بعد يومين من فشل الانقلاب العسكري في تركيا قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إنه «انتهى عصر الانقلاب بالمدفعية والدبابة»، مشددا على أن « صناديق الرأي الحل الوحيد للمشكلات في إيران وتركيا لبنان وسوريا».
وقال روحاني لدى وصوله إلى إقليم كرمانشاه أمس «نحن في منطقة ما زال البعض يفكر في إمكانية انتقال السلطة بالانقلاب»، وتابع أن «بعض الأشخاص يفكرون بأن بالدبابة والمدفعية والطائرات يمكنهم إسقاط حكومة شعبية».
وخلال اليومين الماضيين حاول المسؤولون الإيرانيون تبرير التدخل الإيراني في الأزمة السورية بمقارنة الأوضاع الداخلية التركية وما تشهده سوريا خلال السنوات الخمس الماضية.
وفضلا عن المنطقة، وجه روحاني رسائل داخلية من خلال تأكيده على «الإيمان بالديمقراطية واحترام خيار الشعب»، وتواجه الحكومة ضغوطا متزايدة من الأجهزة العسكرية التي لا يملك سلطة عليها، مثل الحرس الثوري، واشتكى في مناسبات عدة من تقويض صلاحياته وصلاحيات الحكومة، خصوصا فيما يخص الاقتصاد.
يشار إلى أن الأجهزة الأمنية لجأت إلى العنف بعد احتجاجات شعبية على نتائج الانتخابات الرئاسية في 2009، وكان روحاني قد وعد بإنهاء الحصار المفروض منذ 2011 على المرشحين السابقين للرئاسة ميرحسين موسوي ومهدي كروبي.
وتعتبر إيران جارتها الغربية تركيا حليفا استراتيجيا واقتصاديا على الرغم دخول العلاقات بين البلدين إلى نفق مظلم بسبب تباين المواقف من النظام السوري وبشار الأسد. وفيما تدعم إيران بقاء النظام السوري ورئيسه الحالي تدعم تركيا المعارضة السورية، وهو ما ترك آثارا سلبية على علاقات الطرفين، خصوصا بعد وصول روحاني إلى منصب الرئاسة.
ووصل روحاني إلى محافظة كرمانشاه ذات الأغلبية الكردية بعد أسبوع من مقتل وجرح مسؤولين في كمين مسلح لحزب «الحرية» الكردستاني، وتوقعت مواقع إيرانية قبل الزيارة أن يلغي الرئيس الإيراني زيارته بسبب تدهور الوضع الأمني في المناطق الكردية. في إشارة إلى معارك دامية دارت بين الأحزاب الكردية المعارضة والحرس الثوري، وجه روحاني تهديدا ضمنيا للأكراد قائلا إن «الجيش والحرس الثوري والباسيج أثبتت للعالم أنها لا تسمح بسقوط ذرة من الأرض الإيرانية بيد المتجاوزين».
وفي وقت يتعرض روحاني لضغوط كبيرة بسبب تورط مسؤولين كبار في إدارته بملف الرواتب الفلكية الذي هز إيران الشهر الماضي، قلل روحاني من أهمية الفضيحة، وقال: إن الأمر لا يتجاوز «100. 200 أو 300 مسؤول»، معتبرا إثارة الفضيحة ضد حكومته محاولة من مسؤولين سابقين للتغطية على ملفات فساد اقتصادية غير مسبوقة في تاريخ إيران المعاصر. وعمقت فضيحة الرواتب الصراع السياسي بين المسؤولين الإيرانيين. واعتبرت حكومة روحاني تسريب الوثائق محاولة لتضعيف الرئيس الإيراني الذي يتوقع ترشحه لفترة رئاسية ثانية بعد أقل من عام. وقال روحاني: إن «بعض الأشخاص يريدون متابعة ملف الرواتب لنسيان السرقات السابقة»، وأضاف: إن «الشعب يطالب بمعاقبة اللصوص».
يشار إلى أن شقيق روحاني، حسين فريدون، أبرز من تداول اسمه بين المتورطين في الفضيحة. وأعلنت الحكومة الإيرانية خلال الأيام الماضية إقالة 15 مسؤولا كبيرا من رؤساء البنوك، بينما نقلت صحيفة «اعتماد» الأسبوع الماضي نقلا عن مصدر مطلع، أن إدارة روحاني تخطط لإقالة أكثر من 350 مسؤولا، وكان التحقيق المنفصل في البرلمان الإيراني قد أشار إلى احتمال تورط أكثر من 950 في فضيحة رواتب خارجة عن إطار القانون. هذا في وقت طالب روحاني بكشف رواتب القادة العسكريين ومسؤولين في دوائر تابعة لخامنئي ردا على الضغوط التي يتعرض لها.
في غضون ذلك، أكد الرئيس الإيراني، أن «جميع الأجهزة في السلطة الإيرانية شهدت تجاوزات كبيرة خلال السنوات الماضية، وأن القضية لا تختصر بالحكومة».
ومن دون أن يحدد الجهات التي طالب بملاحقتهم قضائيا بسبب نهب أموال الشعب، أكد روحاني أن «الشعب يطالب بإعادة أمواله إلى الخزانة، وإنه لا ينسى سرقة أمواله بحجة العقوبات».
إلى ذلك، كشف موقع «انتخاب» الإيراني عن تفاصيل ما جرى بين المسؤولين الإيرانيين ليلة الانقلاب في تركيا، ونقل الموقع عن ممثل مدينة رشت في البرلمان غلامعلي جعفرزادة أيمن آبادي، أن وزير الخارجية الإيراني كشف عن مشاورات مكثفة جرت بينه وبين المستشار الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، وقائد فيلق قدس الإيراني قاسم سليماني، مؤكدا «متابعة الأحداث في تركيا والتنسيق بين الأجهزة الإيرانية».
وبحسب البرلماني الإيراني، فإن ظريف قدم توضيحا للبرلمان حول ما تدويل عن دخول طائرة إردوغان إلى إيران، وهو ما نفى صحته وزير الخارجية الإيراني.
وفي دفاعه عن الموقف الإيراني إزاء الانقلاب في تركيا، وصف ظريف الموقف الروسي بالضعيف، كما وصف الموقف الأميركي بالمزدوج. وعن الموقف الإيراني، قال: إنه «صريح منذ البداية». وكان ظريف أصدر تعليقا على الانقلاب في دفعتين، الأولى عندما كان الانقلاب في ساعاته الأولى، وقال ظريف عبر حسابه في «تويتر» إن بلاده «تتابع الأحداث في تركيا بقلق»، من دون التطرق إلى تفاصيل ولكن بعدما تداولت وكالات الأنباء عن عودة إردوغان وفشل الانقلاب دخل ظريف مرة أخرى على خط الانقلاب التركي بإعلانه وقوف بلاده «إلى جانب الحكومة المنتخبة ورفض الانقلاب».
روحاني: حل المشكلات في إيران ودول المنطقة في صناديق الرأي وليس الانقلابات العسكرية
ظريف للبرلمان: تابعت تفاصيل الانقلاب مع سليماني وشمخاني
روحاني: حل المشكلات في إيران ودول المنطقة في صناديق الرأي وليس الانقلابات العسكرية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة