الحكومة المصرية: لا نية لتسريح 3 ملايين موظف بالدولة

دافعت عن إجراءات رفع الدعم.. ووعدت بسرعة إنجاز انتخابات المحليات

الحكومة المصرية: لا نية لتسريح 3 ملايين موظف بالدولة
TT

الحكومة المصرية: لا نية لتسريح 3 ملايين موظف بالدولة

الحكومة المصرية: لا نية لتسريح 3 ملايين موظف بالدولة

طمأن رئيس الوزراء المصري، شريف إسماعيل، العاملين بالدولة، نافيا أمس ما تردد عن نية الحكومة تسريح ثلاثة ملايين موظف من العاملين في الدولة، في إطار الإجراءات التي تعتزم الحكومة اتخاذها من أجل تجاوز الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد في الوقت الراهن.
وسبق أن أشار الرئيس عبد الفتاح السيسي في خطابات متكررة إلى إجراءات «مؤلمة» تعتزم الدولة تطبيقها لتحسين الأوضاع. وقال خلال افتتاح مجمع صناعي في الإسكندرية قبل أيام إنه «لن يتردد في المضي في تطبيق إصلاحات ضرورية» تغاضت الحكومات المتعاقبة عن تطبيقها خوفا من غضب المواطنين.
وجاءت تلك التصريحات بعد أيام من اتفاق مصر على قرض بقيمة 12 مليار دولار مع صندوق النقد، يقدم خلال ثلاث سنوات. وربط البعض بين الاتفاق وبدء الحكومة إجراءات رفع الدعم عن المواطنين في الخدمات الرئيسية كالكهرباء والبنزين والمياه والمواصلات العامة.
وقال رئيس الوزراء المصري، أمس، إن «ما تردد عن نية الحكومة تسريح ثلاثة ملايين موظف من العاملين في الدولة مجرد شائعات لا أساس لها من الصحة»، مضيفا عقب اجتماع مجلس الوزراء الأسبوعي أن «الحكومة تسعي بشكل أساسي إلى الحفاظ على أسعار السلع الأساسية وأن قرار وقف تصدير الأرز جاء في هذا الاتجاه».
وأعلن الرئيس السيسي قبل أشهر أن مصر بها 7 ملايين موظف والدولة لا تحتاج منهم سوى مليون، لكنه وعد بعدم تسريح تلك العمالة الزائدة.
وأوضح رئيس الوزراء أمس أن أي قرار يتعلق بالدعم وتخفيضه ستكون الحكومة واضحة تماما في هذا الشأن مع الشعب وأن الهدف الرئيسي من أي تفكير في إعادة صياغة منظومة الدعم هو ضمان تقديم دعم أكبر لمحدودي الدخل ووصول الدعم لمستحقيه وأن الحكومة ستعلن عن أي إجراءات مسبقة وبشفافية قبل اتخاها.
وتعاني مصر من تدهور في أوضاعها الاقتصادية منذ ثورة 25 يناير (كانون الثاني) 2011. تفاقمت مع مرور السنوات في ظل اضطرابات أمنية وسياسية.
وقال إسماعيل إن صندوق النقد الدولي يعلم الفجوة التمويلية على مدار الثلاث سنوات المقبلة، مشيرا إلى أن الصندوق سيقوم بمعالجة جانب من هذه الفجوة عبر القرض البالغ 12 مليار دولار، وسيعمل معنا أيضا على المساعدة في تدبير باقي مبالغ معالجة تلك الفجوة على مدار الثلاث سنوات المقبلة، من خلال التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة.
وخلال اجتماع مجلس الوزراء وجه إسماعيل بضرورة العمل على زيادة الاعتماد على المكون المحلي للمشروعات الجاري تنفيذها، والالتزام بتطبيق أحكام القانون فيما يتعلق بتفضيل شراء واستخدام المنتج المحلي في جميع المناقصات التي تطرحها الوزارات والجهات الحكومية، مشيرًا إلى أن ذلك يعد أولوية قصوى في هذه المرحلة، كما يحقق الاستفادة من الإمكانات الكبيرة التي تمتلكها البلاد، وتخفيض فاتورة الاستيراد من الخارج وقصره على الاحتياجات الضرورية، وهي الإجراءات التي تأتي في إطار برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي يهدف إلى ترشيد الاستيراد لتخفيف الضغط على العملة الأجنبية.
وحول إجراء انتخابات المحليات، أكد رئيس مجلس الوزراء أن الحكومة تسعى جاهدة لإجراء تلك الانتخابات قبل نهاية العالم الحالي، وأن قانون المحليات تم إرساله للبرلمان بالفعل.
من جهة أخرى، أعلن المتحدث باسم الجيش المصري، العميد محمد سمير، أمس، إحباط محاولات تسلل وهجرة غير شرعية جديدة بمختلف الاتجاهات الاستراتيجية على الحدود المصرية، بلغ عددها 197 فردا من مختلف الجنسيات.
وقال المتحدث، في بيان حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إن قوات حرس الحدود أحبطت عدة محاولات تسلل، في نطاق المنطقة الشمالية العسكرية من خلال ضبط 109 أفراد من جنسيات مختلفة بينهم 45 مصريا بخلاف الجنسيات الأخرى من السودان والصومال وأريتريا وسوريا وإثيوبيا.
وتابع: «تم بمنطقة رشيد - البرلس ضبط 74 فردا في هجرة غير شرعية من جنسيات مختلفة بينهم 41 مصريا وجنسيات من السودان والصومال واليمن وغينيا». وفي نطاق المنطقة الغربية العسكرية، تمكنت قوات حرس الحدود بمنطقة (السلوم) من ضبط 14 فردا في هجرة غير شرعية من مختلف الجنسيات، بخلاف أسلحة متنوعة ومواد مخدرة مهربة.
وفى نطاق المنطقة الجنوبية العسكرية تمكنت قوات حرس الحدود بمنطقة (العلاقي) من ضبط 5 سيارات و44 مواطنا سودانيا أثناء قيامهم بأعمال البحث والتنقيب عن خام الذهب.
وتزايدت في الآونة الأخيرة محاولات الهجرة غير الشرعية لمصريين وأجانب عبر السواحل المصرية - خصوصا تلك التي تطل على البحر المتوسط - بسبب الاضطرابات السياسية وارتفاع معدلات البطالة في المنطقة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».