مصدر رئاسي يمني: «القاعدة» تخطط لاغتيال هادي

أطراف سياسية تسعى لعرقلة تعيين أعضاء في «الحوار» نوابا في مجلس الشورى

الرئيس عبد ربه منصور هادي
الرئيس عبد ربه منصور هادي
TT

مصدر رئاسي يمني: «القاعدة» تخطط لاغتيال هادي

الرئيس عبد ربه منصور هادي
الرئيس عبد ربه منصور هادي

أكدت مصادر رئاسية يمنية رفيعة المستوى لـ«الشرق الأوسط» أن الرئاسة تلقت معلومات تفيد بوجود مخطط لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب لاغتيال الرئيس عبد ربه منصور هادي.
وقالت المصادر ذاتها إن «المخطط يهدف إلى ضرب التسوية السياسية في اليمن والمتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وقرارات مجلس الأمن بهذا الخصوص»، وأشارت إلى أن عملية استهداف الرئيس خطط لها عبر عملية انتحارية بواسطة أحد عناصر التنظيم في صنعاء. وقالت المصادر إنه «جرى رصد عناصر من (القاعدة) في محيط منزل الرئيس من أجل استهدافه وأسرته».
من ناحية أخرى، يخوض الرئيس هادي معركة مع الأطراف السياسية بشأن تعيين أعضاء لجنة الحوار الوطني، كنواب في مجلس الشورى (الغرفة التشريعية الثانية المعينة). وتؤكد المصادر الرئاسية لـ«الشرق الأوسط»، أن هناك خلافات داخل السلطة الرئاسية والتنفيذية بشأن نسبه تمثيل الرئيس هادي في مجلس الشورى، حيث من المقرر أن تكون لديه نسبه عشرة في المائة من مجموع أعضاء مجلس الشورى. وقالت مصادر خاصة لـ«الشرق الأوسط» إن «أطراف معينة في النظام السابق تسعى إلى عرقلة التعيينات الجديدة في مجلس الشورى»، وتؤكد المصادر أن التسوية السياسية تمر بمرحلة حرجة وتواجه نوعا من المعوقات.
في غضون ذلك، عقد مجلس الوزراء اليمني اجتماعا، ناقش خلاله مجموعة محاورة، أبرزها مقترحات بشأن «الإجراءات التنفيذية لقرارات مجلس الأمن»، المعدة من قبل الأمانة العامة لمجلس الوزراء، والتي تتضمن «جهة وزمن التنفيذ».
وتضمن قرار مجلس الأمن عددا من القضايا بينها إصلاح السجل الانتخابي والتعديلات اللازمة لقانون الانتخابات، ومتابعة استكمال بعض المقررات الواردة في التوصيات، والتوعية المجتمعية لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وتعديل قانون الصحافة، وكذا إعداد خطة أمنية شاملة لتثبيت الأمن والاستقرار، وتسمية أعضاء اللجنة المستقلة للتحقيق في ادعاءات وانتهاكات حقوق الإنسان لعام 2011، وإصدار قانون العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية، إضافة إلى مراجعة وتنفيذ الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الإرهاب ورفع مشروع قانون استعادة الأموال المنهوبة، فضلا عن الإجراءات التنفيذية لخطة الاستجابة الإنسانية الخاصة باليمن لعام 2014م ومتابعة المانحين للإيفاء بتعهداتهم. وأقر المجلس «إتاحة الفرصة للوزراء للاطلاع على مشاريع القرارات المقترحة وتقديم ملاحظاتهم إن وجدت عليها إلى اجتماع المجلس المقبل للمناقشة والإقرار».
واطلع مجلس الوزراء على «مذكرة وزير المالية بشأن التقرير الخاص بنتائج أعمال التصفية للمؤسسة العامة للمجمعات الصناعية التي توصلت إليها اللجنة الفنية للتصفية والمشكلة سنة 2002 بقرار وزير المالية، حتى نهاية العام الماضي». وأقر المجلس إحالة نتائج أعمال لجنة التصفية إلى الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة لمراجعتها ودراستها، والرفع إلى المجلس بالنتائج للمناقشة واتخاذ ما يلزم.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».