريف والشتاء، ويمكن أن يُصاب الأشخاص به أكثر من مرة خلال حياتهم، مع تزايد احتمالية الإصابة الشديدة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

وأوضح أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي الناتج عن السعال أو العطس، أو من خلال ملامسة الأسطح الملوثة ثم لمس الفم أو الأنف أو العينين. وتشمل أعراضه السعال واحتقان الأنف والعطس والحمى وصعوبة التنفس (في الحالات الشديدة)، وتُعد الأعراض مختلفة عن فيروس كورونا، خاصة مع وجود احتقان الأنف والعطس.

هل يتحول لجائحة؟

كشفت التقارير الواردة من الصين عن أن الارتفاع الحالي في الإصابات بالفيروس تزامن مع الطقس البارد الذي أسهم في انتشار الفيروسات التنفسية، كما أن هذه الزيادة تتماشى مع الاتجاهات الموسمية.

وحتى الآن، لم تصنف منظمة الصحة العالمية الوضع على أنه حالة طوارئ صحية عالمية، لكن ارتفاع الحالات دفع السلطات الصينية لتعزيز أنظمة المراقبة.

في الهند المجاورة، طمأن الدكتور أتول غويل، المدير العام لخدمات الصحة في الهند، الجمهور قائلاً إنه لا داعي للقلق بشأن الوضع الحالي، داعياً الناس إلى اتخاذ الاحتياطات العامة، وفقاً لصحيفة «إيكونوميك تايمز» الهندية.

وأضاف أن الفيروس يشبه أي فيروس تنفسي آخر يسبب نزلات البرد، وقد يسبب أعراضاً مشابهة للإنفلونزا في كبار السن والأطفال.

وتابع قائلاً: «لقد قمنا بتحليل بيانات تفشي الأمراض التنفسية في البلاد، ولم نلاحظ زيادة كبيرة في بيانات عام 2024».

وأضاف: «البيانات من الفترة بين 16 و22 ديسمبر 2024 تشير إلى زيادة حديثة في التهابات الجهاز التنفسي الحادة، بما في ذلك الإنفلونزا الموسمية، وفيروسات الأنف، وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV)، و(HMPV). ومع ذلك، فإن حجم وشدة الأمراض التنفسية المعدية في الصين هذا العام أقل من العام الماضي».

في السياق ذاته، يشير عنان إلى أن الفيروس من الصعب للغاية أن يتحول إلى وباء عالمي، فالفيروس قديم، وتحدث منه موجات سنوية. ويضيف أن الفيروس لا يحمل المقومات اللازمة لأن يصبح وباءً عالمياً، مثل الانتشار السريع على المستوى العالمي، وتفاقم الإصابات ودخول المستشفيات بكثرة نتيجة الإصابة، وعدم إمكانية العلاج، أو عدم وجود لقاح. ورغم عدم توافر لقاح للفيروس، فإن معظم الحالات تتعافى بمجرد معالجة الأعراض.

ووافقه الرأي الدكتور مجدي بدران، عضو «الجمعية المصرية للحساسية والمناعة» و«الجمعية العالمية للحساسية»، مؤكداً أن زيادة حالات الإصابة بالفيروس في بعض المناطق الصينية مرتبطة بذروة نشاط فيروسات الجهاز التنفسي في فصل الشتاء.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الصين تشهد بفضل تعدادها السكاني الكبير ومناطقها المزدحمة ارتفاعاً في الإصابات، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة تحول الفيروس إلى تهديد عالمي. وحتى الآن، تظل الإصابات محلية ومحدودة التأثير مقارنة بفيروسات أخرى.

وأوضح بدران أن معظم حالات فيروس «الميتانيمو» تكون خفيفة، ولكن 5 إلى 16 في المائة من الأطفال قد يصابون بعدوى تنفسية سفلى مثل الالتهاب الرئوي.

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

وأكد أنه لا توجد تقارير عن تفشٍّ واسع النطاق للفيروس داخل الصين أو خارجها حتى الآن، مشيراً إلى أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي والاتصال المباشر، لكنه أقل قدرة على الانتشار السريع عالمياً مقارنة بكوفيد-19، ولتحوله إلى جائحة، يتطلب ذلك تحورات تزيد من قدرته على الانتشار أو التسبب في أعراض شديدة.

ومع ذلك، شدّد على أن الفيروس يظل مصدر قلق صحي محلي أو موسمي، خاصة بين الفئات الأكثر عرضة للخطر.

طرق الوقاية والعلاج

لا يوجد علاج محدد لـ«الميتانيمو» البشري، كما هو الحال مع فيروسات أخرى مثل الإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي، حيث يركز العلاج بشكل أساسي على تخفيف الأعراض المصاحبة للعدوى، وفق عنان. وأضاف أنه في الحالات الخفيفة، يُوصى باستخدام مسكنات الألم لتخفيف الأوجاع العامة وخافضات الحرارة لمعالجة الحمى. أما في الحالات الشديدة، فقد يتطلب الأمر تقديم دعم تنفسي لمساعدة المرضى على التنفس، بالإضافة إلى توفير الرعاية الطبية داخل المستشفى عند تفاقم الأعراض.

وأضاف أنه من المهم التركيز على الوقاية وتقليل فرص العدوى باعتبارها الخيار الأمثل في ظل غياب علاج أو لقاح مخصص لهذا الفيروس.

ولتجنب حدوث جائحة، ينصح بدران بتعزيز الوعي بالوقاية من خلال غسل اليدين بانتظام وبطريقة صحيحة، وارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة أو عند ظهور أعراض تنفسية، بالإضافة إلى تجنب الاتصال المباشر مع المصابين. كما يتعين تعزيز الأبحاث لتطوير لقاحات أو علاجات فعّالة للفيروس، إلى جانب متابعة تحورات الفيروس ورصد أي تغييرات قد تزيد من قدرته على الانتشار أو تسبب أعراضاً أشد.