الاحتلال الإسرائيلي يطور نظام إنذار ومراقبة للتعرف مسبقًا على هويات مهاجمين محتملين

الاحتلال الإسرائيلي يطور نظام إنذار ومراقبة للتعرف مسبقًا على هويات مهاجمين محتملين
TT

الاحتلال الإسرائيلي يطور نظام إنذار ومراقبة للتعرف مسبقًا على هويات مهاجمين محتملين

الاحتلال الإسرائيلي يطور نظام إنذار ومراقبة للتعرف مسبقًا على هويات مهاجمين محتملين

تقول سلطات الاحتلال الاسرائيلية التي واجهت في الاشهر الاخيرة سلسلة هجمات منفردة نفّذها فلسطينيون، إنّها أحرزت تقدما في التعرف على هويات مهاجمين محتملين بشكل مسبق.
ووضع مسؤولون اسرائيليون نظام انذار يتضمن مراقبة الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي بالاضافة إلى معلومات استخباراتية أساسية ووسائل اخرى، ما اتاح، بحسب قولهم، منع وقوع هجمات محتملة أو الحد من تاثير بعضها.
وأدت موجة العنف في الأراضي الفلسطينية وإسرائيل منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إلى مقتل 218 فلسطينيا برصاص الجنود والشرطيين الاسرائيليين خلال مواجهات او اثر هجمات او محاولات هجوم استهدفت اسرائيليين، وقتل في هذه الهجمات 34 اسرائيليا واميركيان واريتري وسوداني، وفق حصيلة اعدتها وكالة الصحافة الفرنسية.
من جهة ثانية، أكّد مسؤول عسكري كبير في الجيش الاسرائيلي اشترط عدم الكشف عن اسمه لوكالة الصحافة الفرنسية، "فهمنا بعد أن حددنا ثلاثة او اربعة انواع من الشخصيات، انّ غالبية المهاجمين يندرجون في اطار هذه النماذج".
وطوّر جيش الاحتلال الاسرائيلي نظام انذار يُحدّد اشخاصًا يحتمل أن يشكلوا خطرا، حسب ما ادعى المسؤول.
ويحلّل النظام شخصيات للمهاجمين منذ أكتوبر الماضي بما في ذلك خلفياتهم العائلية، أين اختاروا تنفيذ الهجوم والانشطة التي قاموا بها قبل أيام من تنفيذ الهجوم.
والاستراتيجية المستخدمة للتعرف على فرد قد يشكل خطرًا تتضمن عدة امور متنوعة منها المراقبة، والمحادثات مع افراد عائلته والاعتقال في حال التحريض على العنف.
وتراجعت الهجمات ضد الاسرائيليين في الاشهر الاخيرة، على الرغم من وجود عناصر اخرى ساعدت في تراجعها.
ويقول بعض الخبراء انّ نوع التحليلات والمتابعات التي يجريها جيش الاحتلال، بمساعدة خوارزميات لحصر وتحديد المحادثات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قد يكون لها تأثير ويتم تطبيقها في مكان آخر.
ويرى دانييل كوهين الخبير في الارهاب المعلوماتي في المركز الاسرائيلي لدراسات الامن القومي، أنّ النظام "بالطبع، ليس بإمكانه وقف هذه الموجة في اسرائيل بشكل كامل والأمر ذاته في اماكن اخرى--في اوروبا على سبيل المثال".
ويرى كوهين ان هذه الجهود يجب أن تتزامن مع ما وصفه "بحملات مضادة"، أو رسائل ايجابية تحاول ثني الشبان عن رغبة الموت او تنفيذ هجمات.
ويشير كوهين إلى أنّ هذه الحملات قد تكون متعلقة بفرص اقتصادية أو رياضية.
بينما دعا آخرون إلى توخي الحذر من الثقة العمياء في نظام المراقبة.
وقالت مجموعة صوفان للاستشارات الأمنية ومقرها الولايات المتحدة في تعليقات بعد ان قتل المتطرفون كاهنا مسنا في فرنسا الثلاثاء، إنّ " لوائح مراقبة الاشخاص والمراقبة تخلق شعورًا زائفا بالأمن، وتقوم بتزويد المعلومات بعد حدوث هجوم ارهابي؛ ولكن لا تعطي الكثير من العناصر لتجنب (...) وقوع هجوم". واضافت "المراقبة صعبة للغاية ومكلفة من حيث الوقت والموظفين". فيما تساءلت مجموعات حقوقية أيضًا إن كانت الرقابة الاسرائيلية تؤدي إلى اعتقالات عشوائية.
واكد مركز "عدالة" الذي يعنى بحقوق الاقلية العربية في اسرائيل، انّ نحو 400 فلسطيني وعربي اسرائيلي اعتقلوا في اواخر عام 2015 للاشتباه بمشاركتهم في التحريض.
ويشير البعض أيضًا إلى أنّ الضفة الغربية المحتلة تخضع لنظام قضائي عسكري يسمح بالاعتقال الاداري من دون توجيه تهمة محددة.
وقالت ساري بشي، مديرة اسرائيل وفلسطين في منظمة "هيومن رايتس ووتش" إنّ قوانين الاحتلال تسمح لاسرائيل باعتقال اشخاص في بعض الحالات لفترات غير محددة من دون محاكمة، وهو أمر غير موجود في حالات أخرى". وحسب بشي فإنّه "حتى نظام العدالة الجنائية هو نظام قضائي عسكري".



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.