كشفت مصادر دبلوماسية تركية عن أن التنسيق الثلاثي بين تركيا وإيران وروسيا بشأن الأزمة السورية يسير على نحو جيد، وأنه سيحقق مزيدا من التقدم في الأشهر القليلة المقبلة.
وقالت المصادر، لـ«الشرق الأوسط»، إن التنسيق بين الدول الثلاث سيشهد دفعة قوية خلال الأيام المقبلة، في إشارة إلى زيارة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لإيران، الأربعاء المقبل، التي أعلن عنها في طهران أول من أمس.
وأكدت المصادر أن تحركات تركيا على صعيد السياسة الخارجية فيما يخص الأزمة السورية، ترتكز على ضمان وحدة الأراضي السورية، ومنع أي خيار لقيام دويلات على أساس عرقي أو مذهبي في سوريا، ومكافحة الإرهاب.
ولفتت إلى أن تركيا سبق أن أعلنت استعدادها للقيام بعمليات عسكرية مشتركة مع روسيا لضرب «داعش» وغيره من التنظيمات الإرهابية في سوريا.
وأكدت المصادر أن تركيا لا تعمل على سياسة المحاور، وإنما هدفها هو الحفاظ على وحدة أراضي سوريا وأراضي تركيا في الوقت نفسه، وتمكين الشعب السوري من العيش في ظل نظام ديمقراطي بلا تفرقة على أساس طائفي أو عرقي.
ومن جانبه، قال السفير الروسي في أنقرة أندريه كارلوف، في لقاء مع وكالة «الأناضول» التركية الرسمية، إنه لا يجد أي مانع يحول دون تشكيل آلية ثلاثية مشتركة بين روسيا وتركيا وإيران للنظر في الأزمة السورية، لا سيما أن هذه الدول الثلاث تتمتع بدور كبير في المنطقة، مشيرًا إلى أن الدول الثلاث تهدف إلى إحلال الاستقرار في الشرق الأوسط.
كان رئيس الوزراء التركي بن على يلدريم قد أعلن، الثلاثاء الماضي، أمام اجتماع الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية الحاكم في البرلمان التركي، أن بلاده ستعمل مع إيران كقوة محورية في المنطقة لحل الأزمة السورية.
وقال كارلوف إن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يعتزم إجراء زيارة رسمية إلى تركيا، متوقعا أن تكون هذه الزيارة في نوفمبر (تشرين الثاني) أو ديسمبر (كانون الأول) المقبلين.
وتابع كارلوف أن هناك كثيرا من القضايا والمسائل المدرجة على أجندة لافروف في أثناء زيارته المنتظرة إلى تركيا، مشيرًا إلى أن الموضوع الأكثر أهمية بين هذه القضايا هو الأزمة السورية وتداعياتها وانعكاساتها على المنطقة والعالم.
وجدد كارلوف موقف بلاده الداعم للحفاظ على وحدة الأراضي السورية، والرافض بشكل قاطع لتشكيل كيانات متعددة داخل الأراضي السورية، لافتًا إلى أن «تطابق الأهداف التركية الروسية حول الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، يبعث الأمل حول إمكانية تقارب وجهات نظر البلدين حيال حل الأزمة الراهنة في سوريا».
وأعرب كارلوف عن اعتقاده أنّ المشاركة الفعلية للمقاتلات التركية في قصف مواقع تنظيم داعش، إلى جانب قوات التحالف الدولي، لن تسبب مشكلات، موضحا أن المواقف المبدئية لبلاده تقتضي «توحيد جهود جميع الأطراف الدولية في محاربة المنظمات الإرهابية».
وشدد كارلوف على ضرورة العمل الفعّال والمجدي لتعزيز العلاقات بين البلدين، والإقدام على خطوات ملموسة في هذا الخصوص، مشيرًا إلى أنه يجب على الجانبين الإسراع في العودة بعلاقاتهما إلى المستويات التي كانت عليها قبل حادثة إسقاط المقاتلة الروسية، وفتح آفاق جديدة ترفع من مستوى العلاقات بين أنقرة وموسكو.
وحول ما يتردد بشأن أن التقارب التركي الروسي أقلق الدول الغربية، أكد السفير الروسي في أنقرة أنّ «موسكو لا تتعاون مع أي دولة بهدف استفزاز أو الإضرار بدولة أخرى، بعكس السياسات الخارجية التي تتبناها الدول الغربية».
وتابع كارلوف: «لاحظنا خلال الأعوام الأخيرة أن الولايات المتحدة ودول القارة الأوروبية فرضت على الدول المتعاونة معها شرط قطع أو تخفيف علاقاتها مع الدول الأخرى، أما نحن فلا نقوم بمثل هذه الخطوة، وتطوير علاقاتنا مع تركيا لا يتعارض مع مصالح أية دولة أخرى».
إردوغان في طهران الأربعاء.. وسفير روسيا بأنقرة يتحدث عن آلية للتعاون
مصادر لـ «الشرق الأوسط»: التنسيق التركي الإيراني الروسي حول سوريا سيشهد دفعة قوية
إردوغان في طهران الأربعاء.. وسفير روسيا بأنقرة يتحدث عن آلية للتعاون
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة