إيقاف بيع بواخر قديمة تابعة لـ«مصافي عدن»

لسداد مستحقات ودفع رواتب متأخرة

إيقاف بيع بواخر قديمة تابعة لـ«مصافي عدن»
TT

إيقاف بيع بواخر قديمة تابعة لـ«مصافي عدن»

إيقاف بيع بواخر قديمة تابعة لـ«مصافي عدن»

وجه رئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر بوقف بيع بعض أصول شركة مصافي عدن، بعد أن كانت الشركة قد قامت بطرح مناقصة لبيع (أربع بواخر قديمة) من دون علم الحكومة.
وقالت مصادر في مكتب رئيس الوزراء لـ«الشرق الأوسط» إن بن دغر وجه إدارة الشركة بوقف عملية البيع وكلف وزارة النفط بتقديم تقرير عاجل عن الموضوع إلى مجلس الوزراء باعتباره جهة الاختصاص الوحيدة في اتخاذ قرار بيع أصول الدولة.
وأكدت أن ما قامت به الشركة من تصرف لم يكن بعلم الحكومة ولم يصدر عنها قرار بهذا الشأن.
وقالت مصادر في شركة مصافي عدن، لـ«الشرق الأوسط» إن الشركة ملزمة بتنفيذ توجيهات رئيس الحكومة، بشأن إيقاف عملية بيع أربع من بواخر الشركة التي أصبحت خارجة عن الخدمة في مزاد علني أواخر الشهر الجاري.
وأعربت عن ترحيبها بتكليف رئيس الوزراء لوزارة النفط والمعادن بتقديم تقرير عاجل عن الموضوع إلى المجلس، مؤكدة استعداد الشركة التعاون مع الوزارة وتقديم كافة المعلومات والوثائق الخاصة بالبواخر وبعملية البيع.
وأكدت أن المدير التنفيذي للشركة وجه إدارة الحسابات في الشركة بوضع دخل المزاد في حساب مالي منفصل من أجل استخدامه في سداد بند مرتبات وأجور العمال المتأخرة، مشيرة إلى أن هذا المزاد ليس لبيع أصول الشركة كما يتم تداوله ولكنه إجراء قانوني لبيع معدات متهالكة وغير صالحة للعمل.
وطالبت الحكومة بأن تتفهم وضع المصفاة الحالي وأن تتفاعل مع الأوضاع الصعبة التي تعاني منها نتيجة توقف وصول النفط الخام واستنفاد مخزونها النفطي وتدهور إمكانياتها خلال الحرب على الميليشيات الانقلابية، داعية الحكومة إلى الإسراع في توفير الخام أو دفع مديونية الكهرباء للمصفاة وشركة النفط أو تقديم دعم مالي للشركة حتى تتمكن من مواجهة التزاماتها المالية ودفع الرواتب المتأخرة لعمالها وموظفيها.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».