أكد نائب رئيس الوزراء التركي للشؤون الاقتصادية محمد شيمشك أن أسس اقتصاد بلاده الراسخة سرعت بعودة الأسواق إلى طبيعتها في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة في منتصف يوليو (تموز) الجاري.
وقال شيمشك في تصريحات عقب اجتماع مغلق عقده مع رجال أعمال وصناعيين أتراك في مدينة غازي عنتاب جنوب تركيا أمس إن الحكومة التركية تدرس دائمًا سبل تعزيز الاستثمارات وتأمين فرص العمل والوظائف بشكل أكثر للمواطنين إلى جانب تطوير البلاد وتعزيز الديمقراطية. وعن انعكاسات محاولة الانقلاب الفاشلة على اقتصاد البلاد، قال: إن «أسس الاقتصاد التركي راسخة وهو قادر على مقاومة الصدمات بفضل الاستقرار السياسي الأمر الذي سرّع بعودة الأسواق إلى طبيعتها». وأشار شيمشك إلى أن الإصلاحات التي تعتزم حكومة العدالة والتنمية تنفيذها خلال المرحلة القادمة، ستقود البلاد نحو مستويات أعلى، قائلا: «تركيا ستواصل مسيرتها كلاعب كبير على الصعيد العالمي». وعبرت شركات تمثل ماركات عالمية كبرى عن ثقتها بالاقتصاد التركي، وقدرته على التعافي من تبعات المحاولة الانقلابية الفاشلة التي وقعت منتصف يوليو الجاري، مؤكدة على مواصلة استثماراتها في تركيا. وقال مراد كانصو المدير العام لفرع شركة «مايكروسوفت» في تركيا «وقوف الشعب التركي بجميع فئاته، لا سيما قوى المعارضة بجانب الحكومة المنتخبة ديمقراطيا، شكَل دفعة كبيرة للاقتصاد الذي كان يتوقع تضرره بشكل كبير بالأحداث». وتابع كانصو: «نحن عازمون على مواصلة أنشطتنا في تركيا الفتية، التي نعمل فيها منذ ربع قرن، وجعلها واحدة من أبرز الأسواق لشركتنا في المنطقة». وأكد كانصو ثقتهم التامة بقدرة تركيا على مواصلة نجاحاتها في مجال التحول الرقمي والتكنولوجي، مشيرا إلى أنهم سيواصلون دعمهم لتركيا دائما، وزيادة استثماراتهم في المرحلة المقبلة لتشمل أجهزة الهواتف الجوالة وأنظمة إلكترونية أخرى.
من جانبه، قال هيروشي كاتو، المدير العام لفرع عملاق تصنيع السيارات اليابانية «تويوتا» بتركيا: «تُشكل تركيا أحد أهم مراكز بيع سياراتنا في أوروبا، ولا نية لنا لإجراء أي تغييرات في خطط مشروعاتنا خلال المرحلة المقبلة». وأشار كاتو، إلى أنهم سيواصلون أنشطة الإنتاج والتصدير كما هو محدد مسبقًا في أجندات الشركة، مؤكدًا في الوقت ذاته على «استمرار توظيف الشركة لما يقرب من ألف عامل جديد». وبدورها، أعربت دفنه توزان مدير فرع شركة «أي بي إم» العالمية للبرمجيات بأنقرة، عن ثقتها بالاقتصاد التركي مؤكدة أن الشركة «ستواصل أداء دورها التاريخي في دعم مجال البرمجيات في تركيا».
وأكد فليكس أليمان رئيس مجلس إدارة شركة «نستله» العالمية للأغذية ثقته بالاقتصاد التركي موضحًا أن أنقرة واحدة من أهم الأسواق لشركتهم في العالم. وأضاف أليمان: «افتتحت شركتنا فرعها في تركيا بعد 8 سنوات فقط من تأسيس الشركة الأم (نستله) في سويسرا، ولدينا كادر مكون من 3 آلاف و800 موظف»، مؤكدًا أنها «ستنفذ تعهداتها تجاه تركيا، وستستمر في تقديم منتجات متميزة لزبائنها فيها».
وأكد كلير ماير الخبير الاقتصادي بشركة «نورتن تراست» العالمية للخدمات المالية، أن «المحاولة الانقلابية التي وقعت مؤخرًا في تركيا لن تؤثر سلبيًا على شهية المستثمرين وقدرتها على إدارة ديونها (الداخلية) على المدى المتوسط والبعيد».
وقال ماير: «ثمة انخفاض طرأ على الليرة التركية، وزيادة في مقدار فائدة التحويلات المالية، لكن سرعان ما تحسنت هذه النسب بفضل سيطرة الحكومة على مجريات الأحداث».
وأوضح ماير، أن أبرز ما يشغل بال المستثمرين الدوليين هي السياسة التي ستتبعها تركيا في الشأن الداخلي والخارجي، وعليه فعلى تركيا إزالة الغموض الموجود حاليًا، وإعلان نواياها وخططها المستقبلية في أسرع وقت.
وكانت شركات عالمية أخرى مثل جنرال إلكتريك للإنشاءات والطاقة وبوينغ للطيران، وإنتل المتخصصة برقاقات ومعالجات الكومبيوتر، وفورد للسيارات، أعربت في وقت سابق عن ثقتها بالاقتصاد التركي، وبينت أن أجواء التضامن والتفاهم المتبادل الذي ظهر عقب الأحداث الأخيرة في تركيا، أكدت أن الإمكانات الكبيرة الموثوقة بها ستساعد في تسريع حركة الاقتصاد في البلاد.
نائب رئيس الوزراء التركي: أسس اقتصادنا الراسخة أعادت الأسواق لطبيعتها
ماركات عالمية تؤكد الثقة به بعد الانقلاب الفاشل
نائب رئيس الوزراء التركي: أسس اقتصادنا الراسخة أعادت الأسواق لطبيعتها
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة